الشاب رأفت عوايشة:
نقف اليوم في الذكرى الخالدة لشهداء هبة الأقصى هبة الكرامة آلاف الشهداء والجرحى سقطوا خلال الانتفاضة الثانية من بينهم 13 شابًّا من أبناء الداخل الفلسطيني
عريفي المهرجان شادن خليفة وعبد الرازق دلاشة:
أهلاً وسهلًا بكم يا أبناء وأصدقاء الحركة الوطنية في الداخل الفلسطيني يا فخر التجمع الوطني الديمقراطي في مهرجانكم السياسي الثقافي الشبابي
حسن عاصلة والد الشهيد أسيل عاصلة:
ما زلنا نعض على الجراح ونفرغ الدمع والدم داخلنا حتى تبقى فلسطين كعبة الأحرار وحتى يبقى شعبنا الفلسطيني منارة شعوب الأرض
أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي عوض عبد الفتاح:
نزل الفلسطينيون داخل الخط الأخضر إلى الشوارع بعشرات الألوف واجهوا بصدورهم العارية وببطولة نادرة قوات القمع سقط الشهداء والجرحى لم تبقَ مدينة أو قرية صغيرة إلا وأدت الواجب
جزء كبير منكم كان لا يزال طفلاً عندما زلزل الفلسطينيون الأرض من تحت أقدام الإسرائيليين قبل 13 عاما لكن ها أنتم تأتون بحماس كبير وبعواطف جياشة لتتذكروا الحدث ولتجددوا العهد لشهدائكم وتواصلوا المسير
عمم التجمع الوطني الديمقراطي بيانًا وصلت عنه نسخة الى موقع العرب وصحيفة كل العرب جاء فيه: " عشية الذكرى الثالثة عشر للانتفاضة وهبة القدس والأقصى 2000، نظم التجمع الوطني الديمقراطي، يوم أمس، السبت، مهرجانًا سياسيًا ثقافيًا شبابيًا ضخما في مدينة عكا، حضره أكثر من ألف شاب وشابة من المثلث والنقب والجليل، وبحضور عدد من أعضاء اللجنة المركزية للتجمع، والنائبين جمال زحالقة وباسل غطاس، بالإضافة لعدد من ذوي الشهداء".
وتابع البيان: "افتتح المهرجان بنشيد "موطني" "إجلالًا وإكرامًا لأرواح شهدائنا، لجرحانا، وأسرانا الأبطال، لضحايا نكبتنا وانتفاضاتنا وثوراتنا، لمهجرينا، لشعبنا المرابط الصامد المقاوم"، كما جاء في كلمة العرافة.
وجاء في كلمة عريفي المهرجان، شادن خليفة وعبد الرازق دلاشة، افتتاحًا له: "من مثلث ونقب وجليل، جاؤوك، يا بسمة عتيقة بهيّة تنام على خد بحر، يقرؤون في حجارة أسوارك أسفار صمودٍ وتحدٍّ وكبرياء. جاؤوك، شبابٌ عربيٌّ فلسطينيٌّ أبيّ، لا يعترف بالمستحيل، يغزل بخيط سماءٍ، رويدًا رويدًا، حلم كرامةٍ وانتماء. جاؤوك يجدّدون معك عهدًا، بأن هنا باقون.. ما بقيت المنارة، والمدرسة، والميناء، والمسجد، الكنيسة، وابتهالات العيون، ما بقي الموج والزّعتر والزّيتون، يهدونك ما أهداك الشاعر الراحل راشد حسين منذ عهدٍ، إذ قال: حلم الرّعاة ورقصة الرّيحان والأرض النّديّة / وسنابل القمح الخجولة في ملاءتها البهيّة / ورحيق أزهاري، وأحلام الشّباب العسجديّة / هي كلّ ما عندي.. فهل ترضى بها عكّا هديّة."
وأضافا: "أهلاً وسهلًا بكم، يا أبناء وأصدقاء الحركة الوطنية في الداخل الفلسطيني، يا فخر التجمع الوطني الديمقراطي، في مهرجانكم السياسي الثقافي الشبابي: نذكر الشهداء.. نتصدى لبرافر."
حرّيةٍ سليبةٍ
وأكمل البيان: "وحول انتفاضة القدس والأقصى وشهدائها قالا: "من أجل القدس هبّوا قبل ثلاثة عشر عامًا، من أجل فلسْطين، كلّ فلسطينْ، مكانًا، زمانًا، وإنسانا.. يحرّكهم توقٌ لحرّيةٍ سليبةٍ منذ ستّة عقود، رفضٌ للجبروت والحرمان والعنصريّة والطّغيانْ.. التحموا من غزّة حتّى سخنين، من المطلّة وجنينْ، دمًا وروحًا وحلما." هنا نحن اليوم لنقول لهم إنّنا على الدّرب سائرون، ولسنا لدمائكم بناسين: أحمد أبو صيام، ومحمد جبارين، ورامي غرة، ومصلح أبو جراد، وأسيل عاصلة، وعلاء نصار، ووليد أبو صالح، وعماد غنايم، وإياد لوابنة، ومحمد خمايسي، ورامز بشناق، وعمر عكاوي، ووسام يزبك."
انتفاضة القدس والأقصى
وأضاف البيان: "وأنشد الشاب علي زبيدات، من سخنين، قصيدة للشاعر الفلسطيني الكبير هارون الرشيد بعنوان "إلى القدس"، وكذلك أنشدت الشابة علا طه من كابول، قصيدة "الأرض إلنا"، للشاعر السوري الكبير عمر الفرا. وكانت هناك فقرات غنائية وطنية ملتزمة، قدمها كل من الفنان سعيد طربيه، وفرقة "زمن" العكية، وقد ألهبا الجمهور وأثارا حماسهما. وكانت فقرة فنية ناقدة للفنان أيمن نحاس، أعدها خصيصا لهذا المهرجان، تطرقت لانتفاضة القدس والأقصى، وظروف العمل السياسي الوطني في الداخل".
دماء الشهداء
وأردف البيان: "رأفت عوايشة قال: "نقف اليوم في الذكرى الخالدة لشهداء هبة الأقصى، هبة الكرامة.. آلاف الشهداء والجرحى سقطوا خلال الانتفاضة الثانية، من بينهم 13 شابًّا من أبناء الداخل الفلسطيني، ثاروا ودافعو عن كرامتهم وحريتهم ووطنهم في وجه الغاصب المتحكم بيومياتهم، المحتل لديارهم، المنتهك حقوقهم ومقدساتهم. الكرامة الغاضبة كانت ميزتهم، وعلينا اليوم أن نتبناها نحن ضد من يصادر أراضينا ويهدم بيوتنا يوميا، نعم يوميا، دون مبالغة. يمارس سياساته العنصرية، يطهر رويدًا رويدًا بلادنا من الوجود العربي."
وأضاف رأفت: "لقد كسر أبطال انتفاضة القدس والأقصى حاجز الخوف، آمنوا أن قضيتهم هي الأغلى، وقادهم غضبهم على الظلم والطغيان نحو تسجيل موقفهم الصامد الذي حفر خلوده في قلوبنا إلى الأبد. نحن هنا اليوم لنقول إن شهداء انتفاضة القدس والأقصى أحياء فينا جميعًا، وإن دورهم لم ينته باستشهادهم، أبدًا، بل هم من تدفعنا تضحياتهم، وتضحيات كل مناضلي شعبنا، للعمل بقوة نحو تحرير عقولنا وتخليص واقعنا من الاستبداد والعنصرية" كما جاء في البيان.
خط أحمر
وتابع رأفت عوايشة: "لن نسمح بسرقة ثلث مساحة فلسطين التاريخية، احتياطي أرضنا الوحيد المتبقي بين أيدينا بعد أن صادرت المؤسسة على مدار سبعة عقود 95% منها، ليصبح إجمالي ما نملك من مساحة وطننا 1% فقط لا غير. لن نقبل أبدًا بتدمير 40 قرية من قرانا، وتهجير عشرات الآلاف من سكانها. هذا خط أحمر بالنسبة لنا. غدًا سيقول كل واحد منا لأبنائه وأحفاده: "وقفت في وجه "برافر"، لم أسمح لآلة الدمار أن تهدم بيتي، بنيته المرة تلو المرة عندما كانوا يهدمونه. لم أسمح لهم بمصادرة أرضي، لم أخرج منها، لم أساوم، فهي أغلى ما أملك." واختتم بالقول: "معركتنا يا رفاقي معركة وجودية، وعلينا أن ندرك عميقًا عميقًا، وبشكل جدي، دورنا التاريخي، ومسؤوليتنا الكبرى تجاه أنفسنا، وتجاه وطننا وقضيتنا العادلة، فإما أن نكون وإما نكون".
معنى الفقدان
وزاد البيان: "وفي كلمة لذوي الشهداء، قدمها حسن عاصلة، والد الشهيد أسيل عاصلة، أكد على ضرورة حمل راية الشهداء ونقلها من جيل إلى جيل، مشددا على دور الشباب والجيل الجديد في الحفاظ على هذه الراية، خصوصا أنه بعد اكتوبر 2000 تواصل القتل بأشكال مختلفة ومتعددة للشهداء. ومما جاء في كلمة عاصلة المؤثرة: "ما زلنا نعض على الجراح ونفرغ الدمع والدم داخلنا، حتى تبقى فلسطين كعبة الأحرار، وحتى يبقى شعبنا الفلسطيني منارة شعوب الأرض. لم يكن سهلًا علينا أن نرى الخناجر في صدورنا، لكننا عازمون على الوقوف، لأنهم أرادوا أن يطبقوا السماء فوق رؤوسنا، إلا أننا أبينا إلا أن نبقى واقفين، نحمل دم شهدائنا وجراحنا بيد، ونحمل بالأخرى أدوات نضالنا، وفي القلب إيمان لا يلين، وقسم للشهداء أن تبقى الراية مرتفعة." وحول مشاعر عوائل الشهداء، وعموم شعبنا الفلسطيني خلال الانتفاضة، قال: "لا يعلم إنسان لم يمر بهذه التجربة معنى الألم، ومعنى الجرح، ومعنى الفقدان، أن تعود إلى بيتك فتجد سراجه محطمًا، وغرفه خالية، إلا من ظلمة قاتلة، وترى الوجود من حولك مذهولين مذهولين. كان شعبنا مذهولًا فعلًا، وكان الكل يريد أن يلوذ في زاوية كي لا يراه أحد، وكأنه ارتكب جرمًا، نحن لسنا مجرمين، لم نرتكب أي جرم، المجرمون هم الأعداء بعقلياتهم وأدواتهم وجندهم، ونحن ضحية هذا العدوان".
تضحيات لا حدود لها
وكما جاء في البيان ايضًا: "وفي كلمة أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي عوض عبد الفتاح التي وجهها للشباب قال: "جزء كبير منكم كان لا يزال طفلاً عندما زلزل الفلسطينيون الأرض من تحت أقدام الإسرائيليين قبل 13 عاما، لكن ها أنتم تأتون بحماس كبير وبعواطف جياشة لتتذكروا الحدث، ولتجددوا العهد لشهدائكم وتواصلوا المسير. هذه هي حقيقة شعب مُصر على عشقه للحرية مثل كل شعوب الأرض يتواصل مع تاريخه، مع آلامه، مع أحلامه الكبيرة. "وأضاف: "عام 2000 كان قد بلغ انتظار الفلسطينيين للفرج أكثر من خمسين عامًا، عندما وقعت القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية على اتفاق مع الإسرائيليين كانت كل فلسطين تحت السيطرة الصهيونية الكاملة، وقد قطع التهويد مرحلة خطيرة؛ وعلى طول هذه الفترة وقبل ذلك أيضا، خاض الفلسطينيون نضالا جسورًا قدموا فيه تضحيات لا حدود لها. أرادوا وطنًا حرًا، إنسانًا حرًا، حلموا بأن يستيقظوا يوما وقد أثمر نضالهم حرية وعيش كريم".
القضايا الجوهرية
وجاء أيضًا:" عوض عبد الفتاح: "عام 2000 كان قد مرّ سبع سنوات على اتفاق أوسلو الذي تم التوصل إليه بين قيادة منظمة التحرير (التيار المنقذ) وإسرائيل في العاصمة النرويجية، على أمل أن يبدأ التفاوض بعد مرور خمس سنوات على ما يسمى بالقضايا الجوهرية. أي التفاوض على تصفية الاحتلال والاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وإيجاد حل لملايين اللاجئين الفلسطينيين. كانت القيادة الفلسطينية تطمح أن يكون هذا الاتفاق مدخلاً لحل شامل، وتبيّن بعدها أن هذا كان أضغاث أحلام، لأن القيادة دخلت المفاوضات من وراء ظهر شعبها وهي مهزومة، والمنتصر لا يحترم المهزوم، ولا يقيم اعتبارا لمن يتحايل على شعبه، لهذا السبب أقبل العدّو على الصفقة لأنها مربحة له".
حريق الغضب الفلسطيني
وتابع البيان: "وقال عبد الفتاح أيضًا: "لم يكد يمرّ يومان على إنفجار الحريق في القدس وبقية الأراضي المحتلة عام 1967، حتى إجتاحت النار ساحة الفلسطينيين المنسيين، نحن من فرضت علينا المواطنة الإسرائيلية منذ عام 1948، نحن الذين أسدل اتفاق أوسلو الستار علينا كقضية وطنية، وكأن الشكوك حول انتمائنا التي راجت في السابق كانت صحيحة. لقد أجبرت إسرائيل القيادة الفلسطينية على السكوت على وضعنا، أي لسان حال الإسرائيليين كان يقول مخاطبًا القيادة الفلسطينية، إن أردتم بعض الأرض في الضفة والقطاع فليس من حقكم المطالبة بحقوق من يسكن عندنا من الفلسطينيين، نعم كأننا نحن الذين نسكن عندهم وليسوا هم الذين جاؤوا مستعمرين من وراء البحار مدججين بالسلاح كاللصوص." وتابع: "ما حصل في الأول من أكتوبر عام 2000، أي بعد يومين من إندلاع حريق الغضب الفلسطيني، والذي حاولت إسرائيل إطفاءه بوحشية منقطعة النظير، بواسطة السلاح الثقيل كالطائرات المقاتلة والدبابات، فاجأ إسرائيل، وفاجأ العالم وفاجأنا نحن. في ذلك النهار، نزل الفلسطينيون داخل الخط الأخضر إلى الشوارع، بعشرات الألوف واجهوا بصدورهم العارية وببطولة نادرة قوات القمع. سقط الشهداء والجرحى، لم تبقَ مدينة أو قرية صغيرة إلا وأدت الواجب، نزل ما كان يسميه البعض "العربي الإسرائيلي" ليقول: أنا إنسان أولاً، يقف إلى جانب أخيه الإنسان. وثانيًا، أنا فلسطيني أقف إلى جانب أخي الفلسطيني. وما معناه والرسالة هي: أنا عربي فلسطيني، وشعب فلسطين الثائر والباحث عن العدالة هو شعبي، وإن مخططاتكم لهدم هويّتي سقطت إلى الأبد" كما جاء في البيان.
خريطة الصراع
واختتم البيان: وختم عبد الفتاح بالقول: "هكذا تمكن الفلسطينيون في الداخل من تصحيح المعادلة، وفرضوا أنفسهم على خريطة الصراع، لا حل عادلا بدوننا، ولا بدون أهلنا المشتتين في المنافي. لا سلام بلا عدالة. هكذا يتجدد الفلسطيني، ويستعيد روايته ويجاهر بها، يحمل قضيته، يحمل رايته، يحمل رموزه، بدون خوف ولا جبن. ويواصل شق طريقه نحو الهدف الكبير ولسان حاله يقول: ولّى زمن الخوف".