سيادة المطران وليم شمولي النائب البطريركي اللاتيني في القدس لموقع العرب:
بين داعش والإسلام الفلسطيني والاسرائيلي مسافة لا محدودة
العودة الى الله إله المحبة والرحمة ممكن أن تضع حدا لهذه المشاكل
بقاء المسيحيين في العراق أفضل لأن هجرتهم الى الاردن تضعف الأمل في الرجوع الى العراق
داعش لا يمثلون الاسلام المعتدل الذي نعرفه في بلادنا بل هم مجموعة غريبة وشاذة ومؤذية للاسلام ولكل الشرق الأوسط
داعش تبدو منظمة فيها تنظيم عسكري وطاعة عمياء للقادة العسكريين وعندما تكون هنالك ايديولوجية وطاعة تقع الكارثة
من أحضر داعش الى المنطقة هو التصرف الأمريكي في العراق وبالتالي هنالك مسؤولية أمريكية غير مباشرة لما يحصل علما أن نتائج داعش ترضي أمريكا
فضيلة الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الاسلامية في البلاد لموقع العرب:
وجود المسيحيين في الموصل خير دليل على عظمة الاسلام وسماحة الاسلام منذ آلاف السنين
جزء من سلوك داعش هو رد فعل للنظام الطائفي المالكي في العراق وهؤلاء أبدا لا يمثلون الاسلام حتى لو تحدثوا باسم الاسلام
داعش تسيء دون شك الى كلمة الاسلام وصفاء الدين الاسلامي على اعتبار أن ما يقام به من سلوكيات لا تمت بصلة للشرع الحنيف
هذا السلوك وهذا النهج يتنافى تماما مع الاسلام ووجودنا كمسلمين ومسيحيين في البلاد ليس وجود الساعة بل هو التاريخ والحاضر والمستقبل ان شاء الله وعلاقاتنا لا يمكن أن يحددها تشنج من فلان أيا كان
تساؤلات كثيرة يطرحها المؤمنون من مختلف الديانات أيا كانت، بعد بشاعة وفظاعة المجازر التي ترتكب في العالم بحق الشعوب، إن كان ذلك في غزة أو الموصل وغيرها. إلا أن سيادة المطران وليم الشوملي، النائب البطريركي اللاتيني في القدس أكد لموقع العرب وصحيفة كل العرب هذا الصباح بأن "ابتعاد الإنسان على الله هو سبب هذه المشاكل وأن المشكلة ليست في الله تعالى" معتبرا أن "الله خلق الانسان لينعم بالسلام، ومنحنا حقلا فيه قمح ولكن نحن البشر من زرعنا الزوان، وبالتالي لا نستطيع اتهام الله الذي منحنا عقلا لاستعماله، وعليه المشكلة تكمن في حرية الانسان في التصرف ولا شك أن العودة الى الله إله المحبة والرحمة ممكن أن تضع حدا لهذه المشاكل".
سيادة المطران وليم شوملي النائب البطريركي اللاتيني في القدس
ودعا المطران وليم الشوملي عبر منبر موقع العرب الى "تكثيف صلاتنا من أجل ضحايا الحرب القائمة في الأرض المقدسة ومن أجل المضطهدين في العراق". وفي تعليقه على ما يحصل من مجازر بحق مسيحيي الموصل في العراق، من قبل منظمة "داعش" قال الشوملي: "هنالك اضطهاد مباشر من قبل داعش الذين يدعون أنهم سيعيدون الخلافة الى العراق، كما يوجد اضطهاد مباشر ضد المسيحيين وضد الشيعة وضد الأكراد أيضا. هؤلاء في الواقع لا يمثلون الاسلام المعتدل الذي نعرفه في بلادنا، بل هم مجموعة غريبة وشاذة ومؤذية للاسلام ولكل الشرق الأوسط. ومع هذا نريد موقفا أقوى من قبل الإسلام المعتدل ومن قبل المسيحيين في الشرق الأوسط ليفضحوا هذا التطرف غير المقبول مثل طرد الناس من بيوتهم وسلب ممتلكاتهم وحتى إخراجهم دون جواز السفر وهذه كلها أمور غير جائزة".
وعما اذا كانت البطريركية في اتصال مع مسيحيي الموصل، قال الشوملي: " لم يبقَ أحد لنتصل به في الموصل، ولكن في العراق اجمالا أتابع التقارير أولا بأول الصادرة عن بطريرك الكلدان ومطران اللاتين في بغداد والبيانات التي تصدر من هنا وهناك حول الوضع العراقي".
تنظيم عسكري وطاعة عمياء
وفيما اذا كانت الرقعة ستتسع وتنتقل من الموصل الى مناطق أخرى، قال سيادته لموقع العرب وصحيفة كل العرب: "كل شيء ممكن إن لم يوضع الحد لهؤلاء، لأن داعش تبدو منظمة فيها تنظيم عسكري وطاعة عمياء للقادة العسكريين وعندما تكون هنالك ايديولوجية وطاعة تقع الكارثة".
مخطط تقسيم العراق الى دوليات
وحول ردع داعش، قال النائب البطريركي للاتين في القدس: "كل من تأذى من داعش عليهم أن يقفوا سدا منيعا ضد داعش وخصوصا من أحضر داعش الى المنطقة هو التصرف الأمريكي في العراق، وبالتالي هنالك مسؤولية أمريكية غير مباشرة لما يحصل، علما أن نتائج داعش ترضي أمريكا، مثل الانقسامات بين الطوائف وفكرة تقسيم العراق وبكلمات أخرى فإن وجود داعش يحقق مخطط تقسيم العراق الى دوليات".
وحول امكانية احتضان مسيحيي الموصل في الأردن أو بلاد عربية أخرى، فضّل الشوملي "بقاء المسيحيين في العراق عموما لأن هجرتهم الى الاردن تضعف الأمل في الرجوع الى العراق، بينما الآن يهاجر مسيحيو الموصل الى المناطق الكردية وهناك يستقبلونهم ويحن عليهم الأكراد بالإضافة الى وجود مؤسسات تهتم بهم وترعاهم".
علاقة المسيحيين والمسلمين
واستبعد الشوملي أن "تؤثر الأحداث في الموصل على علاقة المسيحيين والمسلمين في البلاد معتبرا أن "بين داعش والإسلام الفلسطيني والاسرائيلي مسافة لا محدودة"، وقال: "أنا متأكد أن القادة الفلسطينيين هنا ضد هذا التطرف 100% لأن هذا يعاكس مبدأهم وعقيدتهم وعقيدتنا ولكن يبدو أن انشغالاتنا الداخلية وخصوصا ما يحصل في غزة يمنعنا من النظر خارجا. السلطة الفلسطينية مبنية على احترام الحريات والانفتاح ونحن كمسيحيين في فلسطين لا نشعر بأي ضرر علينا أو تمييز بل بالعكس لنا كامل الحرية في الممارسة الدينية، وكذلك الأمر في اسرائيل حيث لا نشكو من نقص في الحريات الدينية".
ووجه سيادة المطران وليم الشوملي، النائب البطريركي اللاتيني في القدس، رسالته الى مسيحيي البلاد قائلا لهم عبر موقع العرب وصحيفة كل العرب: "كل ما عندي هو كلمة إيمان لأنني لا أستطيع أن أمنع الخوف عنهم، فالخوف شعور عفوي وتلقائي، وهو نابع من الداخل ولا يفرض من الخارج. نقول للمسيحيين إننا نشعر بهمكم وهمكم هو همنا وربنا لا يترك حق مظلوم، وطوبى للمضطهدين على البر فإن لهم ملكوت السموات" وفقا لتصريحات سيادرة المطران وليم الشوملي.
فضيلة الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الاسلامية في البلاد
الشيخ كمال خطيب : داعش تسيء الى الاسلام
بدوره، أكد فضيلة الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الاسلامية في البلاد لموقع العرب وصحيفة كل العرب اليوم السبت قائلا: "ما يحصل الآن في الموصل ليس فقط ضد المسيحيين بل ضد المسلمين أيضا، وما تقوم به هذه الجماعة إنما تقوم به ضد كل من يخالفها الرأي، وضد المسلمين أولا. داعش تسيء دون شك الى كلمة الاسلام وصفاء الدين الاسلامي على اعتبار أن ما يقام به من سلوكيات لا تمت بصلة للشرع الحنيف".
وأضاف الشيخ خطيب ردا على سؤالنا: "لا أحد يستطيع أن يردع انسانا في بقعة من الأرض ولديه قوة سلاح، إذ ليس للإسلام دولة حتى نقول إن هؤلاء خارجون عن الدولة الاسلامية ولا بد من ردعهم. هؤلاء وفي ظل حالة الشتات والتشرذم التي تعيش بها الأمة ووصلوهم الى قطعة أرض ومعهم بعض السلاح، ليس من يستطيع تأديبهم الآن".
وحمّل نائب رئيس الحركة الاسلامية، مسؤولية "مجازر داعش الى الأنظمة المجرمة التي من تحت عباءة ظلمها خرج من يمارس هذه الممارسات، مثل النظام السوري المجرم باعتبار أن هؤلاء لهم تنسيقا مباشرا مع النظام في سورية وكان فعلا أن يقال إن هذا هو الاسلام الذي سيوجد ان سقط النظام ولكن هؤلاء لا يساوون أقل من 1% من الشعب السوري الذي يقاوم بشار الأسد، ويبدو أن جزء من سلوكهم هو رد فعل للنظام الطائفي المالكي في العراق وهؤلاء أبدا لا يمثلون الاسلام حتى لو تحدثوا باسم الاسلام".
عظمة وسماحة الاسلام
وشدد الشيخ كمال خطيب على أن "تاريخ الاسلام الحافل ووجود المسيحيين في الموصل خير دليل على عظمة الاسلام وسماحة الاسلام منذ آلاف السنين، ولو كان ما يحصل اليوم من شرع وسلوك الاسلام لكان المسيحيون غير موجدين أصلا في الموصل، ولكن وجودهم حتى اليوم هو تأكيد على أن الاسلام جعلهم جزء من الفسيفساء في المجتمع العراقي".
مسلمون ومسيحيون معا
وفي كلمته الى مسيحيي بلادنا، قال فضيلة الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الاسلامية لموقع العرب وصحيفة كل العرب: "هذا السلوك وهذا النهج يتنافى تماما مع الاسلام ووجودنا كمسلمين ومسيحيين في البلاد ليس وجود الساعة بل هو التاريخ والحاضر والمستقبل ان شاء الله وعلاقاتنا لا يمكن أن يحددها تشنج من فلان أيا كان ولا سلوك من انسان يحمل فكرا غير صافٍ وغير نفي، ويجمعنا التاريخ الواحد والهم الواحد" بحسب تصريحات الشيخ كمال خطيب.