الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 00:02

المناظرات، المدّ الإعلامي والتفاعل الجماهيري/بقلم: بلال شلاعطة

كل العرب
نُشر: 15/11/13 08:08,  حُتلن: 13:17

بلال شلاعطة في مقاله: 

المناظرة هي من أحد الأسس الإنتخابية والإعلامية على حد سواء فالدول الأوروبية والولايات المتحدة تتبناها من خلال مركب قانوني وسياسي-جماهيري يسمى "حق الجمهور المعرفة"

المناظرة التلفزيونية حالة إعلامية تفاعلية لا يمكن تجاهلها وتعمل وفق مواصفات شخصية المرشح والتي يجب أن تتلاءم مع توقعات المواطنين وبالتالي ليحوز على ثقتهم

مما لا شك فيه ايضا أن المدة الزمنية هامة للجمهور لكي يطلع على أجندة المرشحين وطريقة تعاملهم مع أحداث مستقبلية مجتمعية وإقتصادية وسياسية على حد سواء

يجب القول ايضا انه تتواجد هنالك إحتمالات لعدم تغلب أي طرف على الطرف الثاني في قضية الإقناع وهنا تجري عملية تحشيد او تجنيد إعلامي من قبل المؤيدين للمرشح لإقناع الناخبين بحيوية وضرورة تقبل طروحات مرشحهم

لا شك أن المناظرة التلفزيونية في فترة الإنتخابات يصاحبها حراك شعبي وواضح أنه من كلا طرفي المعادلة في المنافسة الإنتخابية. معروف عالمياً وإعلاميا أن المناظرة التلفزيونية تؤثر على 10% - 15% من الناخبين، وذلك وفق إعتمادات عينية محددة للناخب وأهمها: قوة الإقناع، القدرة على طرح البرنامج الإنتخابي، ومقومات القيادة. وفي حالة المناظرات هنالك مفاجآت، وهذه المفاجآت هي بالتالي التي تصقل الرأي العام ولكن بالتحديد تصقل الرأي لدى نسبة ضئيلة من المواطنين والتي بالتالي ترجح كفة الميزان لأحدهم.

المناظرة التلفزيونية 
المناظرة هي من أحد الأسس الإنتخابية والإعلامية على حد سواء، فالدول الأوروبية والولايات المتحدة تتبناها من خلال مركب قانوني وسياسي-جماهيري يسمى "حق الجمهور المعرفة". من هنا فان المناظرة التلفزيونية حالة إعلامية تفاعلية لا يمكن تجاهلها وتعمل وفق مواصفات شخصية المرشح والتي يجب أن تتلاءم مع توقعات المواطنين وبالتالي ليحوز على ثقتهم. في الإعلام على المناظرة أن تكون تلفزيونية أو مرئية وكشفها يحتم أن يكون صوري أمام الجمهور حتى تعرض أمام الناخب جميع مكونات النص الإعلامي ومن ضمنه الصوت الصورة والحركة وفيها مسؤولية إعلامية وإجتماعية وجماهيرية من الدرجة الأولى. في هذا الخصوص بالتحديد، مقدم البرنامج او المناظرة يحمل نفس المسؤولية التي يحملها المرشح بل أكثر من ذلك، فهو من جهة يحرص في الحصول على نسبة مشاهدة عالية ولكن في الآن ذاته عليه أن يحرص على عملية تعاقب في وصول النص بشكل واضح للمواطنين.

قواعد اللعبة 
لفتة قصيرة لإنتخابات السلطات المحلية الماضية توضح انه تم تحديد قواعد اللعبة من قبل المتنافسين في المناظرات الإعلامية ولكن بإعتقادي تم التأثير عليها جماهيريا وبشكل كبير. لا يكفي وفق الظروف التي نعيشها أن تخرج لمناظرة، فهنالك عوامل أخرى تلازمها أهمها الدعم الفئوي، او الحزبي او العائلي لتحشيد او لتغليب نتيجة طرف دون الآخر. الخروج لمناظرة في فترة تقلد السلطة يختلف تماما عن الخروج في الحملة الإنتخابية، لا سيما أن المفاهيم والموسوعة اللغوية تختلف، ومما لا شك فيه أيضاً أن الحراك الشعبي مختلف. فإختيار الكلمات او الحركة تختلف من شخص لآخر وذلك بناء على طبيعة الإستشارة الإعلامية التي يتلقاها كل طرف. إعتبارات من يدعو لمناظرة في الفترة العادية تختلف عن الإعتبارات في فترة الإقتراب من الحسم الإنتخابي.
كنت أقول أنه لا يوجد في الوضع الطبيعي تحشيد إنتخابي بل تحشيد جماهيري، وفي الحالة الثانية مع إقتراب الإنتخابات فإن التحشيد الإعلامي الإنتخابي يؤدي وبصورة مباشرة للتحشيد الجماهيري. هنا كنت أقول أن بروز قوة إنتخابية او ظهور قوة قيادية تمكن المواطن العادي في التأثير وبشكل كبير في سيطرة الخطاب الجماهيري في سياق "من تغلب على من؟" او "من إكتسح من؟".
في الحالة الإعلامية للمجتمع العربي كنت أقول أن هنالك قوة قيادية جريئة في طرح القضايا ومعالجتها إعلامياً، ومما لا شك فيه أنها أثرت ووصلت إنعكاساتها حتى في الاطار القطري العام. المسؤولية في المناظرة التلفزيونية كبيرة لا سيما أننا نتحدث عن مناظرات تجري في بث حي ومباشر وفيها عملية الإلتزام الإعلامي ضرورية للسيطرة على المضامين وعلى تحديد الأوقات في الأوضاع الطبيعية فكم بالحري في الأوضاع الإنتخابية.
الجميل في موضوع المناظرات في سخنين انها أثرت على طرح الحقائق وأثارت جدالاً ونقاشاً جماهيرياً واسعاً أصبح جليا في الأوساط الشبابية، فقد نجحت في منح إرتباط لسخنين مع جميع أطيافها، وتجلت ايضاً المسؤولية والإلتزام في رفع الوعي الشبابي او قطاع الجامعيين والآكاديميين، وهذا الإرتباط يتحرك في صيرورة مستمرة لسخنين ولقضايا سخنين، وبالطبع هذا جزء من عملية التطور والتمدن في كل مجتمع. لا بد لي أن أقول ايضا أن المناظرات التلفزيونية تحدث جدالا واسعاً حول "من تغلب على من؟"، وهذه ليست وظيفة الإعلامي ليحكم من تغلب على من؟، بل وظيفته أن يجلب شخصية المرشح للناخب المواطن كما هي وبدون أي تأثيرات جانبية.؟. لا شك أيضاً أن عملية التحضير للمناظرة التلفزيونية هامة ففيها الكثير مما يمكن أن يحضره المرشح معه في سياق طرح المواضيع او دحض إدعاءات الطرف الآخر وكل هذا في سياق زمني محدد وقصير جدا. لا شك ايضا أن على مقدم المناظرة تقع مسؤولية كبيرة في عدم تضليل الجمهور في حال تم طرح تضليل او تهميش لمعلومة من قبل مرشح من المرشحين والإعتماد هنا يكون على معلومات تواجدت مسبقا لدى مقدم البرنامج ونجح في الحصول عليها من مصادره.

عملية تشبيك 
يجب القول أن المناظرة تحمل عملية تشبيك بين مقدم البرنامج وكلا المرشحين فلا تعتمد المناظرة على أسئلة مبنية مسبقاً ولا بأي شكل من الأشكال بل على محاور يتم الإتفاق عليها مع كلا المتنافسين مسبقاً، في المناظرة مرونة في الصياغة ولكن صعوبة في إرسال الرسالة، وبالأساس، المحاور ترتكز على ثلاثة دوائر وهي إنجازات الماضي اذا وجدت، الحراك الآني والتصور المستقبلي. من هنا يمكن القول أن الإدعاءات في وجود أسئلة مسبقة هو خالي من المضمون لأن وقت المناظرة محصور في مدة زمنية تمنع طرح كل القضايا ولكنها تفتح المجال أمام فتح قضايا تتعلق بوضعية السلطة المحلية (الصراع المهني والسياسي)، المشاريع التي نفذت او كان مفروضاً أن تنفذ، الخطاب الحزبي السياسي والعائلي والحالة الإقتصادية للسلطة المحلية ولكن للبلدة بشكل عام.
إن حصر النقاش في وضعية السلطة المحلية دون ربطها مع حالة المواطنين او الحالة الإقتصادية مثلا لا يؤدي بالتالي الى نتيجة مرجوة. إن إختيار قطاع من الجمهور لكلمة خرجت من قبل المرشحين وفصلها من سياقها الإعلامي العام وربطها جماهيريا يمكن أن لا يكون في صالح اتباع المرشح، وايضا عملية الرد الجماهيري او الإسترجاع الجماهيري تكون قوية كنظرية "الرفاص الإعلامية" فكلما شددت الرفاص أكثر تكون ضربته موجعة أكثر ويمكن أن تكون مدمرة في كل ما يتعلق بمفهوم المناظرات. المناظرة يجب أن تكون مرئية فهي تعرض وقائع، معلومات وبرامج عمل ولكنها ايضا تعرض دحض لإدعاءات او وقائع وهذه هي وظيفة المتناظرين. مما لا شك فيه ايضا أن المدة الزمنية هامة للجمهور لكي يطلع على أجندة المرشحين وطريقة تعاملهم مع أحداث مستقبلية مجتمعية وإقتصادية وسياسية على حد سواء. يجب القول ايضا انه تتواجد هنالك إحتمالات لعدم تغلب أي طرف على الطرف الثاني في قضية الإقناع وهنا تجري عملية تحشيد او تجنيد إعلامي من قبل المؤيدين للمرشح لإقناع الناخبين بحيوية وضرورة تقبل طروحات مرشحهم. وهنا تخرج المناظرة الى الشارع وتتفاعل وفق وسائل وآليات التسويق الإعلامي التي يعتمدها المرشح. بعد أن إنتهت المسؤولية تتحول الى خطاب جماهيري منقسم حول آراء وأفكار الناس حول المناظرة وهذا جزء من المنافسة الإنتخابية الحاصلة والتي ذكرت سابقا انها تختلف عن مناظرات الوضع الطبيعي او الأيام العادية.

الكاتب بلال شلاعطة: إعلامي ، وعامل اجتماعي جماهيري، ومختص في الإدارة العامة

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة

.