الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 15 / نوفمبر 01:02

أيها الشباب: بر الآباء.. سعادة الأبناء/ مؤسسة حراء

كل العرب
نُشر: 05/05/14 13:40,  حُتلن: 14:09

لقد أنعم الله عز وجل على عباده بنعم كثيرة وآلاء عظيمة لا تعد ولا تحصى ، لقوله سبحانه وتعالى : وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها " ، وإن من أجلِّ نعم الله عليك أيها الشاب والداك اللذان جعلهما الله لك ضياءً ونوراً تستضيء بهما في حياتك ودنياك.

بر الوالدين توفيق دنيوي ونجاح أخروي ، فإذا أردت التوفيق والسداد فعليك برضاهما وبرهما ، فهي فريضة ربانية كما قال سبحانه : " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا " ( الإسراء ) ، وقال عليه الصلاة والسلام : "رضا الرب في رضا الوالدين ، وسخط الرب في سخط الوالدين " . ( أخرجه الترمذي وابن حبان وصححه ) ، ومعصيتهما تستوجب الخسارة والندامة ، فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه». قيل: "من يا رسول الله؟"، قال: من أدرك والديه، أحدهما أو كلاهما ثمّ لم يدخل الجنة .

أيها الشباب ....
بروا آباءكم وأمهاتكم ، يدخل السرور إلى قلوبكم ، وترضوا ربكم وخالقكم ، فهنيئاً لمن أكرم والديه بطاعتهما وبرهما ، وخفض الجناح لهما ، ولم يرفع الصوت بحضرتهما وأطاب الكلام وأحسنه معهما ، وأنصت لحديثهما وقولهما ، وقدم برهما بعد رضا الله على كل شيء ، فمن أحسن إلى والديه أحسن الله له في الدنيا والآخرة ، فرضاهما غنيمة ونجاة ، وبرهما فوز وفلاح ، وإكرامهما سعادة وسرور ، فقد قال الإمام التابعي الجليل - ذو النون - : " ثلاثة من أعلام البر : بر الوالدين بحسن الطاعة لهما ولين الجناح وبذل المال ، وبر الولد بحسن التأديب لهم والدلالة على الخير ، وبر جميع الناس بطلاقة الوجه وحسن المعاشرة " ، حيث اعتبر الإسلام برهما من أفضل أنواع الطاعات التي يتقرب بها المسلم لله سبحانه وتعالى ، لأن والديك سبب في وجودك في هذه الدنيا ، وسبب سعادتك ، فكم يحترق قلبهما حزناً ولوعة عليك ، لأنهم يحبوك حباً عظيماً يعجز اللسان عن الوصف والتعبير عن هذا الشعور الجميل .
بر الوالدين من حسن الصحبة التي أوصى بها الحبيب - صلى الله عليه وسلم - ، فقد جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك ، قال : ثم من ، قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ؟ قال : ثم من ؟ قال " ثم أبوك . ( رواه البخاري )

فاحذر أيها الشاب ....
عقوق والديك وعصيان أمرهما ونيل سخطهما ، فإن العقوق حرمان وشقاء ، وخزي في الدنيا وعذاب في الآخرة ، فإن الحبيب صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله حرم عقوق الأمهات " ( رواه البخاري ) ، فقد ضرب الصحابة وسلفنا الصالح – رضي الله عنهم جميعاً – أروع الأمثلة في البر والوفاء لآبائهم وأمهاتهم فعن عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت من هذا ؟ فقالوا : حارثة بن النعمان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كذلكم البر كذلكم البر ، وكان أبر الناس بأمه) .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثة لا يدخلون الجنة: وذكر منهم ... العاق لوالديه ".
وموقف آخر ذكر عن أحد التابعين فقيل له: "إنك من أبر الناس بأمك ، ولا نراك تؤاكلها ؟"، فقال: " أخاف أن تسبق يدي إلى ما قد سبقت عينها إليه، فأكون قد عققتها" .
فهذه نصيحتنا إليكم أيها الشباب ، أبناء مراكز حراء ، حفاظ التنزيل ، بروا ذويكم تسعدوا معهم في الدنيا والآخرة ، وأعطوا غيركم القدوة الحسنة في طاعتهم وبرهم فإنهم سفينة نجاتكم ، ومطية شوقكم ، وسلامة عبوركم إلى الباري سبحانه وتعالى .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.