الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 03:02

فسيفساء البشر لزوار البيت الحرام يعمق الايمان ومساواة البشر امام الخالق

أمين بشير -
نُشر: 28/09/13 12:42,  حُتلن: 18:04

الوحدة ظاهرة بين جميع الحجاج في الشعائر والمشاعر وإلغاء الفوارق المادية بينهم من لغة ودم مال

الحجاج توجهوا إلى رب واحد بدعاء واحد (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)

جعل الله البيت العتيق مثابة أمن للناس، وفرض على المسلمين حج بيته الحرام، وجعله قبلة للبشرية، جعله سبحانه وتعالى علامة لتواضعهم لعظمته، وإذعانهم لعزته، واختار من بين خلقه ُممن أجابوا إليه دعوته، وصدقوا كلمته، ووقفوا موقف أنبيائه كانوا عبيدا لله وحده، وألف الله بينهم بعد ان كانت الجاهلية قد ميزت بين الناس وكانت رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم "نحن امة ابتعثنا الله لنخرج من شاء من عبادة العباد الى عبادة الله رب العباد ، ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والآخرة"، ومن يومها ورسالة الاسلام تصدح في الكون، وهذا ما تجلى منذ اليوم الأول لزيارتنا للديار الحجازية وما شاهدناه بأعيننا المساواة بين الناس لا بل أن أحدنا يحقر نفسه احيانا كوننا شبابا وهناك مسلمون قد وصلوا الى مكة وهم لا يقدرون على الحركة وفي التسعينيات من اعمارهم وهدفهم الوحيد ارضاء الله رب العباد وتكبدوا مشاق العباد من دول قد لا يسمع بها الناس كثيرا واحيانا اخرى يتفاجأ البعض ان في هذه الدول مسلمون.


الزميل الصحفي أمين بشير مندوب موقع العرب لتغطية أحداث الحج والعمرة

خلال وجودنا في مكة المكرمة ضمن بعثة الحج والعمرة لفلسطينيي الداخل لهذا العام التقينا بالعديد من المسلمين من جنسيات مختلفة، يفدون إلى بيت الله الحرام، في كل عام من أصقاع الأرض كلها، وأرجاء المعمورة جميعها، مختلفة ألسنتهم، متباينة بلدانهم، متمايزة ألوانهم يفدون إليه، وأفئدتهم ترف إلى رؤيته والطواف به، الغني القادر والفقير المعدم، ومئات الآلاف من هؤلاء يتقاطرون من فجاج الأرض البعيدة تلبية لدعوة الله التي أذن بها إبراهيم عليه السلام منذ سنين عديدة.

لا إله إلا الله
إن الحجاج إذ يستبدلون بزيهم الوطني، زيَّ العمرة الموحد، ويُصبحون جميعاً بمظهر واحد لا يتميز شرقيهم من غربيهم، ولا عربيهم من عجميهم، كلهم لبسوا لباساً واحداً، وتوجهوا إلى رب واحد بدعاء واحد: (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك). ويوم امس الجمعة التقينا جماعات مختلطة أجناسهم وألوانهم ولغاتهم، يؤدون نسكاً واحداً ، وتراهم قد نسوا كل الهتافات الوطنية، وخلفوا وراءهم كل الشعارات القومية ونكسوا الرايات العصبية، ورفعوا راية واحدة هي: راية لا إله إلا الله محمد رسول الله يطوفون حول بيت واحد، أراد فيما أراد من الحكم، أن يكونوا أمة واحدة متعاونة متناصرة متآلفة متكاتفة، كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر وهذا المنظر يعزز التربية على التواضع: ويظهر ذلك جلياً في الوحدة بين جميع الحجاج في الشعائر والمشاعر، وإلغاء الفوارق المادية بينهم من لغة ودم مال.

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.76
USD
3.99
EUR
4.79
GBP
328583.33
BTC
0.52
CNY
.