الاغلبية الساحقة من الحجاج يحملون ماء زمزم من مكة إلى سائر البلدان معتمدين على الحديث المسند عن السيدة عائشة رضي الله عنها حيث قالت" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل معه ماء زمزم في الأداوي والقرب وكان يصبه على المرضى ويسقيهم"
لا يمكن لاي كان من ان يدخل حرم مكة المكرمة الا وتهفو نفسه بتناول شربة ماء من بئر زمزم حيث تنتشر في ارجاء الحرم وتتحول تلك المراكز الى تجمع المئات واحيانا يحدث تدافع بين الزائرين، وهناك الاغلبية الساحقة منهم من يعتقد بالحديث المتداول لرسول الله صلى الله عليه وسلم"ماء زمزم لما شرب له على الرغم من ان بعض العلماء قد ذهبوا لاعتبار هذا الحديث ضعيفا الا ان تناول ماء زمزم يبقى له قدسيته في نفوس وعقول وشرايين المسلمين وكما ورد بحديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ماء زمزم هو طعام طعم، وشفاء سقم" كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، والمراد بقوله: "طعام طعم"؛ أي إنه يفي عن سائر الأطعمة، "وشفاء سقم"؛ أي أنه بإذن الله تعالى يشفي به المؤمنين الصادقين، لاسيما في الأمراض المستعصية التي ظهرت في هذا الزمان.
درجة الحرارة
ومن مشاهداتي خلال الايام القليلة التي قضيتها استعدادا لتادية مناسك الحج بعد عدة ايام فإن التوجه لتناول ماء زمزم كبير ولا ننسى اننا في ايام حارة خاصة وان طبيعة الطقس في الديار الحجازية هي حارة للغاية واحيانا تجتاز فيها درجة الحرارة 43 درجة مئوية وكثير من الزائرين من المعتمرين والحجاج من يقوم بتعبئة عبوات بلاستيكية كبيرة في الايام الاولى لمكوثه بمكة وذلك لتامين تلك المياه ولا ينتظر حتى الايام الاخيرة من موسم الحج، ولكي يتجنب التدافع على ماء زمزم، والاغلبية الساحقة من الحجاج من يحمل ماء زمزم من مكة إلى سائر البلدان، معتمدين على الحديث المسند عن السيدة عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل معه ماء زمزم في الأداوي والقرب، وكان يصبه على المرضى ويسقيهم، فلا حرج في حمل ماء زمزم والاستسقاء والاستشفاء به بالسقيا والصب على مكان الداء، هذا من الهدي النبوي.
نية الصلاح والإصلاح
ونحن اذ اننا هنا في رحاب بيت الله الحرام فما أجدرنا أن نشرب زمزم بنية الثبات، وأن يخلصنا من الأمراض ما لا يعلمه إلا الله، من الغيبة والنميمة والكبر والاستعلاء واستجابة لحظ النفس؛ أو الشهوة؛ أو الكلام فيما لا يعنيه؛ أو الانشغال بما لا ينبغي؛ أو ركوب الهوى وما لا يرتضى، وما شابه من هذه الامراض، فكلنا بحاجة لأن نشرب زمزم بنية الصلاح والإصلاح, فالأمة تحتاج إلى المصلح الذي يعرف واجب الوقت ويشغلها به، نسأل الله أن يجعلنا هداة مهديين، وأن يجعلنا سلسلة هداية إلى يوم الدين.