تجلس فاقد الامل بين زوبعة من التراكمات.. بين اربعة حيطان مبنيه من قصب الذكريات.. لا تجد لنفسك من بينهم مخرجا، عندما تنعقد روحك برباط ازلي مع الضغوطات.. الضغوطات النفسية التي تتشابك بداخلك لتشكل فراغا يخترق الذات.. ويشق بين اضلعك ثقبا من الألم ينزف منه اضطرابات.. اضطرابات شاحبه كانت تضغط على روحك مشكله التهابات.. مشتعله باشتعال مزمار اليأس الذي ينضب لمحو الامنيات.. لتتفجر الآمال وتتسرب من ذلك الجرح النفسي الذي انحفر لسنوات..
تقابلهم بابتسامة جاحفة مِلؤها القنوط، كأنها سارق غيّر اسلوبه وتلوّن لكي لا يعرفه الناس، تجلس وتعاتب نفسك، لماذا انا ازدحمت مشاعري بسراب الحياة وهم لا! فما ان تتعمق بداخلهم تجدهم ذا اكتظاظا نفسيا اشد وطأة، واكثر اندلاعا للثوران والانفجار، فترى جرح غيرك التأم امامك لوهلة ولكن عند عودة ذاتهم الأصلية يعود ليفور البركان ويندلع من جديد..
تستمع لنصائح الناس لتغير منحنى انحدار طريق حياتك لعل رسمها البياني يصبح تصاعديا طول الأمد، ولكن ترى ان أي موضوع كان تداوله بينهم يرجعك بشكل دائري الى زوايا من زقاق حياتك وفحواك، لانك انسان ناضب عشت كل الوهم الزائل بتفاصيله ورقدَت طياتك على رصيف اوراق الخريف، لعل اشارة مرور خضراء تجعل معبر الوصول الى حلمك يشهج فرحا من جديد..
تتكلم مع نفسك ليس لجنون عاطفي او وحشيه اندفاعيه، ولكن لعل في السمر مع النفس نصل الى قرار استخدام ممحاة الزمن لتمسح بضع حمولات من همّ الدهر عن الاكتاف، ولكن تجد ان اعماق ضميرك اشد تكهنا واعظم صرما وتجبرا من كلام الناس، لتجد ان مناجاتك الخرافية تزيد في الجرح التهابا، وحوارك مع الناس اشبه بسكب ملح على الجرح، زاد ذلك الجرح ظلما لصاحبه اشد من تبختر الذات، وحينها تشعر ان الالتئام بدى بالانتكاس ليعود تشبث ضغوطات الحياة يشعل قنديلا من الافكار لتتسرب بأفعال فاحشه تكفن بها اخطاءك لتُدفن معك وتقهقر الجرح وتوسعه من جديد ..
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net