عبد الحكيم طربيه مربي الصف للطالبة أمل نبيل غنايم:

نزل الخبر علينا وعلى أهل بلدنا جميعا كالصاعقة، فتوفيت في عمر الزهور في ريعان الشباب وردة إقتطفتها يد المنون من بستان الدنيا إلى الفردوس الأعلى وهذا قدر الله تعالى وأجله الذي لا يرد فالأجيال والأعمار بيد الله تعالى وحده

وصل إلى مراسل موقع العرب وصحيفة كل العرب رسالة من المربي عبد الحكيم طربيه مربي صف الطالبة أمل نبيل غنايم والتي غيبها الموت قبل يومين، نتيجة حادث طرق وقعت قبل أسبوعين، وجاء بالرسالة:" بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}[سورة لقمان:34]. نعم، الموت غيب لا يعلم مكانه وزمانه وتفاصيله إلا الله تعالى، فمنا من يموت على فراشة ومن يموت في مرض ومن يموت في حادث ومن يموت فجأة. توفيت الطالبة أمل نبيل غنايم التي أنهت الصف الثاني عشر في مدرستنا قبل سنة واحدة فقط. وقد نزل الخبر علينا وعلى أهل بلدنا جميعا كالصاعقة، فتوفيت في عمر الزهور، في ريعان الشباب وردة إقتطفتها يد المنون من بستان الدنيا إلى الفردوس الأعلى وهذا قدر الله تعالى وأجله الذي لا يرد، فالأجيال والأعمار بيد الله تعالى وحده".

وتابعت الرسالة: "عرفنا الطالبة أمل بأخلاقها الحسنة وببرائتها وطهارتها وآدابها، نسأل الله لها الرحمة والمغفرة والجنة ونسأل الله تعالى لأهلها الصبر والسلوان والإحتساب. وليس لنا كمؤمنين إزاء هذا الموت القاهر لكل المخلوقات إلا الصبر وإحتساب الأجر عند الله تعالى، الذي بشر الصابرين بالمغفرة والرحمة والهدى، فقال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156) أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}[سورة البقرة]. وأمل ماتت متأثرة بجراحها بعد حادث قاتل وصارعت الموت حتى توفيت بالأمس هذا قدر الله. تعددت الأسباب والموت هو النتيجة التي لا بد منها، وأينما كان الإنسان فسيموت، فيقول الله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ}[النساء:78]. ويقول كذلك: {كلّ نفس ذائقة الموت وإنما تُوَفَّوْن أجوركم يوم القيامة فمن زُحزِح عن النار وأُدخِل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}[آل عمران: 185]". 

وأضافت الرسالة: "فالعاقل من علم أن الموت أقرب ما يكون إليه وهو ليس عنه ببعيد، ويمكن أن يأتيه في أي لحظة وفي أي ساعة من ليل أو نهار بدون سابق إنذار. فعلينا أن نحضر أنفسنا لهذه الساعة التي لا بد منها. حتى وإن كنا صغارا وحتى، وإن كنا أصحاءا، وحتى إن كنا شبابا. ونسأل الله تعالى للجميع دوام الصحة والعافية والإيمان والتقوى. قال الشاعر:

تـزول عن الدنيا فـإنــك لا تدري ***

إذا جن عليك الليل هل تعيش إلى الفجر

فكم من صحيح مات من غير عـلة ***

وكم من سـقـيم عـاش حينـا من الدهــر

وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا *** وأكفانه في الغيب تنسـج وهو لا يـدري

فــمـــن عــــاش ألـفـــــا وألـفــــين ***

فــلا بـد من يـوم يـســــير إلى الـقــــبر.

قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:

النفس تبكي على الدنيا وقد علمت..

إن السعادة فيها ترك ما فيها

لادار للمرء بعد الموت يسكنها..

إلا التي كان قبل الموت بانيها

فإن بناها بخير طاب مسكنه..

وإن بناها بشر خاب بانيها

أموالنا لذوي الميراث نجمعها..

ودورنا لخراب الدهر نبنيها

فندعو لأمل جميعا ونقول:"

 اللهم إغفر لها وإرحمها وعافها وإعف عنها، وأكرم نزلها.

اللهم أبدلها دارا خيرا من دارها وأهلا خيرا من أهلها. ومسكنا خيرا من مسكنها.

اللهم زد في إحسانها وتجاوز عن سيئاتها.

اللهم إجعلها من أهل الجنة.

اللهم لا تحرمنا أجرها ولا تفتنا بعدها وأغفر اللهم لنا ولها".

وإختتمت الرسالة: "قالت:

وارحم شبابي إن والدتي غــدت

ثكلى يشيـر لهـا الجوى وتشير

لما رأت يــأس الطبيب وعـجزه

قالت ودمــــــع المقـلتين غزير

أمـــــاه قد عز اللقـاء وفي غـــد

ستريـن نعشي كالعروس يسير

وسينتهي المسعى إلى اللحد الذي

هـو منزلي وله الجموع تصير

قولي لرب اللحـــــد رفقــاً با بنتي

جاءت عــروساً ساقها التقدير

وتجلدي بـإزاء لحـدي بــــــــرهة

فتـراك روح راعــــها المقدور

أمـاه لا تنســـــــــي بحـق بنـوتي

قبـــــري لئـلا يحـزن المقبـــور".

 
إلى جنة الخلد يا أمل

‫إنا لله وإنا إليه راجعون

عبد الحكيم طربيه " إلى هنا نص الرسالة.

المرحومة امل غنايم