الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 01:02

الشعوب لا تفنى/بقلم: عزت فرح

كل العرب
نُشر: 29/03/14 08:35,  حُتلن: 07:44

عزت فرح في مقاله:

ليت المتنبي يقوم من قبره فيرى ان مصر نائمة عن ثعالبها وناطور مصر الاكبر لم يدعها او قل لن يدعها تعود الى كرومها ثانية

الحضارات ليست حكرا على جنس واحد ولا على امة واحدة فالطبيعة الخصبة لا تهمل نفسها، ولا تريد ان تفنى ونحن لا بدّ لنا من البقاء والهناء والحرية والاستقلال

ان الشعوب لا تفنى ولاتموت ابدا. ولكنها تضحي بنفسها لتحيا هي او ليحيا غيرها لان هذه الحياة التي تجدّد نفسها.
على الامم الا تاّسف على امجادها التي ذهبت. انها لم تذهب . بل هي باقية الجوهر. في استحضار لتجارب الشعوب القديمة والحديثة، لم نسمع عن شعب ابيد بسبب المقاومة، او احتلال قدّم للمحتلين حرّيتهم طواعية وعلى طبق من فضة وبدون مقاومة.
والامثلة على ذلك كثيرة وخير دليل على ذلك الشعب الفيتنامي لقد فاوضوا الامريكيين في باريس، وكانت مقاومتهم المسلّحة مشتعلة وساخنة وفي ذروتها. ولناّخذ الشعب العربي الجزائري, كتب وعمّد بالدم والنضال والمقاومة، وكذلك الاتحاد السوفياتي الذي واجه النازية والفاشية، وحتى ان الفرنسيين والانكليز دفعوا باّلاف المواطنين حتى نالوا حرّيتهم، والمشهد الفلسطيني مشابه او قل قريب من التوصيف اعلاه مع انه اكثر تعقيدا. اما الفناء والاندثار بتقطير الزهور والكحول والخلاصة تبقى.

الفرصة اليوم مواتية اكثر لانهاء الانقسام والتشرذم والعمل على توحيد الصف وبكل ثمن الاّن الاّن وليس غدا اجراس العودة سوف تقرع. ان الحضارات ليست حكرا على جنس واحد ولا على امة واحدة، فالطبيعة الخصبة لا تهمل نفسها، ولا تريد ان تفنى ونحن لا بدّ لنا من البقاء والهناء والحرية والاستقلال. الحضارة اشمل من الثقافة ونحن الفلسطينيين في قبضة الطبيعة الجبّارة الخلّاقة سهام ترمي بنا الاهداف فتصيب لاّنّه لابدّ من البقاء. والحضارة هي التراث الذي يرتكز على محورين:الاّول هو صياغة وحفظ الموروث الثقافي والفكري والمادي من الاندثار لانّ الشعوب لا تفنى، واما المحور الثاني فهو صناعة الوعي الذي يحقق العزيمة والارادة وهي التي تقدّم الحصانة فتحفظ للشعب هويّته الثقافية من خلال الاعتزاز بالنفس والتمايز عن الاّخرين
انّ الذي اوجد في مصر الفترة العنيدة والذي امّم القنال وبنى السد العالي هو واحد والامّة يرفعها واحد ويوحّدها واحد فلا حرمنا من واحد ولو في كل قرن انه الفتى الاسمر في مصر ((جمال عبد الناصر)) .
انّ الشعلة الالهية بل العقل الخلّاق يتّقد في هذا لواحد فيخلق مدنية حديثة او يرفع شعبا الى المستوى الاعلى وكلّما توارى يطلّ مثله.

نعم لا بدّ ان يقوم غيره، لأن الطبيعة الخصبة لاتهمل نفسها كما ذكرنا، تكمن الشرارة في الامم العريقة وقد استيقظت مصر على سبيل المثال لا الحصر بشخص عبد الناصر , فمن لنا بشاعر يمجّد اعمال هذا البطل او امثاله.
ليت المتنبي يقوم من قبره فيرى ان مصر نائمة عن ثعالبها وناطور مصر الاكبر لم يدعها او قل لن يدعها تعود الى كرومها ثانية.
ترى لا نقول الشعر الا لنعطى ؟ فان الابطال قد اعطوا الشرق مجدا، ترى انظلّ حائمين على الخدود والسيقان نشم بالحاح العطور المصطنعة
هل نلوم زماننا كما قال الامام الشافعي
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة

.