الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 05:02

تغيير الخطاب الديني بما يلائم عقول الناس/الدكتور صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 17/12/13 07:21,  حُتلن: 07:53

الدكتور صالح نجيدات في مقاله:

الدين الاسلامي الحنيف دين ينبذ العنف والقتل والدمار وإزهاق الارواح وهؤلاء الذين يفعلون ذلك لا يمتون بصلة الى الاسلام بالرغم من أنهم يقومون بأفعالهم المجرمة باسم الدين الاسلامي

ليس كل من أطلق لحيته يعتبر شيخا ومفتيا وللأسف اليوم نرى منهم الكثير الذين يظهرون على شاشات محطات التلفزيون الهابطة ويفتون ويصدرون احكاماً  لا أساس لها في القرآن الكريم والسنة ويتكلمون بمواضيع لا يفقهون بها شيئا

المسلمون يرهقون انفسهم بواسطة المشايخ المزيفة بالخرافات والصور المؤلمة فمثلا صورة الموت ليست مؤلمة كما يدعي البعض لان الله عز وجل حجب عنا عالم الآخرة وليس من حق احد ان يتكلم عن الآخرة

خلط الدين بالسياسة نتج عنه كل المصائب كما يحدث في لبنان وإيران والعراق وسوريا واليمن والبحرين وغيرها من الدول العربية حيث انقسم المسلمون الى طوائف وجماعات تحارب بعضها البعض نتيجة الخطاب الديني المتناقض

الخطاب الديني بشكله الحالي تسبب في زيادة العنف داخل المجتمعات العربية والمسلمة بعدما  أصيبت هذه المجتمعات بحالة منالتمزق والتناحر، وأصبحت بحاجة الى مراجعة وحساب النفس، المسلمون يتهمون الغرب بتشويه صورة الاسلام،  ولكن في الحقيقة تصرفات المسلمين واقتتالهم مع بعضهم البعض والمذابح والدمار والتصرفات الهمجية ضد بعضهم البعض هي التي أعطت الفرصة للآخرين لينظروا الى المسلمين بخوف وصوروهم على انهم ارهابيين.


فتاوى عجيبة لا تمت بالدين
الدين الاسلامي الحنيف دين ينبذ العنف والقتل والدمار وإزهاق الارواح، وهؤلاء الذين يفعلون ذلك لا يمتون بصلة الى الاسلام بالرغم من أنهم يقومون بأفعالهم المجرمة باسم الدين الاسلامي. فليس كل من أطلق لحيته يعتبر شيخا  ومفتيا وللأسف اليوم نرى منهم الكثير الذين يظهرون على شاشات محطات التلفزيون الهابطة، ويفتون ويصدرون احكاماً  لا أساس لها في القرآن الكريم والسنة ويتكلمون بمواضيع لا يفقهون بها شيئا، وشاهدت بالتلفاز من يدعي انه شيخاً  يتكلم عن الموت وأهواله وان الله يكسر الجماجم في القبور وتسمع منهم فتاوى عجيبة غريبة وهم غير اهل لإصدار الفتاوى يجهلون الدين والعلوم  الشرعية. انا اومن بأن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم وانه ارحم الراحمين وانه جلّ وعلا اجمل واكبر وأعظم من ان ينكل بالبشر. انا ارفض ان الله تعالى يريد ان يتحرش بالبشر وانه يفترس البشر ويفتك بهم ويهتك اجسادهم ويحطم عظامهم ويسحق جماجمهم بعد الموت كما يقول هؤلاء الناس،  لأن تلك الافعال لا يعقل ان تصدر من رب العباد ولا يمكن قبول الافتراء بها على الله الذي هو المحبة والرحمة والمغفرة، هذه الصورة المفزعة تؤدي الى انصراف كثير من الناس عن صحيح الدين وإصابة البعض منهم بالأمراض العقلية كما انها تسبب بشكل طبيعي تكوين انطباع سيء عن الاسلام لدى غير المسلمين وهذا مكمن الخطر.

تشويه صورة الاسلام
المسلمون يرهقون انفسهم بواسطة المشايخ المزيفة بالخرافات والصور المؤلمة، فمثلا صورة الموت ليست مؤلمة كما يدعي البعض لان الله عز وجل حجب عنا عالم الآخرة وليس من حق احد ان يتكلم عن الاخرة،  ويستنزف الناس في دوامات لا وجود لها، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم " كل نفس ذائقة الموت " ولم يحدد سبحانه وتعالى مذاق الموت فلماذا نتطوع نحن بتحديده وترهيب الناس منه ؟ لا بد ان نثق بالله الذي يقول : " ان رحمتي سبقت غضبي " وما من آية في القرآن إلا وتسبق الرحمه الغضب. وان الله انزل من عنده رحمه واحده على الارض وبقيت عنده 99 رحمه يرحم بها عبادة يوم الحساب.

زيادة العنف
ان الخطاب الديني هو المسبب في زيادة العنف في مجتمعاتنا، المسلمون اليوم بين جهل ابنائهم وعجز الكثير من علمائهم، لا يعرفون الدين معرفه صحيحة إلا من رحم ربي، ما يحدث الان هو ان المسلم يشاهد قنوات فضائية – دينية تبث كل منها وجهة نظر دينية مختلفة عن الاخرى. ويذهب الى المسجد فيسمع شيئا آخر في خطبة الجمعة، ويدخل الانترنت فيجد غثاء وهراء وتشاجرا وتقاذفا بالألسن. يقرأ الكتب فيجد المؤلفين قد تفرغ لإنكار الثوابت والبديهيات الاسلامية، حتى اصيب المسلم اليوم بحالة من التمزق والتناحر والإحباط بلغ مبلغه عندما وجد المسلم على ايدي بعض العلماء ان الدين يتصادم مع العلم فألفوا كتبا في بعض الدول الاسلامية ممن ينتسبون الى العلم الشرعي تنفي دوران الارض وتنفي ان الارض كرويه ويقولون ان الوصول للقمر كذبه وضلاله، فهذا يجسد حالة من حالات الغيبوبة التي يعاني منها المسلمون الم يقرأوا في القرآن الكريم قوله تعالى : " يرفع الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات "( سورة المجادله :11 ).لقد رفع الله شأن العلم وأهله فشرفهم بالعلم ورفع منزلتهم، وقول النبي محمد صل الله عليه وسلم : "وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ". وسبب آخر يشوه وجه الاسلام عندما يرى غير المسلم بعض المسلمين يقطعون جلودهم ويلطمون خدودهم ويضربون انفسهم بالسياط لموت الحسين من قبل الف وأربعمائة وخمسه وثلاثون سنه الى الآن، وكذلك عندما يرى بعض المسلمين يتحولون الى ارهابيين ويفجرون انفسهم وسط المدنيين من أبناء جلدتهم ويقتلونهم فلا بد ان ينظر غير المسلم بنظر المرتاب والخائف، فبهذه الافعال البشعة نحن نظلم ونشوة الاسلام بأيدينا. ايضا هنالك فتاوى ضد المرأة تقشعر لها الابدان ولا اريد الخوض فيها ، وكذلك فتاوى ضد ومع النظام السياسي لكل بلد، فالإنسان المسلم موجود في حالة انفصام الشخصية من كثرة الفتاوى والأحكام. ان خلط الدين بالسياسة نتج عنه كل المصائب كما يحدث في لبنان وإيران والعراق وسوريا واليمن والبحرين وغيرها من الدول العربية حيث انقسم المسلمون الى طوائف وجماعات تحارب بعضها البعض نتيجة الخطاب الديني المتناقض.

ظلم الاسلام بالتواكل والتناحر
المسلمون هم أخطر ما يمكن ان يواجه الاسلام،  لأنهم يظلمونه بالتواكل والخوض في الغيبيات والتناحر فيما بينهم. القرآن الكريم رسم منهج الخطاب الديني بقوله تعالى: "ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن". يجب مخاطبة العقول بالبراهين المقنعة، ومخاطبة الناس بما يفهمون وبما تستوعبه عقولهم والتكلم معهم بالرفق واستعمال الموعظة الحسنة في الحوار معهم. هذا هو الخطاب الديني الذي يجب اتباعه. وحتى لا يكون تناقض وفوضى الفتاوى يجب ان يكون في كل مجتمع هيئة او مجمع من علماء الدين هم المخولون بالإفتاء وليس كل من اطلق لحيته ولبس عمامة، هنالك فوضى كبيرة في هذا المجال اضرت وشوهت كثيرا وجه الاسلام الناصع.
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.