رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري :
استهداف الجيش بوصفه المؤسسة الجامعة يشكّل تتويجاً لاستهداف مؤسسات الدولة وهو أمر خطير للغاية يهدّد الاستقرار وينذر بإغراق البلد في الفوضى
كيف لا يلجأ اللبنانيون الى التكاتف والتضامن لمواجهة ما يتحدّى استقرارهم ووحدتهم وعندما يكون الوطن في خطر علينا أن لا نسكت عما يحصل وان نسمي الاشياء بأسمائها
في وقت تُعتبر الأبواب السياسية مقفلة امام الحلول في لبنان وفي ظل التحذير المتكرر من قوى 8 آذار لرئيس الجمهورية ميشال سليمان وللرئيس المكلف تمام سلام من أي مغامرة حكومية، فإن الاهتمام ينصب على التوتير الامني المتزايد وعلى استهداف الجيش اللبناني ما دفع بالقوى السياسية على اختلافها الى التنبيه من خطورة التعرض لهذه المؤسسة التي باتت الحاجز الوحيد والاخير امام اتجاه البلاد نحو الفوضى.
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري
وفي هذا الاطار،اطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من كل من وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل وقائد الجيش العماد جان قهوجي على التفاصيل والمعلومات المتوفرة عن الحادثة التي حصلت على الحدود الجنوبية والاعتداءات الارهابية التي طاولت الجيش في مجدليون وجسر الاولي، وكذلك الانفجار في منطقة اللبوة والصواريخ التي طاولت منطقة الهرمل وثكنة الجيش فيها.وشدد سليمان على “وجوب التصدي بشدة وحزم لهذه الاعتداءات وملاحقة القائمين بها والمخططين لها واعتقالهم”.
وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الاربعاء النيابي ”أن استهداف الجيش بوصفه المؤسسة الجامعة يشكّل تتويجاً لاستهداف مؤسسات الدولة وهو أمر خطير للغاية يهدّد الاستقرار وينذر بإغراق البلد في الفوضى”.واشار الى ” خطر المجموعات الارهابية التي تسعى الى تحويل لبنان الى ساحة جهاد “، مستغرباً ” كيف لا يلجأ اللبنانيون الى التكاتف والتضامن لمواجهة ما يتحدّى استقرارهم ووحدتهم “.وحذر بري ” من استمرار هذا الوضع الامني الخطير”، قائلاً: ” عندما يكون الوطن في خطر علينا ان لا نسكت عما يحصل وان نسمي الاشياء بأسمائها “.
التطورات الأخيرة
تزامناً، عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار إجتماعها الدوري، في مقرها الدائم، وناقش المجتمعون التطورات الأخيرة في البلاد، متوقفين ملياً أمام الإعتداء على الجيش اللبناني في منطقة صيدا والهرمل وحادثة الناقورة، كما ناقشوا ما يترتب على المؤتمر الوطني الذي عقدته قوى 14 آذار في طرابلس، الأحد الفائت، من مسؤوليات ومهمات متابعة “.وفيما يتعلق بالإعتداء على الجيش وخرق الحدود الدولية، رأى المجتمعون “أن هناك علاقة موضوعية ما بين الإعتداء على الجيش اللبناني عند حاجز الأولي ثم في مجدليون ثم في الهرمل وبين حادثة الناقورة الملتبسة جداً. هذه العلاقة ترمي إلى ضرب هيبة الدولة المعرضة منذ مدة طويلة لضربات متوالية في مصداقيتها وحضورها.وأخطر ما في ذلك أن يتعامل المجرمون مع الجيش باعتباره هدفاً مفضلاً لمحاولاتهم تعميم الفوضى والتسيّب، في ما يجمع اللبنانيون والمجتمع الدولي على حماية هذه المؤسسة الوطنية باعتبارها معقد رجاء لسيادة الدولة وتعميم الاستقرار “.وأكد المجتمعون “أن استنكارنا لهذه المحاولات اللئيمة لا يعادله إلا تصميمنا على حماية الجيش والدولة، ودعوتهما إلى أن يكونا عند الآمال المعقودة عليهما “.وختم البيان :” أمام هذا الإنكشاف الخطر، تطالب الأمانة العامة رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الإقدام، بكل شجاعة وطنية، على تشكيل حكومة قادرة على إدارة شؤون البلاد وتفويت الفرصة على المخربين وأنصار “الفراغ”.
اتهامات حزب الله
الى ذلك، رفض وزير العدل الاسبق وعضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر اتهامات حزب الله بين الحين والآخر لتيار المستقبل بتشجيع ودعم الحالات المتطرفة في البلد وقال في حديث الى ” القدس العربي” ” هذا كلام تجنٍ ، ونحن أكثر الناس حرصاً على القوات المسلحة. لكن إذا كنا أبدينا ملاحظة هنا وهناك لا يعني أننا ضد ، إنما بالعكس فهو من باب الحرص على القوات المسلحة كافة ، وإذا كان هناك من خلل ما أن نبيّن هذا الخلل بإصلاحه، لأن التعتيم والتعمية يتركان الامور تتطوّر سلباً في النهاية”.وأضاف ” نرفض أي إعتداء على أي كان وخصوصاً متى كان هذا الاعتداء يطاول جنود الجيش اللبناني أو القوى المسلحة كافة “. وإستغرب الجسر الاتهامات الموجّهة الى المملكة العربية السعودية بتفجير السفارة الايرانية وتوجّه الى السيد حسن نصرالله بالقول ” ليذهب ويرَ من الذي كان يوزّع الارهابيين على كل المناطق حتى أن العراق يشكو سوريا لمساهمتها في عملية السيارات المفخخة “، مضيفاً ” ليس دفاعاً عن المملكة العربية السعودية ولكن معروف للقاصي والداني أن المملكة هي من أكثر الدول تعرضاً للارهاب، فهي تشكو من الارهاب وهي تقاتل الارهاب “.