محمد خليل مصلح في مقاله:
اعتبار تلك الاجراءات القانونية انتهاكا لحقوق الانسان هو الجريمة بحد ذاتها وإذا كان التمويل الاجنبي ثمنه ذلك فأدعو كل الشرفاء ان يقفوا امام تلك السياسات والمؤسسات
غزة اليوم بحاجة لتضافر كل الجهود للحفاظ عليها حتى لا تعود للوصاية الاسرائيلية او غيرها او لحالة الفلتان الامني والأخلاقي
يبدو ان البيئة المحيطة وتداعيات الوضع المصري ؛ بعد ما حدث من انقلاب على الشرعية، والدستورية يغري البعض تحت لافتة حقوق الانسان الدولية والكرامة والحرية التي تداس من حولها في كل مكان؛ الوصاية التي يفرضها البعض على الشعب الفلسطيني والمستمدة من تلك الجهات الداعمة لإسقاط كل الدستوريات والشرعيات الشعبية ؛ تلك المؤسسات التي صمتت وتصمت عما يجري للمواطن في كثير من البلدان تتباكى اليوم وفي غزة بالذات على الحرية والكرامة؛ وإنصاف الضحايا وممن ؟ ؛ الشعوب العربية كلها ضحية تلك القوانين والمعايير الدولية الظالمة ، ومن السخافة بمكان والحماقة ايضا ؛ ان نسلم بان هذا المجتمع بمؤسساته الخاضعة لتلك الدول الشريكة اغتصاب الارض والإنسان الفلسطيني ، والممولة من قبله ، والتي ما زالت ترى في الوطن العربي نفوذ واستغلال للموارد ، وغزة التي هي جزء طبيعي لا يتجزأ من فلسطين ، والتي كانت وما زالت وديعة الصهيونية العالمية من قبل تلك الدول الممولة لكثير من النشاطات المعنونة بحقوق الشعوب وحرياتهم وكرامتهم وإنسانيتهم ، والمشكل في الامر ان مؤسساتنا المحترمة تتغافل المعايير والمرجعيات التي قامت عليها ومرتكزات الشعوب والأمة العربية ، لا التقليد لتلك المجتمعات التي انتجت تلك المؤسسات ولا الموروث الثقافي والاجتماعي يتوافق مع ما يجرنا البعض الى تطبيقه، ولا المرحلة التي نمر بها وهذا التضليل المقصود لتوصيف المرحلة اذ يحاول البعض ان يتغافل عن الظروف المحيطة الحصار والمؤامرة والخنق المتعمد لإجهاض مقومات المجتمع المقاوم للاحتلال ؛ النقل الحرفي لتقاليد الغربية لا يسامح عليها في المجتمعات التي تمر في مرحلة التحرير وتقاوم الاحتلال وتسعى للاستقلال ؛ مكافحة الجريمة والحفاظ على الاخلاق والشرف و السمت المقاوم والخشونة ومحاربة مظاهر التخنث.
سن مجموعة من الضوابط تحمي المجتمع الفلسطيني
ان اعتبار تلك الاجراءات القانونية انتهاك لحقوق الانسان هو الجريمة بحد ذاتها ، وإذا كان التمويل الاجنبي ثمنه ذلك ؛ فأدعو كل الشرفاء ان يقفوا امام تلك السياسات والمؤسسات ، لان من حق كل المجتمعات ان تحمي نفسها من هذا العبث والتخريب تحت مسمى الحرية والديمقراطية والكرامة الكاذبة والمتذبذبة والمتلونة ؛ حسب مصالح الدول الداعمة وصاحبة المصالح المشبوهة في المنطقة ؛ والسؤال المهم لتلك المؤسسات ما هي الصورة الفضلى لهم لرؤية قطاع غزة حتى تعجب تلك الاجندة والسياسات المرسومة للممول ؟ ان نرى العملاء يسرحون ويمرحون في القطاع دون تشريع بعقابهم ! او نرى بيوت الدعارة ، والزنى والخنا منتشرة ، ويفرض عليها الضرائب كما في الدول الاخرى ! او نرى التحرش الجنسي في الشوارع ولا رادع مادي او اخلاقي له ؛ مع ان هناك من الضوابط الموروثة من العرف والتقاليد ان لم تكن من الشريعة التي يحاربها البعض تفرض علينا سن مجموعة من الضوابط تحمي المجتمع الفلسطيني.
التضافر للحفاظ على غزة
غزة اليوم في حاجة لتضافر كل الجهود للحفاظ عليها حتى لا تعود للوصاية الاسرائيلية او غيرها او لحالة الفلتان الامني والأخلاقي ؛ وان الذين يسعون لتدمير هذا الانجاز بحسن نية او بسوئها ؛ يجب عليهم ان يقفوا مع انفسهم ويرعووا ، ويغلبوا المصالح الوطنية للقضية والشعب ؛ المجموع مقدم على الفرد والكل على الجزء والأغلبية على الاقلية إلا اذا كانت معايير اوباما وديمقراطيته هي المعيار والمقياس او هو تمهيد وتذليل على استحياء من تلك المؤسسات لما يحلم به البعض بتمرد على غرار تمرد حفنة المصريين من فلول النظام القديم، وأصحاب المصالح الامريكية في المنطقة ثمنا للبقاء.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net