لمياء نعامنة مركّزة المشروع التربويّ في جمعيّة "السّوار":
ما زلنا كمجتمع نرفض التعامل مع موضوع الاعتداءات الجنسية كظاهرة اجتماعية موجودة، ولعدة أسباب، ففي غالبية الحالات التي يتم الكشف عنها
هنالك صمت وخوف، وإنكار أيضا من قبل المجتمع ومن قبل أهل الضحية او أهل المعتدي، مع العلم أن غالبية الاعتداءات تكون داخل العائلة، فعدم إثارة الموضوع قد يكون بسبب الخوف من قبل الضحية نفسها
التعامل مع هذا الموضوع صعب للغاية، فليس الامر الهين ان تتحدث المعتدى عليها عن قضية تعرضها للاعتداء ونحن كمجتمع كيف يمكننا ان نتهم خروجها من دائرة الصمت الى دائرة الحديث عن الموضوع
نظم مركز "كيان" النسويّ، ومجموعة "أطياف" النسائية في عرابة البطوف بالتعاون مع جمعيّة "السوار"، وبرنامج الدراسات النسويّة في مركز "مدى الكرمل"، لقاء نسويا في مركز محمود درويش بعنوان "منالية العدالة للنساء الفلسطينيات" وذلك تزامنا مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، ومشاركة كل من البروفيسور نادرة شلهوب، مديرة برنامج الدراسات النسويّة في مركز "مدى الكرمل"، ورفاه عنبتاوي مديرة تنظيم "كيان" النسويّ، ولمياء نعامنة مركّزة المشروع التربويّ في جمعيّة "السّوار"، وبحضور مجموعة اطياف ومجموعة من النساء الناشطات في مجال العمل النسوي في البطوف في حين ادار الندوة د. سهاد ظاهر – ناشف، منسّقة برنامج الدراسات النسويّة في "مدى الكرمل". وقد قدم كل من المشاركات مداخلات حول ماهيّة مناليّة العدالة للمرأة الفلسطينيّة: تأطير نظريّ ونسويّ" للبروفسور نادرة شلهوب في حين تطرقت لمياء نعامنة الى "المسارات التي تمرّ بها المرأة الفلسطينيّة في جهاز العدالة الإسرائيلي في حالات الاعتداءات الجنسيّة" اما رفاه عنبتاوي فقدمت مداخلة بعنوان "وعي النساء ومعرفتها القانونيّة: تحدّيات وبدائل".
البرفيسور نادرة شلهوب هي باحثة في علم الجريمة، وأخصائيّة اجتماعية علاجيّة، وخبيرة في مجال حقوق الانسان وحقوق والمحاضرة في الجامعة العبرية بالقدس تحدثت عن الجهاز القانوني والاجتماعي الذي يحاول كبت النساء واخفاء حقوقهن في حالات عديدة يتم كشفها بالتعامل مع النساء العربيات من حيث الاعتداءات الواقعة عليهن من طرف الرجال والازواج بالذات ويتم ذلك تحت غطاء وتعتيم من الجهات الرسمية المختصة، وقد استعرضت عدد من الحالات التي رافقتها من خلال ابحاثها، وكانت مطلعة عن كثب على المعاملة القاسية من تلك الجهات التي بالاساس ان تقدم الملجأ الدافئ لهن وتقديم المساعدة بعبور حالات اجتماعية قاسية، والنظرة التي تنظر اليها الشرطة والقضاء وباعتبارها شيء، ليس لها مشاعر ولا احاسيس، ومن هنا على النساء الفلسطينيات في البلاد اعادة قراءة من نوع اخر العلاقة مع الشرطة ومع النيابة العامة،وان جهاز القضاء الاسرائيلي ينظر بشكل مختلف للفلسطيني عن الاسرائيلي.
الخروج من دائرة الصمت
وتطرقت لمياء نعامنة مركّزة المشروع التربويّ في جمعيّة "السّوار" الى العنف الجنسي الذي تقعن له النساء والفتيات العربيات الفلسطينيات في البلاد، واكدت: " ما زلنا كمجتمع نرفض التعامل مع موضوع الاعتداءات الجنسية كظاهرة اجتماعية موجودة، ولعدة أسباب، ففي غالبية الحالات التي يتم الكشف عنها، هنالك صمت وخوف، وإنكار أيضا من قبل المجتمع ومن قبل أهل الضحية او أهل المعتدي، مع العلم أن غالبية الاعتداءات تكون داخل العائلة، فعدم إثارة الموضوع قد يكون بسبب الخوف من قبل الضحية نفسها، وهناك عملية انكار كبيرة وليس من الهين كما يبدو الاعتراف بالامر وليس بالصدفة ان التعامل مع هذا الموضوع صعب للغاية، فليس الامر الهين ان تتحدث المعتدى عليها عن قضية تعرضها للاعتداء ونحن كمجتمع كيف يمكننا ان نتهم خروجها من دائرة الصمت الى دائرة الحديث عن الموضوع".
إعتداء وحشي
وتحدثت لمياء نعامنة عن قصة حادثة اعتداءات تعرضت لها فتاة عربية قام بها عصابة من اشخاص قادها شخص يعتبر نفسه "فتاح" يتعامل بالشعوذة، حيث وقعت الفتاة ضحية شبكة عصابة، وقام الفتاح باجبارها على الصمت، وقد غابت عن المنزل مدة 13 يوما حيث اختطفها شابين وبعد صمت 5 اشهر قررت الفتاة التوجه للشرطة، وكانت المفاجئة ان الشرطة تناقلتها من مكان الى آخر بادعاء انه لا يوجد لديها محققة عربية تتحدث مع الفتاة، وكان قد رافقها احدى نشيطات مركز سوار، كون ان افشاء الامر للشرطة امام افراد من عائلتها صعب للغاية، وان الفتاح الذي يقوم بإسقاط الفتيات العربيات، يقول أن الصبايا يصلن اليه خرفان ويقوم بايصالهن للمذبح وللاسف فان هذا يدل ان هناك في مجتمعنا عصابة ومافيا لاسقاط الصبايا للعمل في مجال الجنس وتم اغتصابها بشكل وحشي، وقمت انا بمرافقتها للمستشفى حيث عانت من الآلام وتبين في الفحوصات ان لديها التهابات خطيرة بسبب الاعتداءات عليها وكل هذه الفترة لم تكن تتجرأ التوجه للطبيب والكشف له عن معاناتها".
قضية شرف
واضافت لمياء نعامنة عن قصة فتاة عربية قاصر والتي اعتاد والدها على اغتصابها ، وقد حكمت عليه المحكمة مدة 13 عاماً، حيث كانت الفتاة بعمر الورد وقد تعرضت لاعتداءات مستمرة والوالد كان متأكد انه لن يتم محاكمته وانه يدعي بانه يتلقى العلاج النفسي ولم يكن يقوم بعملية اغتصاب كامل، ونحن نعرف ما معنى ان تكون فتاة عربية في قرية عربية قد قامت بسجن والدها على قضية شرف ، وحاول والدها الانتحار داخل السجن". أما رفاه عنبتاوي مديرة تنظيم "كيان" النسويّ فقد تطرقت الى موضوع التنقل من مكان الى آخر وان المؤسسات الخدماتية في الدولة تنعدم وجودها في البلدات العربية وكيان تعمل بجهد كبير من اجل منالية المواصلات والتنقل للنساء في هذه البلدات.