جمعية معا في بيانها:
معظم النساء العربيّات اللواتي يعملن هنّ من الأقلّيّة التي حصلت على تعليم عالٍ في حين لا تملك الأغلبيّة الحاسمة أيّة مهنة ولا ينجحن في العثور على عمل
الحكومة تتحدث كثيرا عن الإستثمارات في الوسط العربي ولكنها على أرض الواقع تستثمر فقط 160 مليون شيكل في السنة في مشاريع التطوير الخاصة
يمكن لقرار حكوميّ أن يتيح دخول 20,000 امرأة عربيّة إلى سوق العمل بأن يساهم بزيادة مبلغ مقداره مليار شيقل في السنة للإقتصاد العربي وبشكل غير مباشر على الإقتصاد الإسرائيليّ
وصل إلى مراسل موقع العرب وصحيفة كل العرب بيانا صادر عن جمعية "معا" جاء فيه: "نشهد في الأشهر الأخيرة ضغطًا من جانب نساء عربيّات لا يملكن أيّة مهنة يبحثن عن عمل في مكتب نقابة العمّال "معًا" في باقة الغربيّة. وفاء طيّارة، المسؤولة عن مشروع النساء والزراعة التابع لنقابة العمّال "معًا"، صرّحت أنّه في أعقاب نشر إعلان يعرض عملاً في معمل كبير للتغليف في مواقع إنترنت محلّيّة، تتلقّى منذ عدّة أسابيع لا أقلّ من 60 مكالمة هاتفيّة في اليوم، وأنّها لم تصادف إستجابة كهذه من قبل. نشهد ظاهرة جديدة وهي أنّ عددًا كبيرًا من الباحثات الجديدات عن عمل هنّ نساء متزوّجات منذ فترة قصيرة وأمّهات لأولاد صغار، ولأوّل مرّة هناك توجّهات أيضًا من أمّهات حديثات السنّ من أمّ الفحم، التي لم يعتدن النساء من سكّانها على البحث عن عمل خارج البلدة. يعود سبب هذا الضغط، كما نرى من المكالمات الهاتفيّة، إلى الضائقة الإقتصاديّة المتفاقمة ومن إنتشار الفقر".
وتابع البيان: "يستوعب معمل التغليف مئات عاملات عربيّات لنصف سنة، لكنّ عدد التوجّهات يتعدّى عدد أماكن العمل المقترحة. طيّارة قلقة من أنّه بعد إنقضاء موسم التغليف في شهر آذار، ستجد صعوبة في العثور على أماكن عمل بديلة للنساء اللواتي عملن في معامل التغليف، بسبب أنّ فرع الزراعة يشغّل عددًا كبيرًا من العمّال التايلنديّين، الذين يعملون مقابل 14 شيقل في الساعة، ويحتلّون حوالي %60 من أماكن العمل في الفرع. يشذّ عن هذه القاعدة معامل التغليف، التي يُحظر فيها تشغيل عمّال أجانب، الأمر الذي يوفّر آلاف أماكن عمل للنساء لفترات تمتدّ لنصف سنة. أنه إثباتا واضحا بأن الإدعاء بأن النساء العربيات لا يرغبن بالخروج للعمل بسبب التقاليد هو إدعاء كاذب وأنه إذا توفر مكان عمل مضمون الذي يدفع أجور قانونية حتى لو لفترة نصف السنة فسيجد الآف النساء المستعدات للعمل به".
%60 من المجتمع العربي تحت خطّ الفقر
وأضاف البيان: "المشاركة القليلة للنساء العربيّات في سوق العمل، التي تتراوح بين %22 وَ %27 بحسب تقديرات مختلفة، هي أحد الأسباب الرئيسية لكون نسبة %60 من المجتمع العربي تحت خطّ الفقر. معظم النساء العربيّات اللواتي يعملن هنّ من الأقلّيّة التي حصلت على تعليم عالٍ، في حين لا تملك الأغلبيّة الحاسمة أيّة مهنة، ولا ينجحن في العثور على عمل. ناهيك عن أنه حتى النساء الأكاديميات تعاني أيضا من حالة البطالة وتواجه صعوبات كبرى في إيجاد فرص عمل ثابتة وحقيقية. يبلغ أجر العاملة التي تعمل بأجر أدنى حوالي 50,000 شيقل في السنة. يمكن لقرار حكوميّ أن يتيح دخول 20,000 امرأة عربيّة إلى سوق العمل، بأن يساهم بزيادة مبلغ مقداره مليار شيقل في السنة للإقتصاد العربي وبشكل غير مباشر على الإقتصاد الإسرائيليّ".
وإختتم البيان: "الحكومة تتحدث كثيرا عن الإستثمارات في الوسط العربي ولكنها على أرض الواقع تستثمر فقط 160 مليون شيكل في السنة في مشاريع التطوير الخاصة (مشروع تطوير لخمس سنوات شمل 800 مليون شيكل خصص لتطوير المواصلات والبنية التحتية في 12 بلدة عربية) لو واجهت الحكومة الضغوط من قبل المزارعين وشركات القوى البشرية وقامت بتنفيذ قراراتها، وقلّصت تدريجيًّا عدد العمّال التايلنديّين، كما حظرت تشغيلهم في معامل التغليف، لكان من الممكن إستيعاب عشرات آلاف النساء العربيّات للعمل في الزراعة. وكان ذلك يؤدي تلقائيا إلى مساهمة مضاعفة للإقتصاد المحلي والتي تزيد 6 أضعاف عن المخطط الحالي الذي لا يتعدى النقطة في بحر الفقر والإهمال والتمييز" إلى هنا نص البيان.