عائشة عبادي في مقالها:
ما يبعدنا عن تحرير البلاد والعباد ليس عجزا منا ولا قوة عدونا انما الخائنين من حكامنا
رغم جلاء الحقيقة لا استغرب من الذين ما زالوا مؤيدين للانقلاب فالمسيح الدجال مكتوب على جبينه كافر ومع ذلك يصدقه ويتبعه البعض
فلسطين لن تكون اندلس اخرى ومصر لن تكون نسخة اخرى من تركيا والجزائر عندما تم فيهم انقلاب كما انها لن تكون سوريا اخرى حتى وان تواجد بها جزار آخر
مصر القائدة والمؤثرة في العالم العربي والاسلامي ايضا فخافوا من نجاح التجربة الاسلامية والتي يدعمها حتى اقباط مصر لانها قضية حرية وكرامة قبل الطائفية
حين تسير الهام شاهين ويسرا وهالة سرحان وليلى علوي وناديا الجندي ودنيا وغيرهن بمظاهرات مؤيدة للانقلاب اعلم حينها بانها وباللهجة المصرية مظاهرة هز وسط
يثبت فينا الامل بنصر الله حين نرى شعبا غير آبه بالقتل والاسر وكاسرا كل اوامر حظر التجول بمسيرات ليلية حاشدة، وآية بالصمود والثبات وبسلمية اقوى من الرصاص
عبر التاريخ كانت القاهرة ودمشق البوابة الاولى لتحرير فلسطين بعد تطهيرهم والقضاء على الظلم والفساد فيهم واحتكامهم لعقيدتهم وستكون كذلك عن قريب بإذن الله
لو يغيب حكام العرب عن العالم اسبوعا، سنصلي بالأقصى محررا في اليوم الثامن، عبارة قرأتها واعجبتي، فقررت أن ابدا بها مقالي. فعلا والله إن ما يبعدنا عن تحرير البلاد والعباد ليس عجزا منا، ولا قوة عدونا، انما الخائنون من حكامنا، وانشغالنا بجماعة بحبك يا حمار من قائمة العهر الفني المناصرة لهم، وكذلك بعض الكهنة، ولا اقول شيوخ، بل كهنة الحكام الذين وجدوا ليفتوا بأمر الحاكم وبما يثبته على كرسيه، ولا عجب مما وصلت له مصر اذا كان شخص كعلي جمعة مفتي الديار المصرية، وآخر مثل أحمد الطيب الذي ما له من اسمه نصيب، كيف لا وهم يفتون بقتل اناس ما خرجوا الا غيرة على دينهم وحفاظا على ثورتهم ووفاء لشهدائها ومصابيها، واستردادا لكرامتهم وحريتهم، ورفضا لعودة الظلم والاستعباد، في حين يدين الفاتيكان القتل، ويقول هو جريمة انسانية بحق شعب يثور استردادا لكرامته، وبهذا رد على من يقول بانها قضية اخوان.
مظاهرة هز وسط
القضية لا تحتاج للاديان لادانتها، بل تحتاج لانسان، ولكنهم ما افتوا فتواهم الا لانهم هم عبيد، وكهنة الحكام، وليسوا شيوخ أمة، كما ومن أهم مركبات انشغالنا عن اهم القضايا، ومن هم حجر الأساس الذي يتكئ عليه الانقلابون، وهم جماعة بحبك يا حمار من اعلامين ومأفونين وليسوا فنانين، مثل إلهام شاهين التي قالت "ساعلم الاخوان معنى الاسلام، وان ما يحصل لهم نتيجة دعائها عليهم" يا شيخة يا طاهرة يا الهام !.. كذلك يسرا قالت "إن عمرو بن العاص من الأربعة المبشرين بالجنة!"، اقل لها إسألي عادل امام وسيقل لك عددهم الصحيح، اذا ما كان عمرو بن العاص من ضمنهم أم لا، وسعد الصغير الذي وبعد البوم بحبك يا حمار غنى بحبك يا سيسي، اقل له هذا مقامك، ولم تخطئ فمنذ بداية الاحداث روج المصريون السيسي وصوروه بصورة حمار وجانبه كلمة السيسي، وغيرهم كثر والقائمة تطول، ولكني اود أن اقول بأنه حين تسير الهام شاهين ويسرا وهالة سرحان وليلى علوي وناديا الجندي ودنيا وغيرهن بمظاهرات مؤيدة للانقلاب اعلم حينها بانها وباللهجة المصرية "مظاهرة هز وسط".
مصر وجدت لتكون قائدة
الحكام العرب خاصة من السعودية والخليج، والذين اقترح أن يقال لهم بأن بشار الاسد قد انضم للاخوان المسلمين، وانه سيطبق الشريعة الاسلامية، واعدكم بانه ستتحرك ملياراتهم لاسقاطه، بالاضافة لمحمود عباس الذي ارعبه عطر سمي باسم مرسي فاعتقل صانعه واحتجز العطور، وهؤلاء جميعهم يدعمون الانقلاب وبشدة، والله ما كان دعمهم له، الا لانهم علموا بأن دورهم بقائمة المخلوعين قادم، فكان لا بد لدعمهم للانقلاب في مصر، لانها مصر القائدة والمؤثرة في العالم العربي والاسلامي ايضا، فخافوا من نجاح التجربة الاسلامية والتي يدعمها حتى اقباط مصر لانها قضية حرية وكرامة قبل الطائفية، لقد خافوا أن تنتقل عدواها، وستنتقل باذن الله لدولهم، وهذا ما لا يخدم مصالحهم، ومصالح ابناء عمومهم من اليهود، وهنا اود أن اقول إن مصر وجدت لتكون قائدة، ولا يصلح سواها للقادة، ولن تقود بحق الا اذا احتكمت لقرانها، وحكم رجل صالح يصلح ما افسده من قبله، ويوفر الامكانيات للعمل ولحياة كريمة، حينها سيفكر الناس بالتطور والابداع لأجل البلد، لأن حب البلد يعيش حين يموت الجوع والجهل، وهذا ما سعى له مرسي، لذلك كان الانقلاب، ولا عجب بأن مؤيديه هم انفسهم معارضي ثورة يناير، لكن هذا كله اتضح وبان وما من جديد اتيت به، لذلك رأينا من احرار مصر وشرفائها جيوشا لو ارادت فتح العالم لفتحته باذن الله، ولهذا سالت كل هذه الدماء برابعة، والنهضة، وبمذبحة الساجدين، والنصب التذكاري، وقتل حرائر العباسية، وحرق الجثث، وحاولوا بمسجد الفتح برمسيس، بالاضافة لحرق المساجد والكنائس ليشعلوا الفتنة التي كشفها الله بشهادة قس كنيسة مار جرجس، بأن البلطجية بأمر السيسي والداخلية هم من حرقوا الكنيسة والشيوخ انقذوه، هذا غير مذبحة قتل الجنود ومعتقلي سجن ابو زعبل، وغير الجريمة الانسانية التي يرتكبها قادة الانقلاب بداخليتهم، بامرهم الا تعطى الجثث لذويها الا بعد امضائهم بأن ابناءهم ماتوا منتحرين، وعدا عن السجون التي فتحت ابوابها للشرفاء وحماة الديار واهالي الشهداء، واخرجت البلطجية ومن نهب البلاد، واهمهم المخلوع مبارك، ولا عجب بذلك ما دام الانقلابيون تربيته.
صراع على السلطة
رغم كل هذا ورغم جلاء الحقيقة، لا استغرب من الذين ما زالوا مؤيدين للانقلاب، فالمسيح الدجال مكتوب على جبينه كافر، ومع ذلك يصدقه ويتبعه البعض، واقل لهم ولكل من يخشى نصر الانقلاب ايضا، اولا الانقلاب قد فشل سياسيا ولم يبقَ سوى الاعلان عن فشله وهذا الذي يحاول الانقلابيون تداركه بالقتل، فأين الدولة اذا كانت عدة دول قد سحبت سفرائها، واخرجت مصر من اتحاد دول افريقيا لان ممثليها غير شرعيين، ودول اخرى توقف التعامل مع مصر، والبرادعي الذي عين نائب رئيس قد استقال وفر لينجو بنفسه لانه ايقن هذا الفشل، والسيسي وحمدين في صراع على السلطة، وعدلي منصور لا يتكلم الا بأمر السيسي، وفقط خمس دول اعترفت بالانقلاب، واقل ايضا بأن الاخوان وجماعتهم لوحقت عقودا من الزمن منذ تأسيسها عام 1928 بعهد الملك فاروق، واستشهد حسن البنا وسيد قطب ومئات سواهم على يد زبانية الحكام، وكذلك قتل فاروق، ومات عبد الناصر وقتل السادات وخلع مبارك، ولن يكن مصير السيسي وزبانيته افضل حالا منهم لانه فشل ولم يقرأ التاريخ ليعرف من هم المصريون. مات كل هؤلاء وظلت الفكرة التي برقت يوما بذهن حسن البنا فحولها لواقع ونتجت عنه جماعات بدول اخرى تحت راية الفكرة نفسها، وزرعت فكرها حتى بمن لم ينتمي اليها، وازدادت قوة لانهم عملوا على الفكرة ولم يركنوا للافراد.
نصر الله
وكم يثبت فينا الامل بنصر الله حين نرى شعبا غير آبه بالقتل والاسر وكاسرا كل اوامر حظر التجول بمسيرات ليلية حاشدة، وآية بالصمود والثبات، وبسلمية اقوى من الرصاص، وهنا اقول لكل من قال بأن المتظاهرين والمعتصمين يملكون سلاحا: اولا امريكا دخلت العراق ودمرتها بذريعة امتلاك نظامها لسلاح دمار شامل، وعلى غرارها كانت كذبة السيسي، ومن الغباء ان يقال انهم يملكون السلاح وقد كانوا يجمعون الحجارة ليصدوا بها الجيش، ولم يسقط ضابط او جندي او بلطجي قتل، والاهم بانهم لو ملكوا السلاح ما استطاع السيسي بداخليته فض الاعتصام. ومن المضحكات المبكيات انه وبعد فض الاعتصام، وعلى قناة الحياة، قيل بانهم يمتلكون مستندات تثبت دعم تركيا وقطر للاعتصام الارهابي، فهل خرج الورق سليما بعد حرق الميدان بمن فيه؟!، وايضا وزير الخارجية الخارجة عن القانون نبيل العوضي يدين مقتل 1300 سوري بالغوطة !!، وكذبهم الذي يحاولون به اخفاء جرائمهم فتفضح اكثر، كما حدث بمذبحة سجن ابو زعبل، حيث أكد محامي ذوي الشهداء أنه شاهد آثار التعذيب والحرق على الجثث، وظهرت الصور بذلك، في حين أن الداخلية تقول انهم ماتوا خنقا بقنابل الغاز المسيل للدموع اثناء محاولة هربهم.
ارتكاب المجازر
كذلك الأمر بالنسبة لجريمة قتل 25 جنديا، اذ ثبت فيما بعد انهم قتلوا بسلاح تابع للجيش، والامر لا يحتاج لذكاء فمن سيدري انهم جنود وهم لا يرتدون زي التجنيد ولا يحملون سلاحا سوى الداخلية والجيش، ومن المفروض ان تخرج معهم سيارة اخرى لتأمين الطريق، فلماذا لم تخرج هذه المرة؟، وقيل بأن القاتلين طلبوا من سائق الباص ان يتوقف ويذهب لوحده، فأين هو سائق باص الجنود؟ لماذا لم يخرج ليدلي بشهادته اذا صح هذا القول؟ ولماذا لم تستجوبه الداخلية ما دام القتلة من الاخوان ؟ المسألة لا تحتاج لدهاء لان حادثتي سجن ابو زعبل وقتل الجنود المشترك بينهم ان جميع الشهود ماتوا، ومن قتلهم غني عن التعريف، هو ذاته الذي ارتكب كل المجازر، وهو ذاته الذي طلب من الاخوان الاحتكام للصندوق، وحين خسر قال إن الشرعية للشارع، فحشدوا له الجماهير، فقال فضوها، وحين ثبت اهل الحق فضها هو بمعرفته، وبطريقته التي لا يعرف سواها، لأنه ادرك أنه لن يحظى بحكم لا بالصناديق ولا بحشد جماهيري لأن تاريخه الاسود معروف، والانقلاب ذاقته مصر قبل ايام محمد رجب وعبد الناصر بعده، وعندها احتلت سيناء، وبانقلاب السيسي دخلتها قوات اسرائيلية، هذا ليعلم العالم بأن مصر اضعف الدول بالانقلاب ومعرضة للخطر، ولحماقته عاد وقال سنحترم من سيأتي بالصندوق، وكأن مرسي جاء عبر فوزه بسحبة فوازير رمضان.
النصر والحرية
صدق حسن البنا حين قال"الديموقراطية عندهم كالاصنام المصنوعة من العجوة، يؤمنون بها اذا اتت بما يحبون، ويأكلونها اذا اتت بما لا تعجبهم نتائجها "، لذلك الغوا الانتخاب وقتلوا الشباب وفتحوا السجون واعادوا العذاب ويريدون نزع الحجاب، وبهذه ايضا قال البنا" اذا فتحت لكم السجون وعلقت لكم المشانق فاعلموا ان دعوتكم بدأت تثمر" وستثمر بإذن الله وفي سوريا وكل بلاد العرب ستثمر، وستكون ثمارها صلاة بالاقصى محررا، لان فلسطين لن تكون اندلس اخرى ومصر لن تكون نسخة اخرى من تركيا والجزائر عندما تم فيهم انقلاب، كما انها لن تكون سوريا اخرى حتى وان تواجد بها جزار آخر، ورغم أن حسن البنا استشهد منذ ما يزيد عن 64 عاما، الا انه اراد أن يقول لنا اليوم ولشعبه بأني معكم لا زلت فاثبتوا، فقدم احد احفاده شهيدا بالمظاهرات، وسيكتب التاريخ بأن لحسن البنا الدور الكبير بتحرير فلسطين التي قدم لاجلها ما يزيد عن عشرة آلاف شهيد عام 48، له الدور بفكره الذي زرعه وتوارثته الاجيال لانها لن تحرر لا بجنود يحملون ذاك الفكر الايماني الوسطي المدني الديموقراطي وبعقيدة راسخة، وبرأي أن من يستشهد بمصر وسوريا اليوم هم من شهداء الاقصى، فعبر التاريخ كانت القاهرة ودمشق البوابة الاولى لتحرير فلسطين بعد تطهيرهم والقضاء على الظلم والفساد فيهم واحتكامهم لعقيدتهم وستكون كذلك عن قريب بإذن الله، فمن يستشهد فيهم اليوم قد ارتقوا بطريق التحرير ورفاتهم الجسر الذي سيعبر عليه البقية لسماء النصر والحرية.
* الكاتبة طالبة في مجال الصحافة والإعلام في المؤسسة الأكاديمية الناصرة
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net