قدم الجيش الأمريكي اعتذاراً رسمياً السبت، عن استخدام أحد جنوده المصحف للتدريب على الرماية
وأعرب الجنرال جيفري هاموند، قائد القوات الأمريكية في بغداد، وهو محاط بزعماء العشائر في منطقة "الرضوانية" في المشارف الغربية للعاصمة بغداد، عن بالغ أسف الجيش بالنيابة عن الجندي الذي يقود وحدة القناصة التابعة للفوج المدرع الـ64
يُشار إلى أنها المرة الأولى التي يعلن فيها رسمياً عن الحادثة، التي اكتشفت في 11 مايو/أيار الجاري، وستعد بمثابة اختبار للعلاقات بين الجيش الأمريكي والمليشيات السنّية
وقال هاموند: "أتيت إليكم طلباً للصفح
وأرجو أن تغفروا لي ولجنودي
"
وقال الشيخ أياد عبد الجبار، رئيس "مجلس صحوة الرضوانية" إن الاعتذار حال دون تعريض العلاقة بين الجيش الأمريكي والمجلس - المكون من مجموعات سنّية مقاتلة تقف إلى جانب القوات الأمريكية في مواجهة تنظيم القاعدة - للخطر
وساهم التعاون السنّي مع الجيش الأمريكي في استعادة الأمن في تلك المنطقة التي كانت من معاقل القاعدة القوية
وأفاد شهود عيان من المنطقة أن الجندي، الذي بقيت هويته مجهولة، تدرب على الرماية على المصحف في التاسع من مايو/أيار الجاري
واكتشف المصحف الذي استخدم كهدف بعد الحادثة بيومين، وفق إفادة الجيش الأمريكي
وصرح زعيم عشيرة آخر أن "هذا التصرف الإجرامي من قبل القوات الأمريكية" وقع قرب مركز للشرطة العراقية في منطقة "الرضوانية"، وأن شرطياً عراقياً أكتشف الهدف وقد رسم في وسط المصحف الذي مزقته الأعيرة النارية
"
وأظهرت الصورالمصحف وقد تخللته طلقات نارية وكلمة تجديف بإحدى صفحاته
وذكر مسؤولون أمريكيون أن تحقيقاً عسكرياً وجد أن الجندي مذنب وأعفاه من منصبه وسيعاد إلى الولايات المتحدة
وقال قائد القوات الأمريكية في بغداد خلال كلمة الاعتذار: "تصرفات هذا الجندي الواحد ليست سوى سلوك إجرامي
أتيت إلى هذه الأرض لحمايتكم ومؤازرتكم
تصرفات هذا الجندي خاطئة وغير مقبولة
"
وحمل بعض سكان المنطقة لافتات وشعارات: "نعم نعم للقرآن" و"أمريكا
أخرجي
أخرجي
"
وأدانت رابطة العلماء المسلمين الحادثة وتأخر الجيش الأمريكي في الاعتذار منها، وجاء في بيانها: الرابطة تدين هذه الجريمة النكراء بحق كتاب الله المقدس ودستور هذا البلاد
"
واستطرد البيان: "الحكومة الراهنة مسؤولة تماماً عن هذا الانتهاك
"