النائب محمد بركة:
حينما حلت النكبة وأصبحت غالبية شعبنا من اللاجئين، تم تهجير شعبنا بفعل الارهاب الصهيونية، ولكن هناك نخب سياسية وثقافية بعضها تم تهجيرها وبعضها هاجر، وأنا أعني ما اقول
عمليا البلاد بقيت من دون هذه النخب، والبقية الباقية من الشعب الفلسطيني في المساحة التي اقيمت عليها اسرائيل، كانت كالأيتام على مائدة اللئام مقطوعين عن الدنيا وعن العالم العربي
وأصبح عليهم أن يتدبروا أمرهم في واقع أصبحوا فيه غرباء عن وطنهم الذي يعيشون فيه، وعاشوا لسنين طويلة تحت أنظمة الحكم العسكري، واستعرض شكل الحياة القاسية، التي تشابه ظروفا كثيرة في حياة الضفة اليوم.
نضالنا في كل المراحل يرتكز على اسلوب البناء التدريجي، واضح لنا اين جذورنا وانتمائنا لشعبنا الفلسطيني وأننا نريد المساواة والكرامة في وطننا، ولكن شعاراتنا يجب ان تحمي الناس، واسلوب القيادة يجب ان يحمي الناس ولا يحتمي بها
وصل الى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صادر عن النائب محمد بركة: "أكد النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، أن مطالبتنا بالمساواة في المواطنة الكاملة والحقوق، نابعة ليس من انتمائنا لإسرائيل، بل لانتمائنا للوطن، ولأننا أصحاب البلاد. وجاء هذا في ندوة حول الهوية والانتماء في جامعة بير زيت، بمشاركة الدكتور أحمد جميل عزم، والمخرج رياض مصاروة. وافتتح الندوة المحاضر والكاتب السياسي د. أحمد جميل عزم، بكلمة قصيرة عن الصمود والتحدي، عن صمود جماهيرنا العربية في وطنها. وقال بركة في كلمته، في إشارة الى الرابط بين شطرين الوطن، إنه حينما نتحدث في حضرة الأرض ويوم الأرض أن نقول، قد تختلف توجهاتنا وتختلف آراؤنا وتقييماتنا، ولكن يجب ان نختلف في انتمائنا، لنا مركبات عضوية للشعب الفلسطيني، وإن اختلفت الجغرافية السياسية، يجب أن لا نسمح للحركة الصهيونية واسرائيل، بأن يتسبب هذا باختلاف في الانتماء الواحد والوطن الواحد والقضية الواحدة. الأرض هي الحقل والبيت، التي تحمل في ثناياها التاريخ، وهي التي تحمل على سطحها المستقبل، هي الحياة والمدفن، ولذلك في موضوع الأرض ويوم الأرض، يجب ان يكون العنصري الجامع هو العنصر الغالب".
اضاف البيان: "وتكلم بركة عن بدايات النكبة، وقال حينما حلت النكبة وأصبحت غالبية شعبنا من اللاجئين، تم تهجير شعبنا بفعل الارهاب الصهيونية، ولكن هناك نخب سياسية وثقافية بعضها تم تهجيرها وبعضها هاجر، وأنا أعني ما اقول، عمليا البلاد بقيت من دون هذه النخب، والبقية الباقية من الشعب الفلسطيني في المساحة التي اقيمت عليها اسرائيل، كانت كالأيتام على مائدة اللئام مقطوعين عن الدنيا وعن العالم العربي، وأصبح عليهم أن يتدبروا أمرهم في واقع أصبحوا فيه غرباء عن وطنهم الذي يعيشون فيه، وعاشوا لسنين طويلة تحت أنظمة الحكم العسكري، واستعرض شكل الحياة القاسية، التي تشابه ظروفا كثيرة في حياة الضفة اليوم.
وتكلم بركة عن محاولات الصهيونية لاقتلاع الأقلية البقية الباقية في وطنها، لأن في الصهيونية من كان على قناعة بأن وجودنا كان خطأ الصهيونية، ولكن ما أقلق الصهيونية هو ليس فقط وجودنا، بل أن لدينا انتماء، ولهذا سعت الصهيونية الى تشويه هذا الانتماء، فرأينا من اقترح تعليمنا لغتنا العربية العامة فقط، ولكن بأحرف عبرية، وغيرها من المحاولات في سعي لاختلاق "العربي الاسرائيلي"، ونحن تصدينا لكل هذه المحاولات، فنحن لسنا "عرب اسرائيل"، بل نحن فلسطينيون واسرائيل هي التي أتت الينا، وحينما نقول مواطنة، وحقوق المواطنة، فهذا ليس مشتقا من انتمائنا لإسرائيل، بل من منطلق انتمائنا للوطن، وأننا أصحاب البلاد. وقال بركة، إن جماهيرنا العربية تصدت لكل مؤامرات السلطة الحاكمة لنكون "حطابين وسقاة ماء"، يدفعوا الينا التجهيل والفقر بهدف التيئيس، وايضا كمحاولة للابتعاد عن الهوية، وتوقف هنا عند دور الصحافة الشيوعية في ترسيخ الوعي الوطني والسياسي، وتعميق اللغة والأدب، وهي صحيفة "الاتحاد"، والمجلة الأدبية الثقافية "الجديد"، والمجلة الشبابية "الغد"، واحتضنت هذه الصحف كبار الأقلام الفلسطينية، ورسخت أدب المقاومة، من إميل توما وإميل حبيبي وتوفيق زياد ومحمود درويش وسميح القاسم. وشدد بركة على أننا في العقدين الأولين بعد النكبة كانت المعركة على الحفاظ على الهوية وترسيخ الانتماء والتأكيد على البقاء، وقد خاضت جماهيرنا نضالا واسعا ومتنوعا بقيادة الحزب الشيوعي، وطبعا كانت هناك حركة الارض التي ظهرت في أخر سنوات الخمسين، ولم تدم طويلا بفعل قمع السلطة لها، ثم ظهرت كامتداد لها في نهاية سنوات الستين حركة ابناء البلد، وهي مستمرة الى الآن على الساحة السياسية، وهؤلاء وطنيون شرفاء نعتز بهم، ولكن مسيرة الحفاظ على الهوية كانت بقيادة الشيوعيين وحلفائهم" كما جاء في البيان
اختتم البيان: "وقال بركة، إن نضالنا في كل المراحل وهذه المرحلة، يرتكز على اسلوب البناء التدريجي، واضح لنا اين جذورنا وانتمائنا لشعبنا الفلسطيني وأننا نريد المساواة والكرامة في وطننا، ولكن شعاراتنا يجب ان تحمي الناس، واسلوب القيادة يجب ان يحمي الناس ولا يحتمي بها، واختتم بركة كلمته بقراءة مقطع من قصيدة "على مهلي" للشاعر والقائد توفيق زياد.
وقدم المخرج رياض مصاروة مداخلة عن الوجودية والهوية، وعلاقة الهوية بالأرض، ثم جرى تكريم عائلتين، كل عائلة منها تعيش في بقعة ضيقة محاطة بالجدران والاسلاك الشائكة وترفض اخلاء بيتيهما واراضيها رغم تضييقات الاحتلال عليها" الى هنا نص البيان.