عزت فرح في مقاله:
وضع العرب في الداخل الفلسطيني ليس أحسن كثيرا من وضع عرب الامة في أرجاء الوطن العربي كلّه
أذكر أن العرب يشكّلون اكثر من 20و6 بالمائة من السكان واذا صحّ الاتحاد وزال التشرذم يجب ان يكون لهم 24 نائبا محسوبا على العرب
للاسف العالم العربي يعيش حالة من التفكك فاستيقظوا يا عرب كي يتعطّش كل منا الى الوحدة والترابط كي نشهد إعلان ثورة تلقائية على كل صور الفرديّة والتشرذم
التشرذم يعني التشتت والانشقاق ،اما الترابط والوحدة فهو ثورة تلقائيّة على كل صور الفرديّة والتشرذم والتفكك والضياع. في الاتحاد الاوروبي يمكن القول انّ مقوّمات الوحدة بين دول الاتحاد الاوروبي هي اضعف بكثير من مقوّمات الفرقة والتشرذم ، وكذلك في روسيا الاتحاديّة هناك دول تودّ الانفلات من هذا الاتحاد مما يؤدّي بالتالي الى التشرذم. واذا نظرنا الى الانتخابات في اليونان نرى انها أدّت الى التشرذم وهو تشرذم غير مسبوق في المشهد السياسي، اذ لا يمكن لهذا الفوز في الانتخابات ان يؤدّي الى ائتلاف لتشكيل حكومة مما يعني التشرذم. انّ تشرذم المعارضة السورية له اسباب كثيرة ابرزها حب الظهور عند بعضهم.
دعوة الى وحدة الصف العربي
الوطن العربي من اقصاه الى اقصاه وللأسف يعيش اليوم حالة من التفكك والتشرذم عاشها الوطن العربي بعد الوحدة بين مصر وسوريا حتى عام 1961، وهذا ما يثلج صدر حكام اسرائيل ويفرح نتنياهو وزمرته الحاكمة وبالاضافة الى امريكا المرهونة بالانتخابات للوبي اليهودي الصهيوني فماذا يفعل الفلسطينيون مع هذا الحاكم المتغطرس يتصرّف وكاْنّ العالم في قبضته فيصول ويجول والعرب بتشرذمهم اعطوه دفعة الى الامام في نهش الارض العربية والتوغّل في النهب والسلب، حتى بات يفعل ما يحلو له اخ على هذا الوضع الماْساوي. حان وقت الاتحاد للاسف العالم العربي يعيش حالة من التفكك استيقظوا يا عرب كي يتعطّش كل منا الى الوحدة والترابط كي نشهد إعلان عن ثورة تلقائية على كل صور الفرديّة والتشرذم. ان وضع العرب في الداخل الفلسطيني ليس أحسن كثيرا من وضع عرب الامة في أرجاء الوطن العربي كلّه. لناْخذ أمثلة على ذلك انّ وضع الأحزاب العربية داخل اسرائيل يدعو الى الخوف من التشتت والتشرذم، فكل مجموعة تدّعي انها هي التي تمثّل عرب الداخل، لن أقول إن الجبهة الديموقراطية هي صاحبة الحق في هذا الشاْن بل اقول وأدعو والى وحدة الصف العربي. وهذا بالتالي يؤدي الى العمل على انزال قائمتين على الاكثر الى الكنيست، صحيح ان نتنياهو هرب الى الوراء باعلان ضم موفاز الى حكومته، موفاز هذا الذي قال من مدة وجيزة ان نتنياهو كذاب للّه لا ادري كيف يستوي ان يجلس موفاز مع رئيسه الكذاب، اذا لم يكن كلاهما كذّابا.
بطش واضطهاد
طلاب الجامعات في اسرائيل يتصارعون في ثلاث قوائم عربية ولا يحسنون الوحدة، فما سبب هذا التشرذم، الا يجدر باولادنا فلذات اكبادنا ان يكونوا قدوة للكبار وهم مستقبلنا وامل امتنا. كيف يمكن ان نسكت عن وضع مؤلم في كل نواحي الحياة؟. لا نتحد بل نتشرذم في اعز القضايا واكثرها ايلاما. في لجنة المتابعة يجلس الكبار والتشرذم بان في تصرّفاتهم وتوجّهاتهم في كل نواحي الحياة، يختلفون في اول ايار وفي يوم الارض لا يتفقون فنراهم كل يغني على ليلاه. أذكر أن العرب يشكّلون اكثر من 20و6 بالمائة من السكان واذا صحّ الاتحاد وزال التشرذم يجب ان يكون لهم 24 نائبا محسوبا على العرب. أما في المجالس المحلية والبلديات فالوضع اسواْ بكثير، هناك الطامة الكبرى، المصالح الضيّقة والشخصيّة تسيطر على المشهد ومن المستفيد من كل هذا التشتت. انها السلطة المركزية الغاشمة مستفيدة لانها تلعب على كيفها في شدّ اذن من تريد وهذا يسهّل عليها بطش واضطهاد وسلب اراضي العرب، واتخاذ القرارات التي تضرّ بالعرب.
لا للتشرذم نعم للاتحاد والوحدة
انظروا الى حالنا –ليس لدينا محطة تلفزيون حكومية خاصة بالعرب، يفرضون علينا الفتات ساعة او ساعتين في مقال ما ويرغموننا على دفع ضريبة التلفزيون وكاْ ننا نستفيد من محطاتهم، بالله عليكم كم منا يستغل الساعات الفتات الممنوحة لنا، انا شخصيا مثلا لا اسمع سوى نشرة اخيار واحدة بالعبرية ثم انتقل الى الفضائيات العربية. لا نستطيع بهذا التشرذم ان نحصل على ميزانيات ولا على حقوق أساسية، بعدم وحدتنا نحرم من كل ما يجب ان ناْخذه من مناطق صناعية ومساكن للشباب، وتوسيع مناطق نفوذ البلدات العربية الى ما هنالك من نواقص. يحلم ابناؤنا ان يدرسوا المواضيع التي يرغبونها ولذلك يصبح حلمهم سرابا ويكلّفون اهلهم مبالغ طائلة عندما يدرسون خارج البلاد. النتيجة لا للتشرذم نعم للاتحاد والوحدة في الموقف والهدف والممارسة.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net