الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 01:01

أهالي أم الفحم يشاركون بإنجاز مشروع تصور العودة إلى اللجون

كل العرب
نُشر: 17/09/13 09:19,  حُتلن: 09:36

الشاعر علي مواسي:

شباب يؤمن بصناعة المستحيل، جمعه الإيمان والإصرار، عمل على مدار أربعة شهور مضت، ينسج رويدًا رويدًا بخيط حلمٍ إيابه لدارٍ هجره الغريب الغازي منها في يومٍ مشؤوم. كان لنا من آذار وحتى آب من هذا العام، عمل لذيذ الصعوبة عذب التشكل
 

 الباحث وجدي جبارين:

أهل اللجون شاركوا في ثورة عام 1936 ضد الإنجليز، وقد برز من بينهم قائد فصيل اسم يوسف الحمدان، وكتب عنه في المصادر أنه أول ثائر فلسطيني قاتل الإنجليز بسلاح أبيض

المهندس المعماري شادي حبيب الله:

 المخطط العام الذي تقترحه المجموعة لقرى بلاد الروحة الـ 34 المهجرة هو إنشاء عدة تجمعات سكنية، يضم كل واحد منها عددا من القرى القريبة من بعضها والتي كان يتوقع أن تتداخل أو تندمج

في حال بقيت ولم تهجر وتوسعت مساحتها، على أن تراعى في التخطيط احتياجات الذاكرة والتراث وصورة المكان في ذهن اللاجئ ووجدانه، ولهذا اعتمدت فكرة "الحوش" الفلسطيني في إنشاء مباني مركز بلدة اللجون المتصورة
 

وصل الى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صادر عن جمعية الشباب العرب – بلدنا جاء فيه: "نظمت مجموعة "عدنا – اللجون" التابعة لـ "جمعية الشباب العرب – بلدنا"، السبت، 14.09.2013، أمسية ثقافية فنية تحت عنوان "بسوادعنا"، وذلك احتفاءً بإنجاز مشروع تصور العودة إلى قرية اللجون المهجرة. وقد حضر الأمسية جمهور غفير من أهالي أم الفحم، وخاصةً المهجرين من اللجون، شبابًا ومسنين، كان من بينهم عدد من الرجال والنساء الذين ولدوا وعاشوا في اللجون وشهدوا نكبتها وتهجير أهلها. وقد افتتح الحفل بترحيب عريفه، الشاعر علي مواسي، بالحضور، والوقوف على ألحان وكلمات النشيد القومي العربي والفلسطيني الأول "موطني"، "إجلالًا وإكرامًا لأرواح شهدائنا، لجرحانا، وأسرانا الأبطال، لضحايا نكبتنا، لمهجرينا، لشعبنا المرابط الصامد المقاوم".

وتابع البيان: "قد بين مواسي منطلقات مشروع "عدنا" وأهدافه ومراحل إنجازه، قائلا: "شباب يؤمن بصناعة المستحيل، جمعه الإيمان والإصرار، عمل على مدار أربعة شهور مضت، ينسج رويدًا رويدًا بخيط حلمٍ إيابه لدارٍ هجره الغريب الغازي منها في يومٍ مشؤوم. كان لنا من آذار وحتى آب من هذا العام، عمل لذيذ الصعوبة عذب التشكل. مشروع شاركت فيه مجموعة اللجون إلى جانب أربع مجموعات أخرى، هي إقرث، وصفورية، ومعلول، وميعار، أعضاؤها من الجيل الفلسطيني الثالث بعد النكبة. وأساس مشروعنا كان البحث في ماهية العودة، ما مفهومها؟ كيف نخطط لها؟ ما الأسئلة الصعبة والعقبات التي يمكن أن تواجهنا عند التخطيط؟ كيف نتجاوزها؟ وكيف ننتقل من مرحلة الحنين والتنقيب في الذاكرة وجدانًا وعاطفةً، إلى زمن العمل المحسوس الملموس؟ على أي صورة ستكون بلدات العودة؟ كيف سنتعامل مع الازدياد الديمغرافي للمهجرين عند عودتهم؟ كيف سيترجم ذلك في التخطيط، وكيف سنجمع في آنٍ بين تراث البلد المهجر وبين احتياجات الإنسان العصرية، وما يضمن له حياة كريمة؟ طرحت هذه الأسئلة وحاولنا الإجابة عليها جماعيًّا خلال جولة ميدانية لقريتي الياجور وبلد الشيخ، نموذجًا للتفكر والتصور والتخطيط، ثم جرى تطبيق كل ذلك على كل قرية من القرى الخمس."

اللجون كانت عامرة وأهلها قاوموا الغزاة
أضاف البيان: "ثم قدم الباحث وجدي جبارين نبذة حول تاريخ اللجون القديم والحديث، مبينا أن اسمها كان "ليجو" أو "ليجون" وتحور ليغدو "لجون"، مشيرا إلى مدى استراتيجية موقعها الواصل ما بين شمال وجنوب فلسطين، وشرقها وغربها. وتحدث جبارين عن معالم اللجون عشية سقوطها، مبينًا أنه كان فيها 6 طواحين ماء، اثنتان منها لعائلة حداد وعائلة نويصر المسيحيتين، وأنه كان فيها مسجدان، واحد منهما تم تحويله إلى منجرة بعد النكبة، ومدرسة حتى الصف السادس، وعيادة، ومقاهٍ، وأحد المقاهي كان لعائلة كرمان، وكان فيه راديو يستقي الناس منه الأخبار ويستمعون لمختلف البرامج. ومما كان في اللجون أيضًا شركة باصات على اسم القرية، يملكها مسيحيون ومسلمون، وكذلك جمعية تعاونية كانت تقوم بأعمال تطويرية وخيرية في القرية، فقامت مثلًا بإيصال حنفيات الماء إلى البيوت، وتوسيع المدرسة، ودون ذلك من أمور. وحول العمل السياسي في اللجون ومنطقتها، أشار جبارين إلى أن أهل اللجون شاركوا في ثورة عام 1936 ضد الإنجليز، وقد برز من بينهم قائد فصيل اسم يوسف الحمدان، وكتب عنه في المصادر أنه أول ثائر فلسطيني قاتل الإنجليز بسلاح أبيض. وحول سقوط اللجون بأيدي العصابات الصهيونية عام 1948 أوضح جبارين أنها سقطت يوم 30.05، وذلك بعد أن صد المقاومون محاولتين لاحتلالها قبل ذلك، إذ قامت كل من كتيبتي "باراك" و"درور" الصهيونيتين باقتحامها ليلًا بعد أن أطفأوا أضواء سياراتهم العسكرية، وبمساندة 10 مدرعات غنمها الصهاينة من الجيش السوري خلال معارك "مشمار هيردين"، واندلعت معركة خسرها الفلسطينيون وجنود الجيش العراقي".

العودة الى اللجون
ونوه البيان: "بدورها، قدمت الفنانة ماريا أبو واصل من عرعرة، مجموعة من الأغاني والمواويل التراثية الفلسطينية والشامية، ذات المضامين الوطنية والقومية والإنسانية الراقية، والتي تؤكد حب الوطن وفدائه، والتغني بالأرض وفلاحتها، والاعتزاز بالشهداء والأسرى والمناضلين، والتأكيد على حق قدسية حق العودة. ومن بين الأغاني التي قدمتها "الدلعونا"، و"جفرا يا هالربع"، و"سب عيونه ومد إيده"، وذلكوسط تفاعل كبير من الجمهور. بعد ذلك قام الشاب محمد وحيد محاجنة، عضو مجموعة اللجون، بإنشاد قصيدة عنوانها "خلودٌ أبدي"، حول الوطن وفقده والحنين إليه والتمسك بالعودة، من كلماتها: "أيا لجّون - لا تصغي - لهم أبدا / فهم عرّوك تكرارًا من المعنى ../ ومن ضحكات خلّانٍ / تموج المرج لا تفنى / وهم تركوك عاريةً من الأرض ../ ومن أوراق أشجارٍ لها ترنو سواعدنا / تأبى أن تغادرنا!" ثم أنشد بعد ذلك الشاب محمد أحمد محاجنة قصيدةً بعنوان "أنا من هناك"، أهداها إلى جده المولود في اللجون، والذي شهد نكبتها واستشهد والده فيها، وهو يتحدث فيها على لسان جده عن اللجون، يقول فيها: " أتدري يا بني / في ليلة الهروب / خرجت من القطيعِ وبِتُّ في فراشي / وحيدًا / لم أُرِد الرحيل / وفي الصباح / فتشت عن طريقي بين أفواج الرصاص / التصقتُ بفخذ أمي / لم تنتبه / قلتُ لا تخافي / فما زال كلبنا هناك / يحرس كومة الشعير / أنا من هناك / من حيث يأتي النسيم / برائحة التراب." بعد ذلك، عرض المهندس المعماري شادي حبيب الله، منفذ مشروع "بسواعدنا"، المخطط الهندسي الذي يعكس تصور أعضاء المجموعة لعودتهم إلى اللجون، عارضا خرائط قديمة وحديثة لمنطقة بلاد الروحة ولقرية اللجون، تبين مساحتها، وموقعها، ومبناها الطوبوغرافي، موضحا الهيئة التي كانت عليها بيوت اللجون ومرافقها قبل النكبة والرقعة التي كانت تمتد عليها، والتطور الديمغرافي لسكانها حتى عام 1948، إذ كانوا في حينه 1280 نسمة، ثم حساب عدد أبنائها المهجرين منها اليوم، وهو 16000 نسمة تقريبا، وهو ما أخذ بعين الاعتبار عند التخطيط.

الجمع بين الذاكرة واحتياجات العصر
وأوضح حبيب الله أن المخطط العام الذي تقترحه المجموعة لقرى بلاد الروحة الـ 34 المهجرة، هو إنشاء عدة تجمعات سكنية، يضم كل واحد منها عددا من القرى القريبة من بعضها والتي كان يتوقع أن تتداخل أو تندمج في حال بقيت ولم تهجر وتوسعت مساحتها، على أن تراعى في التخطيط احتياجات الذاكرة والتراث وصورة المكان في ذهن اللاجئ ووجدانه، ولهذا اعتمدت فكرة "الحوش" الفلسطيني في إنشاء مباني مركز بلدة اللجون المتصورة. ونوه حبيب الله إلى أن احتياجات الإنسان العصري تمت مراعاتها عند التخطيط، وذلك من أجل حياة كريمة للعائد وأبنائه، فأخذت بعين الاعتبار احتياجات العمل، والتعليم، والاقتصاد، والمواصلات، والبنية تحتية، والزراعة، وما دون ذلك. وعرض حبيب الله من خلال الخرائط موقع وهيئة اللجون المقترحين لاستقبال أهلها العائدين، وما ستتضمنه البلدة من مرافق ومنشآت. ثم عرض حبيب الله فيلما جرافيا ثلاثي الأبعاد، عنون بـ "بسواعدنا"، يبين الهيئة المقترحة التي ستكون عليها قرية اللجون عند بنائها مستقبلا، وتحديدا مركز القرية وقلبها وما سيشمله من مرافق مختلفة. والفيلم عبارة عن جولة تفاعلية داخل اللجون المتصورة على ألحان نشيد "موطني"، ويفتتح بلافتة مكتوب عليها: "أهلا وسهلًا بكم في اللجون". وتظهر في الفيلم بيئة اللجون وافرة الخضرة وفيها جداول ونوافير، وذلك لأن اللجون عرفت بوفرة وديانها وعيونها. وتظهر أيضًا مرافق مبنية وفق النمط المعماري الفلسطيني القديم، وضعت عليها لافتات تشير إلى طبيعة استخدامها، منها: متحف اللجون، ونادي العودة للشباب، ودارة الفنون، والمكتبة العامة، وجمعية اللجون للحفاظ على البيئة، ودون ذلك. وفي وسط هذه المرافق يظهر مدرج مسرحي، بالإضافة إلى نصب تذكاري على هيئة مفتاح العودة، ترتفع فوقه سارية تحمل الراية الفلسطينية، والتي تظهر في ختام الفيلم. وقد تفاعل الجمهور خلال عرض الفيلم تفاعلًا كبيرًا، وبدا التأثر واضحًا على عدد منهم" كما جاء في البيان.

تكريم أصحاب الروايات الشفوية
وجاء في البيان: "في ختام الأمسية، دعا عريف الحفل السيدين عمر الإغباري من جمعية "ذاكرات" وحسام عبد الهادي من جمعية الدفاع عن أراضي اللجون لتكريم أصحاب الروايات الشفوية التي وثقها أعضاء مجموعة اللجون، وهم الحاج محمد مصطفى عبد الحسين جبارين (أبو عمر)، والحاج ماجد محمد عبد الفتاح ترك، والحاجة نجاة صالح عبد القادر سعادة، والتي حضرت بالنيابة عنها حفيدتها أفنان إغبارية. ثم وزعت بعد ذلك شهادات مشاركة وتقدير على أعضاء مجموعة اللجون، وهم: أفنان إغبارية، وأحمد جبارين، وأنس جبارين، ودينا الغفاري جبارين، وروزالين حصري، وسجود محاجنة، وشادن درويش، وعامر قحاوش، وعمر سمير، وفهيمنة محاجنة، ومحمود جبارين، ومحمد كيوان، ومحمد وحيد محاجنة. يذكر أن معرضًا فنيًّا أقيم على شرف الأمسية، ضم مجموعة لوحات للفنانتين فاطمة ياسين وفاطمة عارف إغبارية، تصور اللجون وطبيعتها ومعالمها قبل تهجيرها، وما تبقى من آثارها.

مساهمون
واختتم البيان: "في ختام الأمسية شكر مواسي كل من ساهم في إنجاز وإنجاح المشروع، خاصًّا بالذكر المحامي توفيق سعيد الذي قدم للمجموعة محاضرة حول "تاريخ المسار القضائي للحفاظ على أراضي اللجون"، والمهندس سليمان فحماوي الذي زود المجموعة بخرائط قديمة للقرية ومنطقتها، ومخطط المدن عروة سويطات الذي قدم محاضرة حول "تخطيط المدن والمناطق"، والباحث وجدي جبارين الذي قدم محاضرة حول "تاريخ اللجون"، ونداء نصار، مركزة مشاريع "بلدنا"، والمرشدين رنين جريس وعمر الإغباري لمرافقتهما المشروع. يذكر أن مشروع "عدنا 2013" لتصور العودة نُفّذَ بشراكة كل من "الجمعية العربية لحقوق الإنسان"، و"جمعية الشباب العرب – بلدنا"، و"جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين"، و"ذاكرات"، وبتمويل من صندوق "هيكس إيبير". وكان هدف المشروع العمل مع مجموعات شبابية من أبناء الجيل الثالث بعد النكبة، وتثقيفها حول تاريخ الشعب الفلسطيني قبل النكبة وكيفية تشكلها، وكذلك حول واللجوء وواقع اللاجئين اليوم، بالإضافة إلى تدريبها على توثيق الرواية الشفوية، والعمل على إنجاز مشروع ختامي لكل مجموعة يتعلق بوضع تصور للعودة. وقد شاركت في المشروع خمس مجموعات شبابية من خمس قرى مهجرة، هي إقرث، وصفورية، واللجون، ومعلول، وميعار، أنجزت كل مجموعة منها مشروعًا لتصور العودة" الى هنا نص البيان.

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
288429.89
BTC
0.52
CNY
.