قال تعالى : " شَهرُ رَمَضانَ الذي أُنْزِلَ فِيهِ القُرآنُ هُدىً للنَاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى والفُرْقَان ". 185 البقره .

اذا ما الشَّوقُ فاضَ بِنا وَطالا رَفَعنا الطّرفَ نرتَقِبُ الهِلاَلا(1)
ألا مَــن مُبــلغٌ شَعبـــــانَ أنّــا عَــزيزٌ أن نرى مِنهُ ارتِحالا
ولـكـِنّــا عـلــى أمــلٍ سنبقــى اذا مـــا قــدّرَ المـَولى تعالى

بِـأن نَـلقـاهُ فـي عــامِ جـديـدٍ وَأمّـتـُنـا أعـزُّ النــاسٍ حَــالا

ألا مــَن مـُبـلِغٌ رَمــَضـانَ أنّـَا نُـؤًمّـِلُ أُلـفَـةً نـَرجـُو وِصـالا(2)

نُــجـادِلُ فِيــهِ حُبّــاً لا نُفـوراً اذا مَـا هَـلَّ أنهَـينـا الـجِـدالا(3)

أتـى رَمَضانُ فازدانَت سماءٌ وَضاءَ الكَونُ واشتَعَلَ اشتِعالا

وعَـمَّ جَـوانِـبَ الدُّنـيـا وألـقَـى عَـليـهـا مِـن مـهـابَتِـهِ جَـلالا

وَفـاضَـت فِيـهِ للشُعَـراءِ نـَفسٌ فَقالوا الشِّعرَ وارتَجَلُوا ارتِجالا

حَـلَلـتَ أبَا ألمَكارِمِ ! فيكَ أهلاً وَطِـئتَ السَّهلَ طَاولتَ الجِبالا(4)

تُعالِجُ كُلَّ ذِي سَقَمٍ مَريضٍ فَتَـهدَأُ نَفسُهُ وَيَطِيبُ بَالا
وَتـَرحَـمُ كُـلَّ مِسـكيـنٍ فقيـرٍ يَـنالُ نَصيبَهُ رِزقاً حَلالا

وَفي طَبعِ النُفوسِ لَكَ اجتِهادٌ تُحَسِّنُ مَسلَكاً تَبني خِلالا(5)

وَفـيكَ لِـنزعَةِ الشَّيطـانِ قَيدٌ فَـلَـم تَتـرُك لَهُ فِينا مَجالا(6)

نَصومُ بِرَغبةٍ عن مُفطِراتٍ وَنَقضي الليلَ نُسكاً وابتِهالا

وَفي سُوَرِ الكِتابِ لنا دُروسٌ نـُرَتِّلُهـا قِـصاراً أو طِوالا
حَلَلتَ أبا المَكارِمِ ! فِيكَ أهلاً فَزِدتَ مَباهِجَ الدُّنيا جَمالا

قُدومُكَ أنعَشَ الأرواحَ فينا وَزادَ الجِسمَ صَبراً واحتِمالا

فَيا شَهرَ الصِيامِ الَيكَ تَهفُو قُلُوبٌ زادَها الشَّوقُ اعتِلالا(7)
تُـمَنّـي نـَفسَهـا عَـوداً قَريبـاً وَتَرجُو مِنكَ وَصلاً أو نَوالا

معاني المفردات :
1. الطّرف : النَّظَر . 2. الأُلفَه : التَّواصُل نَفْسِياً وَشُعوريّاً .
3. النُّفور : الكُره . 4. وَطِئَ : داسَ . 5. الخِلال : الخِصَال.
6. نَزْغَة الشَّيطَان : وَساوِس الشَّيْطَان. 7. اعْتِلَال : مَرَض .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net