الحاج الشيخ موفق شاهين:

نبقى مقصرين في حضرة النبي عليه الصلاة والسلام إذا كان الله قد عظمه وقال مهما نعظمه نحن سنبقى مقصرين وكل عام وبألف خير وهي أعظم ليلة مباركة طيبة أشرف الليالي

سيرًا على النهج المستحب والطريقة في التعبير عن صدق لواعج الحب والإجلال للرسول الكريم النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم نظم مسجد عمر المختار في يافة الناصرة حفلاً دينيًا وذلك بحضور حاشد ومهيب من أهالي البلدة والمنطقة، وعقب صلاة العشاء انطلقت الأمسية المباركة حيث هبت النسائم شذية وامتزجت بنفحات موشحة بجمر الإيمان اذ اندفع الفرح تجلته قلوب شغفت بمحبة الله سبحانه وتعالى جلت قدرته.



وأستهل الحاج الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب المسجد الحفل بإلقاء كلمته الوعظية الهادفة من وحي المناسبة وحث على التمسك بآداب المصطفى وأخلاقه وقال:" الصلاة والسلام على خير خلق الله مفتاح الجنة حب النبي عليه الصلاة والسلام وأقرب وصول إلى الله حب الرسول وقد يقول قائل (هل الحب يأتي قبل العمل أم العمل يأتي قبل الحب)، هذه الليلة نحن نطمع ونطمح من الله سبحانه وتعالى أن يسجلها في ميزان حسناتكم وهي أشرف ليلة وأعظم ليلة عند الله سبحانه وتعالى، ولا ليلة القدر ولا رمضان كله ثمرة من ثمرات ميلاد النبي عليه الصلاة والسلام ولولاه ما كان رمضان ولا صيام ولا صلاة لأنه هو السبب المباشر".

أخلاق الرسول
واختتم:" احتفالنا في المولد نبقى مقصرين في حضرة النبي عليه الصلاة والسلام إذا كان الله قد عظمه وقال ((وإنك لعلى خلقٍ عظيم)) مهما نعظمه نحن سنبقى مقصرين، وكل عام وبألف خير وهي أعظم ليلة مباركة طيبة أشرف الليالي والله عز وجل يقول في سورة الحجرات ((واعملوا فيكم رسول الله)) منهجه فكره نوره ذاته حبه، نحن لا نُحيي الذكرى لأنها في القلوب ولن تموت بإذن الله"،وأشار فضيلته مثال في زمن الإمام أبو حنيفه، ثم كانت قراءة قرآنية شجية بآيات ببينات من الذكر الحكيم بصوت الشيخ سليم خلايلة شرف أسماع الحضور وتلاه الشيخ سمير محمد عاصي إمام وخطيب جامع الجزار في مدينة عكا القديمة وتناول الدروس المستفادة من السيرة العطرة مما أثلج الصدور وأطرب الناس بكلماته العذبه التي تحدث فيها عن أخلاق الرسول الكريم النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم مؤكدًا في مجمل حديثه على رفعة مقام المصطفى وقال:" بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الذي أحيا الشعوب بميلاد أنبيائها وأسعدها برسالة وصولها ورفع قدرها وأعلى مقامها الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه اللهم لك الحمد حتى ترضى واذا رضيت وبعد الرضا، لا فوز الا في طاعتك ولا غنى إلا بالافتقار اليك ولا حياة الا في قربك ولا رضا الا بمحبتك ولا خلاص الا في توحيد حبك سبحانك وبحمدك شعيب عليه السلام كان كثير البكاء يبكي شوقًا لرؤية وجه الله سبحانه وتعالى الكريم ".

مواجهة الفتن
ثم عرج الشهادة والصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأضاف:" شجرته خير شجرة وثمرته خير ثمرة في هذه الليلة الكريمة على الكريم أن يكرم زائره وأشهدك يا ربي أن تغفر لباني المسجد للسيد عامر صالح رئيس الغرفة التجارية والصناعية للوسط العربي ومدير عام شبكة Omall ، وإني لأعجب وفي أول شهر ربيع الأول المنكر يعلن والفساد يستشري والمسلمون يقتلون بعضهم بعضا وفئة تسعى الحثيث لماذا ؟"، كما واستعرض موقف لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب وقال :"كيف لا يقف الكون أمام ميلاد النبي ليستلهم من مولده ما يعينه على مواجهة هذه الفتن وقال النبي (إنما أنا الرحمة المهداة بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)"، ولفت شخص يريد أن يذبح شاه، وأعرابي جاء إلى النبي يريد أن يدخل الجنة مبينًا رحمته صلى الله عليه وسلم، ومضى بالقول:" نحن في ليلة مولد الحبيب المصطفى الذي كان مولده سبيل البر حيث تشرفت الأرض بنوره واستضاء الكون بنوره وتشرفت الأرض بظهوره لهداية الإنسانية وإنقاذ البشرية واخراجها من الظلمات إلى النور ولولا هذه الليلة لا صلينا ولا قمنا ولا تلينا القرآن الله النور أرسل النور أعطاه النور".

أجواء روحانية
بعدها ارتفعت الأصوات على الصلاة على الحبيب وتابع سماحته وذكر مناجاة موسى عليه السلام، وناشد الجميع إلى حضور المولد النبوي في جامع الجزار في مدينة عكا واختتم:" هذه المدينة التي تتعرض إلى حملة طمس للمعالم العربية الإسلامية فيها وبفضل الله تعالى أن الله تعالى وضع في هذه المدينة أثر من آثار الحبيب المصطفى جعل الله قلوب المسلمين والمؤمنين في هذه الديار تحن حنين الأم إلى طفلها الرضيع من أجل أن تبقى معالم عكا شامخة بفضل توافد المؤمنين عكا التي يستشري فيها الفساد تعالوا لنريد نصرتكم"، هذا وقد تخلل الحفل الامداح النبوية والابتهالات الطيبة تعبر عن محبة النبي عليه الصلاة والسلام في أجواء روحانية رسمت لوحة البهجة على وجوه الحضور وأخيرًا اختتم الحفل بالدعاء الصالح، وبات المولد النبوي الشريف الذي يقام في مسجد عمر المختار يافة الناصرة كل عام يتمتع بنكهة خاصة وذلك بسبب التنظيم الرائع والاهتمام الكبير والحضور المميز من كافة طبقات المجتمع.