سأروي لكم ،إخواني ، قصة ألمٍ وفراقٍ وفقدان ،
هزّت القلوب وعمَّ الحزنُ جميع الأرجاء والأركان ،
قصة طفلة ما زالت صغيرة على تحمّل الأحزان ...
الاسم : آمنة ابنة رايق ونجاح سرحان ،
طالبة تنهل علمها في " المنارة " بأمان...
المكان:حي "الشيخ عبد الله " بمدينة " العُمدان " ،
مدينة تحدت حتى نابليون هذا الزمان ،
يعيش في كنفها كل الطوائف والمِلل والأديان
وأهلها - رمز البسالة والنخوة والإحسان...
الزمان: ليلة ظلماء خَلَدَ الأهلُ الى نومهم بأمان ،
ساعتين أو أكثر بقليلٍ قبلَ رفع الآذان ،
وشهرين أو أدنى قبل حلول شهر نيسان...
الطفلة آمنة سرحان
الحدث : زلزالٌ يهزّ القلوب ويصمّ الآذان ،
تنهار الاسقفُ والحجارةُ وينتشر الدُخان ،
يهتز الفنارُ والميناءُ – كأنه غضب بركان،
فانتفض شباب عكا البواسل الشُجعان ...
صرخت امنة طالبة العون من الجيرن :
" انقذوا ابي وأمي من بين حُطام البنيان
اخرجوا اخي " نصر " لنُكمل مشوار الحَنان ،
ولا تنسوا قفصًا يعيش فيه عصفوران ."
ما بعد الحدث : بحرٌ من الدموع والأحزان -
خمسة شهداء وجرحى ودمارٌ أخرسَ اللسان ،
وعصفورٌ تركَ القفصَ من بين القُضبان ،
وآخرُ أبى أن يترك آمنة وحيدة دون استئذان.
ودّعت أمنة عائلتها بدمعٍ فاضَ كالطوفان ،
وصرخت بصوتٍ أبحٍ اقشعرّت له الأبدان:
"مشتاقةٌ لأهلي- لماذا تركوني قبل الأوان ،
مشتاقةٌ لأخي ولعصفوري وأحنّ إلى ما كان ،
لكن عَزائي بعصفورٍ أشعر بقربه بالحنان ،
وبأهل عكا الطيب – أهل المروءة والإحسان ."
وبعد أشهرٍ !؟ قصتنا ستطويها ملفات النسيان -
وسيصبح الخبرُ عن انفجارٍ في خبرِ كان ،
وستُشيّد مبانٍ جديدةٌ في نفس الحي والمكان ،
وآمنة ما تزال تتألم من لظى الفراق والفقدان-
تنتظر عودة عصفورها - فهل سيعود يا إخوان !؟
من أبو سنان
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net