الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 05:02

ليدي-الدكتور رياض محاميد يحدث القراء عن كيفية نتفادى مخاطر السكري

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 22/11/13 09:14,  حُتلن: 17:45

لقاء خاص لليدي كل العرب مع الدكتور رياض محمد نجيب محاميد- القسم الباطني رمبام

الدكتور رياض محمد نجيب محاميد:

تغير مفهوم مرض السكري في السنوات الأخيرة مما حدا بالمنظمة العالمية للسكري أن تطلب التفريق بين حالة السكري ومرض السكر

يبدأ تجنب مخاطر السكري من الاكتشاف المبكر للسكري وهنالك الكثير من الفئات التي يتوجب عليها المبادرة لإجراء فحوصات دم لاكتشاف الحالة والبدء باتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي مخاطر المرض

الخطوة الأولى التي يجب اتخاذها عند اكتشاف حالة السكري هي الالتزام الكامل والدائم بتغذية سليمة ومتوازنة تحتوي على كمية قليلة من النشويات وبالذات النشويات البسيطة

القيام برياضة بدنية نصف ساعة يوميًّا خمسة ايام في الأسبوع كفيلة بأن تحدث تغييرًا جذريًّا في مستوى السكر وضغط الدم ومستوى الدهنيات والراحة النفسية كذلك

الاكتشاف المبكر لأضرار السكري، يساهم في التقليل من تفاقمها ولكن يجب أن نتذكر أن درهم وقاية خير من قنطار علاج، والحكيم من يبذل قصارى جهده لتفادي أضرار السكري كليًّا

أحد الأخطاء الشائعة عند مرضى السكر، هو الظن الى درجة اليقين في بعض الأحيان بأن العسل "الطبيعي" لا يرفع السكر وأنه قد يسهم في علاج المرض مستنبطين ذلك من قوله تعالى "فيه شفاء للناس"

ليس ثمة حبة سحرية يمكن تناولها مرة في اليوم تحميك من مخاطر السكري إن علاج السكري أمر مركب كما لا يخفى على الكثير من القراء فالأمر لا يقتصر على حبة دواء إنما يستدعي القيام بتغيير جذري في نمط الحياة

في تقارير سابقة تحدثنا بإيجاز حول إمكانية تفادي مرض السكري، موضحين أن بالإمكان تجنبه، أو على الأقل تأجيل المرض والتخفيف من آثاره على الجسم. وبما أن التفادي المطلق لمرض السكري أمر مستحيل، فلا بد أن يعرف كل من أصابه المرض، كيفية التعامل مع هذا المرض أو مع هذه الحالة. سنوضح لاحقًا من خلال هذا التقرير الفرق بين تعريف السكري كمرض أو كحالة، ونمضي في هذا التقرير مع الدكتور رياض محمد نجيب محاميد ، القسم الباطني في مستشفى رمبام -حيفا، للحديث عن السكري من كثير من الزوايا والحالات.

د.رياض محاميد يقدم لزوار العرب.نت معلومات هامة حول هشاشة العظام
الدكتور رياض محمد نجيب محاميد

وحول سؤال كيف نتجنب مخاطر السكري، قال الدكتور رياض محمد نجيب محاميد كل العرب:" يبدأ تجنب مخاطر السكري من الاكتشاف المبكر للسكري، وهنالك الكثير من الفئات التي يتوجب عليها المبادرة لإجراء فحوصات دم لاكتشاف الحالة، والبدء باتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي مخاطر المرض، أذ أننا، وللأسف الشديد، نواجه حالات غير قليلة من السكري، التي يرافق اكتشافها أضرار جسيمة بالعينين والكلى والقدمين، والتي تكونت جراء مرض أصاب البدن، خمس سنوات على الأقل قبل ذلك، مع العلم أنه كان من الممكن تفادي ذلك لو تم اجراء الفحوصات في ميعادها والبدء بالعلاج من اللحظة الأولى".

حالة السكري ومرض السكري
وحول سؤال لموقع العرب، بين التفريق بين حالة السكري ومرض السكري، قال الدكتور رياض لليدي: "لقد تغير مفهوم مرض السكري في السنوات الأخيرة، مما حدا بالمنظمة العالمية للسكري أن تطلب التفريق بين حالة السكري ومرض السكري. حالة السكري هي الحالة التي يكون فيها مستوى السكر في الدم اعلى من حد معين. في هذه المرحلة ثمة حاجة ملحة الى العلاج من أجل الحيلولة دون الوصول الى مرحلة مرض السكري، فالسكري كوضع مرضي، هو حدوث أضرار في البدن ناجمة عن مرض السكري. فالتحدي إذا يكمن في منع الانتقال من حالة السكري الى مرض السكري". واردف الدكتور رياض نجيب يقول:" إذًا دعنا نعرف الحالة التي نتحدث عنها منعًا للالتباس.. إنسان لم يتمكن من تجنب السكري، حيث أظهرت فحوصات الدم لديه أن مستوى السكر في الدم عند الصيام أعلى من 125 ملغم/ديسي ليتر، أو أن مستوى السكر في الدم قد تجاوز ال200 بعد اجراء فحص شرب100 غرام من السكر، أو مستوى الهيموغلوبين السكري قد تجاوز ال 6.5%، وفي الوقت ذاته أظهرت الفحوصات أنه لا توجد أضرار في شبكية العينين، أو مشكلة في وظائف الكلى، أو ارتفاع في زلال البول أو مشاكل في القدمين، من آلام أو انخفاض في تدفق الدم أو حتى حالات الغرغرينا. إذا كنت عزيزي القارئ من هذه الفئة (وكثير من هم كذلك) فلا تصب بالإحباط، إذ أننا على يقين، وبناء على كم هائل من الأبحاث، أن بمقدورك تجنب هذه المخاطر.

ليدي كل العرب: كيف إذًا?
د. رياض
: " ليس ثمة حبة سحرية يمكن تناولها مرة في اليوم تحميك من مخاطر السكري! ان علاج السكري أمر مركب كما لا يخفى على الكثير من القراء، فالأمر لا يقتصر على حبة دواء إنما يستدعي القيام بتغيير جذري في نمط الحياة، وتناول الدواء الذي قد يكون نوعًا واحدًا أو أكثر، وقد يشمل أيضاً العلاج بالإبر من الإنسولين أو غيره. من هنا يتطلب علاج السكري تكاتف الطواقم الطبية للإشراف عليك، ومساعدتك في تخطي حالة السكري بأمان، ولكن مجهود كل هذه الطواقم من أطباء وممرضات وأخصائيات التغذية، لن يجدي نفعاً إذا لم تتوفر لديك الإرادة القوية للسيطرة على مستوى السكر.

ليدي كل العرب: الى أي مستوى سكر يجب أن نسعى لضمان حماية الجسد؟
د. رياض
: " ليس هناك مستوى سكر يناسب الجميع، فعلى سبيل المثال، اذا تم اكتشاف حالة سكري لمن بلغ من العمر أربعين عامًا، ولا يعاني من أمراض أخرى، فان الغاية هي الوصول بالهيموجلوبين السكري الى أقل من6.5%، مما يعادل مستوى سكر أقل من 110 ملغم/ديسي ليتر قبل الإفطار، وأقل من 140 ملغم/ديسي ليتر، ساعتان بعد الوجبات. بصورة عامة، الهدف ان يكون الهيموغلوبين السكري اقل من 7%، مما يعادل مستوى سكر أقل من 130 ملغم/ديسي ليتر قبل الإفطار، وأقل من 180 ملغم/ديسي ليتر، ساعتان بعد الوجبات. في حالات خاصة يمكن الاكتفاء بمستوى سكر أعلى من ذلك، بناء على معطيات طبية يقدرها الطبيب.

ليدي كل العرب: ما هي الخطوات التي يجب اتخاذها عند اكتشاف حالة السكري؟
د. رياض
: إن الخطوة الأولى التي يجب اتخاذها عند اكتشاف حالة السكري، هي الالتزام الكامل والدائم بتغذية سليمة ومتوازنة، تحتوي على كمية قليلة من النشويات، وبالذات النشويات البسيطة. لست هنا بصدد التفصيل في هذا المجال، فقد يستهلك الأمر حيزًا أكبر، ولكن لا بد لكل من تم تشخيصه بأن لديه حالة سكري، ان يتحاشى تناول المشروبات المحلاة والحلويات على أنواعها وأشكالها، فهي كفيلة أن تسرّع من تفاقم السكري وحدوث مخاطره. وفي هذا الصدد أنصح جميع المصابين بالسكري بلا استثناء، بتلقي الاستشارة المهنية لدى أخصائيات التغذية، فهن قادرات على تقديم مساعدة جمة في هذا المجال.
أحد الأخطاء الشائعة عند مرضى السكري، هو الظن الى درجة اليقين في بعض الأحيان بأن العسل "الطبيعي" لا يرفع السكر، وأنه قد يسهم في علاج المرض، مستنبطين ذلك من قوله تعالى "فيه شفاء للناس"! ان الآية حقيقة كونية لا لبس فيها، ولكنها جاءت لتحفزنا للقيام بالأبحاث للاستدلال على فوائد العسل، وقد أجريت بعض الأبحاث بهذا الصدد، ولكن فيما يخص مرضى السكري فعليهم تجنب العسل، لأن من شأنه رفع مستوى السكر بشكل ملحوظ في الدم.

ليدي كل العرب: عند الحديث عن التغذية السليمة لا بد أن نتطرق الى ضرورة مزاولة الرياضة البدنية، ما رأيك؟
د. رياض
: "إن القيام برياضة بدنية نصف ساعة يوميًّا خمسة ايام في الأسبوع، كفيلة بأن تحدث تغييرًا جذريًّا في مستوى السكر وضغط الدم، ومستوى الدهنيات والراحة النفسية كذلك. لقد دلت أبحاث كثيرة على أن التزام نمط حياة صحي وهبوط الوزن ب 5% فقط، كفيل بضمان الحفاظ على مستوى السكر لسنوات عديدة وتجنب مخاطره.
من المعلوم أن المصاب بالسكري وان واظب على نمط حياة صحي (على أهميته المطلقة)، فانه على الأغلب بحاجة أيضاً الى تناول الدواء المساعد على تنظيم مستوى السكر في الدم. وهنا لا بد من التأكيد على بعض النقاط:
1 - ضرورة المواظبة على العلاج وتناول أقراص الدواء في ميعادها، إذ أن عدم القيام بذلك يمنح السكر فرصة ليتمكن من احداث الضرر في الجسم. وفي هذا الصدد يجب التأكيد أن الأبحاث أثبتت أن تذبذبات السكر (بأن يكون متوازنًا تارة ومرتفعًا تارة أخرى) تؤدي بحد ذاتها الى أضرار، على القلب بوجه خاص. فكن حريصًا عزيزي القارئ على الالتزام التام بالدواء اتقاءً لهذه الأضرار.
2 -التجاوب مع نصائح الطبيب في اختياره للدواء، ففي أحايين كثيرة يفضل المعالَج العلاج الأرخص، مع أنه ليس الأنجع. فهناك أدوية رخيصة على سبيل المثال، والتي من شأنها التقليل بصورة فعالة من مستوى السكر في الدم، ولكنها قد تعجل من تفريغ غدة البنكرياس من الإنسولين، وبالتالي حاجة المعالَج المبكرة للإنسولين.
3 -لا بد من كسر حاجز الخوف من الإنسولين؛ فجل المعالجين للسكري يحتاجون العلاج بالأنسولين في مرحلة ما، وقد أظهرت الدراسات أن المعالج للسكري يؤجل العلاج بالإنسولين بحوالي 5 سنوات!!! هذه السنوات الخمس كافية لإتلاف أنسجة الشبكية والكلى وأعصاب القدمين، والشرايين المغذية للدماغ والقلب والقدمين!! قد أفهم عزيزي المعالج صعوبة البدء بالإنسولين، ولكن أيعقل أن يكون عندك استعداد للتضحية بسلامة جسدك وصحته، في سبيل عدم البدء بالإنسولين؟؟

ليدي كل العرب: قد يتبادر الى الأذهان التساؤل.. هل هناك وسيلة لاكتشاف مبكر لأضرار السكري؟
د. رياض:" نعم! معالجو السكري يجب أن يكونوا في إطار متابعة دائمة، لاكتشاف حالات الضرر في أوانها، حتى يتم علاجها. على سبيل المثال لا الحصر، على المعالج للسكري:
1- أن يقوم بإجراء فحص الشبكيتين مرة سنويًّا على الأقل.
2 -أن يقوم بإجراء فحص بول لمستوى الزلال فيه، والذي قد يؤدي الى الفشل الكلوي.
3 -أن يفحص قدميه كل يوم ويخبر الطبيب عن أي جرح، ألم أو شعور بالحرارة أو الخدر أو قلة الإحساس في القدمين.
4 -يجب إحاطة الطبيب علمًا بالأعراض التالية: الضعف الجنسي، أوجاع الصدر، الشعور بالاختناق...
كذلك على كل معالج أن يتابع مستوى الهيموغلوبين السكري ٢-٤ مرات في السنة، وأن يتابع مستوى الدهنيات ووظائف الكلى والكبد ومستوى ضغط الدم. فالحفاظ على مستويات سليمة من كل ذلك يسهم في الحفاظ على صحة سليمة.

ليدي كل العرب: كيف يساهم الاكتشاف المبكر لأضرار السكري؟
د. رياض: "إن الاكتشاف المبكر لأضرار السكري، يساهم في التقليل من تفاقمها، ولكن يجب أن نتذكر أن درهم وقاية خير من قنطار علاج، والحكيم من يبذل قصارى جهده لتفادي أضرار السكري كليًّا.
ليدي كل العرب: كلمة اخيرة؟
د. رياض: " عزيزي القارئ، السكري حالة يمكن محاولة تفاديها أو على الأقل تفادي مخاطرها إذا اتبعنا التعليمات الصحية اللازمة وألخص أهمها بالتالي:
1 -سارع الى الاكتشاف المبكر للسكري، فإذا كنت قد بلغت من العمر ٤٥ عامًا او كنت أصغر من ذلك، ولكنك من فئة المعرضين للسكري، فسارع الى طبيبك قبل أن يكون متأخراً.
2- حافظ على نظام تغذية متوازن قليل النشويات، البسيطة منها بالذات، كالمشروبات المحلاة والحلويات.
3- مارس الرياضة نصف ساعة في اليوم، خمسة أيام في الأسبوع.
4 -كن حريصًا على تناول الدواء، واعلم ان نوع الدواء قد يتغير من حين لآخر، فلازم مراجعة الطبيب في ذلك.
5 -لا تماطل في البدء بالإنسولين، اذ ثمن هذه المماطلة قد يكون تعريض الأنسجة في الجسم لمستويات عالية من السكر، تؤدي الى أضرار وخيمة"

موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الى إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية على مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان: alarab@alarab.net.

مقالات متعلقة

.