الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 21:01

راهبة في سورية: المعارضة زيفت ولفقت تسجيلات هجوم الكيماوي وتلاعبت بالجثث

كل العرب
نُشر: 03/10/13 09:56,  حُتلن: 12:59

الأم أنييس حاولت أن تثبت للعالم بأن نشطاء المعارضة السورية قاموا بتزييف التسجيلات المصورة التي تظهر ضحايا الهجوم الكيماوي بدمشق

الراهبة الكاثوليكية الأم أنييس مريم دي لا كروا:

أنا راهبة مستقلّة ولا أخضع لأحد

وجدت وضعا أشبه بأفغانستان حيث المحاكم الإسلامية تقضي ما إذا كان سيتم قطع رأس شخص أم لا أو تقطيعه إربا

المشاهد المروعة للرجال والنساء والأطفال الذين كانوا قد لقوا حتفهم أو يحتضرون بسبب استنشاق غاز السارين والتي أثارت مثل هذه الضجة العالمية كانت ملفقة

منطقة الغوطة المنطقة الرئيسية في شرق دمشق والتي تعرضت للهجوم كانت بالفعل مهجورة والسؤال لماذا كان هناك العديد من الضحايا من المدنيين؟

أعربت روسيا عن اعتقادها بأن هجوم الغاز الذي وقع في 21 أغسطس / الماضي وأسفر عن مقتل المئات كان "استفزازا" من جانب قوات المعارضة المسلحة. وقدم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأسبوع الماضي لنظيره الأمريكي جون كيري ما قال إنه أدلة تدعم الاعتقاد الروسي، ويتضمن تحقيقا أجرته راهبة كاثوليكية تعيش في سوريا. تحدث ريتشارد غولبين إلى الراهبة وتدعى الأم أنييس مريم دي لا كروا. ويقول غولبين: اتصلت بالأم أنييس لأطلب مقابلة معها حول دورها الغريب كمحللة للهجوم بالأسلحة الكيماوية الذي وقع في ريف دمشق. يتركز نشاط الأم أنييس في الغالب في المنطقة القريبة من دير القديس جيمس الذي يقع شمال العاصمة السورية. وبالرغم من أنها لبنانية، فإنها تعيش في هذه المنطقة منذ عقود. وقالت الأم أنييس بعد أن وضعت هاتفها جانبا "فليباركك الرب عزيزي". واتفقنا على التحدث من خلال مكالمة عبر دائرة تلفزيونية في اليوم التالي.


الراهبة الكاثوليكية الأم أنييس- تصوير خاص بعدسة موقع العرب.نت

تزييف التسجيلات المصورة
وفي الوقت المحدد وبمجرد أن ظهر وجهها على الشاشة الكبيرة الموجودة في غرفة التحرير في بي بي سي، بدأت تنظر بثقة إلى عدسات الكاميرا أمام الهاتف الموجود أمامها، وتحاول ضبط الأضواء والتركيز جيدا قبل الإجابة على العديد من الأسئلة التي طرحتها عليها. وليست هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها على التلفزيون، فقد كانت الأم أنييس محور اهتمام وسائل الإعلام بسبب محاولتها أن تثبت للعالم بأن نشطاء المعارضة السورية قاموا بتزييف التسجيلات المصورة التي تظهر ضحايا الهجوم الكيماوي بدمشق.

تلفيق
وتؤكد الأم أنييس بأن المشاهد المروعة للرجال والنساء والأطفال الذين كانوا قد لقوا حتفهم أو يحتضرون بسبب استنشاق غاز السارين، والتي أثارت مثل هذه الضجة العالمية، كانت ملفقة. وشكلت هذه التسجيلات جزءا مهما من الأدلة التي استخدمها معظم أعضاء المجتمع الدولي للتأكيد على أن القوات السورية نفذت الهجوم. وقالوا إن " النظام السوري هو من يمكنه وحده تنفيذ هجوم بهذا النطاق يتسبب في وقوع هذا العديد الكبير من الضحايا في مناطق عدة من المدينة". لكن الأم أنييس تؤكد أنها أجرت دارسة شاملة للتسجيلات المصورة وقالت إنها توصلت إلى أدلة على وجود تلاعب في تقريرها المفصل التي كتبته.

تلاعب في الجثث
فعلى سبيل المثال تقول الراهبة إنه يمكن مشاهدة جثة لطفل في تسجيلات عدة صورت في أماكن مختلفة. وتساءلت "لماذا يضطرون إلى نقل جثة إلى العديد من المواقع". وقالت " إنه دليل عزيزي إنني لست لجنة تحقيق، لكن بالنسبة لي الأمر مؤكد. لدي أدلة تؤكد بأنه حدث تلاعب في هذه الجثث".

تحقيق وتساؤلات!
ويسوق تقرير الأم أنييس العديد من الشواهد التي تزعم تزييف التسجيلات المصورة من بينها على سبيل المثال ما يلي:
** منطقة الغوطة المنطقة الرئيسية في شرق دمشق والتي تعرضت للهجوم كانت بالفعل مهجورة، والسؤال لماذا كان هناك العديد من الضحايا من المدنيين؟
** ولماذا شوهد عدد كبير جدا من الأطفال في التسجيلات المصورة بدون وجود آبائهم؟ هناك " غياب واضح للعائلات الحقيقية ".
** لماذا يوجد عدد قليل جدا من النساء في التسجيلات ولماذا هناك العديد من الأشخاص لم تحدد هوياتهم؟
** لماذا لا يوجد دليل على تنظيم جنازات؟
أما عن أكثر النتائج إثارة للدهشة وفقا للأمم أنييس فهي أن بعض الأشخاص الذين ظهروا في التسجيلات المصورة هم في الواقع سيدات وأطفال اختطفهم المعارضون من مناطق تقطنها الطائفة العلوية وهي الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد وعائلته. وكشفت الأم أنييس أن "بعض عائلات المختطفين اتصلت بنا لتقول إن بعض الأطفال والذين قدموا كضحايا للهجمات الكيماوية هم في الحقيقة أبناؤهم". وقالت "لقد تعرفوا عليهم وطلبوا منا التعرف على ما حدث لهم".

هجوم الغاز
وبعد أن أنهت تقريرها، وزعته الأم أنييس في الأمم المتحدة في جنيف. والتقطت الحكومة الروسية التقرير، واستخدمته لتعزيز ما ذهبت إليه بأن هناك أسبابا قوية للتشكيك في مسؤولية الحكومة السورية عن هجوم الغاز. والسؤال هو لأي مدى تحظى مزاعم الأم أنييس بالمصداقية، وهي المزاعم التي استغلتها موسكو بشدة وهي تحاول إنقاذ نظام الأسد؟

"مزاعم بلا أساس"
ويقول بيتر بوكارت مدير الطوارئ في منظمة هيومان رايتس ووتش التي أصدرت عددا من التقارير المفصلة عن سوريا "إنه فقط لا يوجد أساس للمزاعم التي قدمتها الأم أنييس". وأضاف "إنها ليست خبيرة متخصصة في التسجيلات المصورة....لم نجد أي أدلة تشير إلى أنه تم تزييف أي من التسجيلات.

ارتكاب فظاعات
واتهمت الأم أنييس بأنها تدافع عن نظام الأسد، وهو أمر تنفيه اذ تقول: "أنا راهبة. مستقلّة. ولا أخضع لأحد" لكنها اتهمت قوات المعارضة بارتكاب فظاعات سابقا. وعلى ما يبدو ربما يكون دافعها هو الخوف من أنه في حال نجحت الجماعات الإسلامية المسلحة في إسقاط حكومة الأسد في نهاية المطاف، فإن ذلك سيعرض الأقلية المسيحية في البلاد للخطر. وقالت "وجدت وضعا أشبه بأفغانستان. حيث المحاكم الإسلامية تقضي ما إذا كان سيتم قطع رأس شخص أم لا، أو تقطيعه إربا".

نقلا عن تقرير قناة الـ بي.بي.سي بالعربية

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
297656.61
BTC
0.52
CNY
.