سميح خلف في مقاله:
المواطن الفلسطيني أصبح في غزة في أرق دائم ولا يفهم ما هو السبب من كل هذا الإستهداف
غزة تستحق بأهلها العيش الكريم ولأننا بدون عيش كريم لا نستطيع رسم هوية وطنية فلسطينية
غزة تستحق منا الكثير وتستحق أن يشارك كل أبنائها في رسم جغرافيتها السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية
محمد دحلان هو شخصية وطنية أصيلة ذات منبع وطني أصيل ومن هنا تتطلب مثل هذه المواقف الحسم وليس سياسة اللعب
فك الحصار وتخفيف المعاناة عن أبناء شعبنا الفلسطيني في غزة من أولى المهام بعد أن صمدت غزة في أكثر من ثلاثة حروب
آن الأوان أن يخضع الجميع لرؤية وطنية واحدة تناسب المرحلة فنحن بحاجة لبناء الإنسان وبناء المجتمع والإهتمام بشبابنا الضائع وتوظيف فرص من العمل
مازالت غزة تحاول أن تتخطى أوجاعها نحو أفق جديد من السلام الاجتماعي والشراكة الحقيقية بين كل قوى الشعب الفلسطيني على أرضها، مازالت غزة تنتظر تخطي عقبات الماضي وحججه ومبرراته وأقاويله، ولأن غزة تستحق بأهلها العيش الكريم، ولأننا بدون عيش كريم لا نستطيع رسم هوية وطنية فلسطينية، يجب على غزة أن تتجاوز الماضي نحو أفق جديد يحافظ على الأيقونة الوطنية والثوابت الأخلاقية والإنسانية التي تضمن لكل المواطنين ممارسة حقوقهم الوطنية بكافة أنواعها ومناحيها التي كفلتها الديانات السماوية والقوانين الدولية الإنسانية.
خطوط النجاح لغزة معروفة دروبها، وإن تغاضى البعض عن تلك الدروب الصحيحة التي تلم شمل الشعب الفلسطيني في غزة الذي يتعرض كل أبناءه بلا استثناء لضغوطات وقرارات جائرة ممنهجة سواء من قبل الإحتلال الإسرائيلي أو من قبل سلطة سياستها ممنهجة من أجل إخضاع قطاع غزة لبرنامج يبتعد مسافات ويبتعد كثيراً عن الخطوط النضالية التي تحقق الأماني الوطنية والسلم الإجتماعي والضمان للفرد بممارسة حقوقه السياسية والأدبية في غزة.
إجراءات تتخذ حيث أصبح المواطن الفلسطيني في غزة في أرق دائم ولا يفهم ما هو السبب من كل هذا الإستهداف، فإستهداف الإحتلال لغزة معروف ومفهوم، ولكن ماذا عن إستهدافات تقوم بها سلطة الرئيس عباس نفسه في عدة قرارات جائرة وشروط لإعادة الوئام بين شطري الوطن لا تعدو كونها الذهاب والمضي للأمام في حضن الإحتلال.
منذ بداية عام 2013 تحدثنا مع بعض الإخوة في حماس ومنهم الأخ المناضل الدكتور صلاح البردويل، وطرحنا عدة أفكار له ولغيره بأن غزة يجب أن تكون بوابة وعامود البرنامج الوطني، وبلا غزة موحدة بكل أبنائها لا يمكن تجاوز العقبات والتحديات المفروضة من الإحتلال ومن برنامج السيد عباس، خطونا كثيراً ووافقونا نسبيا على ما نطرح، وخاصة أن السيد محمد دحلان ليس رقماً مجهولاً، بل هو رقم أصبح من الملح أن يكون في شراكة لرسم الخريطة الوطنية الفلسطينية، فلم يعد لا في السابق ولا في المستقبل أمل في برنامج فاشل إحباطي للشعب الفلسطيني يقوده السيد عباس.
عندما تكون المعادلة وطنية فهي معادلة شاملة في الضفة وغزة، وبوابتها غزة، حيث أن فك الحصار وتخفيف المعاناة عن أبناء شعبنا الفلسطيني في غزة من أولى المهام بعد أن صمدت غزة في أكثر من ثلاثة حروب، صمدت غزة بشعبها، ولأن الفصائل تنصهر في إرادة الشعب وليس العكس.
حديث البردويل حول الحوار مع الأخ القائد الفتحاوي والقائد الوطني محمد دحلان يأتي من جانب الأهمية وليس المفاضلة بين السيد عباس والسيد دحلان، وشتان بين الطموحات والفكر والتطبيق بين الرجلين، غزة تحتاج لدحلان والقاعدة العريضة في غزة تحتاج له أيضا، وبوابات غزة من الضرورة أيضا أن يكون دحلان في شراكة لافتتاحها نحو الحرية والإنعتاق والمساواة بين أفراد الشعب.
غزة تحتاج إلى برنامج وطني مفتوح بين كل القوى الفلسطينية، لا فضل لقوة على أخرى أو فصيل على آخر، فالشراكة تعني المساواة في إرساء منظومة العدل ومشروع التحرير بشكل متفق عليه بين جميع القوى.
آن الأوان أن يخضع الجميع لرؤية وطنية واحدة تناسب المرحلة، فنحن بحاجة لبناء الإنسان وبناء المجتمع، والإهتمام بشبابنا الضائع وتوظيف فرص من العمل ومساحات من العمل الأكاديمي والمؤسساتي، هكذا هي الخطوط العريضة التي تعبر عن قناعات القائد الفتحاوي محمد دحلان، طرحنا ذلك كما قلت منذ عام 2013، ولكن المشكلة ليست عند محمد دحلان أو القاعدة العريضة المؤيدة والمناصرة لمحمد دحلان من الشارع الفلسطيني، بل كانت المشكلة لدى الآخرين الذين بدأوا يقتنعوا رويدا رويدا بوجود محمد دحلان في المعادلة الوطنية وبشكل قوي، كانوا مترددين ويفاضلون بين تارة وأخرى بين السيد محمد دحلان ومحمود عباس، ونريد أن نوضح هنا أن محمد دحلان ليس في موقع المفاضلة، أو إستخدامه كورقة ضغط، بل محمد دحلان هو شخصية وطنية أصيلة ذات منبع وطني أصيل، ومن هنا تتطلب مثل هذه المواقف الحسم وليس سياسة اللعب على المحاور والإهتزاز والتذبذب فالمرحلة تحتاج إلى قرارات صارمة، فغزة تعاني وشعبها يعاني والقضية برمتها تعاني من برنامج أثبت فشله يقوده الرئيس الفلسطيني عباس الذي لم يعد لديه من الأوراق ما يحقق به آمال الشعب الفلسطيني، ولذلك على القوى الأخرى أن تخطوا خطوات إيجابية وصلبة نحو شراكة حقيقية في رسم برنامج وطني جديد تكون غزة فيه طليعة المشروع الوطني مع القدس والضفة الغربية في صراع لا ينتهي مع العدو الصهيوني يحتاج فيه شعبنا في غزة إلى مزيد من الإهتمام وحل مشاكله وتوطيد العلاقات مع دول الإقليم وعلى المستوى الدولي، لتكون المساعدات المطروحة لشعبنا في إعادة الإعمار أيضا خارجة عن الابتزاز والنهب واستثمار حالات البيوت المدمرة من أجل رفع أرصدة من سال لعابهم على أموال الإعمار، فغزة تستحق منا الكثير وتستحق أن يشارك كل أبنائها في رسم جغرافيتها السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية، ولذلك نثني على ما طرحه الأخ الدكتور صلاح البردويل من جانب اللقاء الحتمي بين الأخ دحلان والقاعدة العريضة من الشعب مع أطروحات الأخ صلاح البردويل، ولكن على قاعدة الفهم الحقيقي للمرحلة وضرورياتها والتي لا يمكن أن يغيب عنها القائد الفتحاوي الوطني محمد دحلان.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net