الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 15:02

المدارس تقرع الأبواب في ظل أوضاع اقتصادية صعبة وتذمر شديد في أم الفحم

إبراهيم أبو عطا-
نُشر: 24/08/13 14:14,  حُتلن: 20:44

ابراهيم ماجد محاميد:

الناس يشترون اللوازم المهمة الضرورية لابنائهم وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة وخصوصا اننا قد خرجنا من العيد منذ فترة قصيرة

مع انطلاق الموسم نرى المكتبات تتنافس فيما بينها لتخفيض الأسعار لكي تستقطب الزبائن ونحن بدورنا نشعر بالأوضاع الاقتصادية الصعبة ونسعى ان نهون ونخفف عن اهلنا في أم الفحم والقرى المجاورة

جمال محمد جعص:

هذه الفترة العويصة فيها الكثير من الالتزامات كشراء الحاجيات الدراسية وكشراء الملابس للسنة الدراسية الجديدة كاللباس الموحد الذي تطلبه العديد من المدارس وهذه المصاريف خلال هذه الفترة تعد مصاريف كبيرة جدا

احمد وهبي جبارين:

نقول للاهالي ان عليهم ان يتنبهوا لكل ما يريدون اقتناءه وان يأخذوا ما هم بحاجته وان يدرسوا كل امر يريدون شراءه

الكثير من الاهل يأتون قبل يوم او يومين من بداية السنة الدراسية ولا يجدون المستلزمات التي يريدونها تماما كما هو الحال في من يذهب ليلة العيد لشراء الثياب فلا يجد المقاس المناسب له

يستعد اهالي أم الفحم في هذه الايام لتجهيز ابنائهم لاستقبال السنة الدراسية الجديدة، حيث ينطلق الاهالي في هذه الايام للمكاتب لشراء الحاجيات والمستلزمات الدراسية من الكتب والقرطاسيات اللازمة لابنائهم. وفي ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة جدا في هذا العام، خصوصا وان رمضان والعيد لم يمر عليهما الا بضعة اسابيع قليلة، تقع على كاهل الاباء التزامات اخرى كشراء الحاجيات المدرسية والثياب الجديدة لاستقبال السنة الدراسية، وقمنا بعدة لقاءات مع اصحاب بعض المكتبات في أم الفحم، ومع بعض الاهالي، لسماع ارائهم حول التجهيز للسنة الدراسية، ولسماع توجيهاتهم وارشاداتهم حتى يخففوا ويعينوا الاهل في هذه الفترة الحرجة التي تكثر فيها المصاريف المادية.

وفي حديث مع ابراهيم ماجد محاميد، شريك الاستاذ جمال ماجد محاميد، صاحب مكتبة اسطنبول الحديثة التي تم افتتاحها قبل خمسة اشهر تقريبا قال: "من عادة الناس أن تؤخر شراء القرطاسيات والكتب المدرسية الى اخر ايام العطلة، وحتى الآن نرى الاقبال متوسط نوعا ما". وأضاف: "الناس يشترون اللوازم المهمة الضرورية لابنائهم، وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وخصوصا اننا قد خرجنا من العيد منذ فترة قصيرة، وكذلك الأمر خرجنا من مصاريف رمضان، وكل هذا يعد مصاريف مادية متراكمة". وأشار: "مع انطلاق الموسم نرى المكتبات تتنافس فيما بينها لتخفيض الأسعار لكي تستقطب الزبائن، ونحن بدورنا نشعر بالأوضاع الاقتصادية الصعبة ونسعى ان نهون ونخفف عن اهلنا في أم الفحم والقرى المجاورة، ولذلك قمنا بحملة تنزيلات على الكثير من القرطاسيات والكتب حتى لا نثقل على اهلنا في أم الفحم والقرى المجاورة".

البحث عن السلع المعروفة
وفي حديث مع جمال محمد جعص، صاحب مكتبة جمامول قال: "اؤكد على ما يتناقله الجميع بأن الحالة الاقتصادية صعبة هذا العام على خلاف الاعوام السابقة، وفوق كل هذا نجد الابناء يبحثون عن السلع المعروفة والشركات العالمية، ومن المعلوم ضمنا أن هذه السلع لهذه الشركات باهظة الثمن، ونرى أن الأهل يرضخون لما يمليه عليه ابنائهم، ولا يرفضون طلباتهم، ويثقلون على انفسهم ويحملون انفسهم فوق طاقتهم، وهذه الظاهرة تزيد من اعباء الأهل، ويجب على الاهالي أن يتداركوها وأن يحسنوا التعامل مع ابنائهم ويقنعوهم بالاكتفاء بسلع اخرى ذات جودة ولكن باسعار منخفضة". وأضاف قائلا: "هذه الفترة العويصة فيها الكثير من الالتزامات، كشراء الحاجيات الدراسية وكشراء الملابس للسنة الدراسية الجديدة كاللباس الموحد الذي تطلبه العديد من المدارس، وهذه المصاريف خلال هذه الفترة تعد مصاريف كبيرة جدا".

وضع مادي صعب
وتابع: "نجد ظاهرة متكررة خلال هذه الايام، وهي قدوم الإمهات لتجليد كتب ابنائهن القديمة حتى يتمكنوا من استعمالها واستخدامها في العام المقبل، بسبب التكاليف الباهظة". وقال ايضا: "قبل عدة ايام اتانا رجل يحمل اربعة اكياس مليئة بالكتب القديمة، يطلب منا أن نرى ما هي الكتب التي يمكنه استغلالها للسنة الدراسية القادمة، ولما تفحصنا الكتب وجدنا ان اكثر الكتب غير صالحة ولا يمكن استغلالها بعد اليوم، وذلك لان وزارة التربية والتعليم قد فرضت على الطلاب كتبا جديدة وكراسات تستعمل لمرة واحدة فقط".

مساعدة المستورين
وختم حديثة بالقول: "قبل عدة ايام أتتني سيدة أرملة، ووضعها الاقتصادي سيء جدا، وكان في مكتبتي احد الاشخاص واذا به يعلم بحالها، وبوضعها الاقتصادي الصعب، فما كان منه الا أن أخرج مائة دولار ودفعها عن تلك المرأة لكي يخفف عنها حملها الثقيل. أشد على ايدي اؤلئك ممن فتح الله عليهم، ممن يبادرون الى دعم البيوت المستورة لشراء حاجياتهم المدرسية والتخفيف عنهم في هذه الفترة العصيبة، وقد قام بعض رجال الأعمال قبل عدة أيام بدفع مبلغ من المال ودون لنا عدة اسماء لبعض البيوت المستورة ممن سيحضرون لأخذ حاجياتهم المدرسية على حسابهم الخاص، وفي النهاية نسال الله أن يجزيهم خير الجزاء".

تغيير منهاج
وفي حديث مع مسؤولة احدى المكتبات قالت: "الوضع الاقتصادي هذا العام صعب جدا، وما تقوم به مدارس أم الفحم يزيد الاعباء على الأهالي، فأكثر مدارسنا اصبحت تغير كتبها كل عام، ولا تستمر بتدريس المواد في نفس الكتب التي درست بها في الاعوام السابقة، مع العلم ان الاصل في الكتب ان تدرس لمدة اربعة اعوام ويتم تغييرها في العام الخامس، وبما أن المدارس في أم الفحم على خلاف المدارس الاخرى في الوسط العربي تجدد منهاجها كل سنة وتغير الكتب مع بداية كل سنة دراسية، فهذا الامر يثقل على الأهالي الذين كانت من عادتهم الابقاء على الكتب القديمة واستغلالها لأعوام عديدة".

توحيد الكتب الدراسية
وقالت: "أطالب لجنة الآباء في أم الفحم بأن تتدخل سريعا لكي تخفف عن الأهالي كل هذه الأعباء الثقيلة، ومن الامور التي نطالب لجنة الآباء التدخل بها، اولا ان يطالبوا المدارسة بان تجعل المنهاج لعدد من السنين، فلا يعقل ان يغير المنهاج كل عام، ولا يستطيع الاهالي استغلال الكتب الدراسية التي درس بها ابنائهم في السنة السابقة ويجب على شراء كتب جديدة لابنه الاصغر منه سنا. واما الامر الثاني فهو: أن يطالبوا جميع المدارس في أم الفحم بتوحيد الكتب الدراسية، حتى يخففوا على الأهالي من أعباء الشراء، فاذا قمنا بتوحيد الكتب الدراسية فعندها يستطيع الاهل أخذ كتب اقربائهم من المدارس الأخرى". واشارت: "يأتي الى مكتبي العديد من اهالي المدن العربية والقرى المجاورة، واكثرهم يؤكد بأن المدارس عندهم تستغل الكتب القديمة ولا تجدد المنهاج كل عام، فلما لا ينطبق الامر علينا في مدارسنا في أم الفحم!!؟".

تخفيف الحمل عن الآباء والأمهات
وقالت: " انا اتعجب من المدارس التي تطلب من طلاب الصف الاول مثلا احضار كتب كثيرة، ومن ضمنها كتب العلوم وكتب علمية اخرى، ونحن نعلم أن طالب الصف الاول لا يتقن القراءة والكتابة جيدا، فكيف له ان يتعلم ويستغل هذه الكتب!!؟" ووجهت رسالة شكر قائلة: " اتوجه برسالة شكر الى بعض المدارس التي تطلب من طلابها ألا يتشروا عددا من الكتب، لأن المدرس يوفر لهم اوراق عمل خلال السنة الدراسية، وهذا الأمر يخفف من حمل الاهالي، فاسال الله ان يبارك بكل مدرس ومدرسة يخفف الحمل عن الآباء والأمهات".

مصاريف كبيرة
وفي حديث مع احمد وهبي جبارين، مسؤول شركة جنا دان الذي يفتتح فرع مبيعات في عمارة قصر المنار قال: " الأوضاع الاقتصادية في هذا العام سيئة جدا خصوصا وان الناس قد خرجوا من العيد، وكانت لديهم مصاريف كبيرة، وفوق كل هذه المصاريف تم تخفيض نسبة التأمين والكثير من الاهل كان اعتمادهم في شراء الادوات المدرسية على دخل التأمين، وهذا الامر سبب اعباء كبيرة على الأهالي". واضاف: "انا اعيب على الناس الذين يأتون في الدقيقة التسعين لشراء حاجياتهم المدرسية، لان ذلك يسبب اثقالا على اصحاب المكتبات، حيث ان الكثير من الاهل يأتون قبل يوم او يومين من بداية السنة الدراسية ولا يجدون المستلزمات التي يريدونها، تماما كما هو الحال في من يذهب ليلة العيد لشراء الثياب فلا يجد المقاس المناسب له لأن جميع المقاسات قد نفدت، ونحن نناشد الأهالي أن يعدوا انفسهم للسنة الدراسية قبل بداية الدراسة بمدة، حتى يتسنى لنا ولجميع المكتبات أن نوفر الكتب المطلوبة لكل من يقبل الينا".

اختيار الادوات المدرسية
وقال: "هناك مشكلة تواجهنا ويجب على الاهالي التنبه لها، وهي أن الأهالي يعطون لابنائهم الحرية بجمع القرطاسيات والادوات المدرسية دون مراقبة ومتابعة، وعندما يقبل الاب او الام لدفع ثمن هذه القرطاسيات يجد المبلغ كبيرا جدا ولا يستطيع دفعه، وهذا الامر يسبب احراجا للاهل وقد سمعنا من الكثير من الاهالي تضجرهم على هذه المبالغ. ونحن نقول للاهالي ان عليهم ان يتنبهوا لكل ما يريدون اقتناءه وان يأخذوا ما هم بحاجته وان يدرسوا كل امر يريدون شراءه". وأضاف قائلاً: " انا انصح الناس ان يبحثوا عن الجودة لا عن السعر الرخيص فقط، فنحن نجد اكثر الناس يبحثون فقط عن الاسعار الرخيصة ولا ينظرون للجودة، مما يجعل الاعباء تزيد على الأهل، فيجبر بعد اسابيع قليلة ان يشتري حاجيات جديدة لان حاجياته قد تلفت لقلة جودتها". وختم قائلا: "أن الاسعار المسجلة على الكتب هي اسعار تضعها وزراة التربية والتعليم تماما كمان هو الحال بالعديد من السلع الموجودة في السوق "كالدخان" فلا يمكننا أن نتلاعب بالسعر، فهذا السعر مفروض علينا من الوزارة، ونحن نتمنى من الاهل ان يتفهموا هذا الامر".

الحالة الاقتصادية
وفي مقابلة اجريناها مع احدى الامهات اللواتي كنَّ يشترين حاجياتهن المدرسية لابنائهن قالت: "هناك الكثير من الناس ليس لديهم القدرة بأن يشتروا المستلزمات الدراسية وذلك لخروجنا من فترة مادية صعبة وهي فترة العيد ورمضان، ومع أن حالتي المادية جيدة بفضل الله الا انني فوجئت بأسعار الكتب الباهظة". وأضافت: "عدد الاولاد في العائلة يؤثر على الحالة الاقتصادية، فمن كان عنده عددا كبيرا من الاولاد سيواجه مشكلة كبيرة عند شراء الكتب المدرسية وسيدخل في ضيق مادي". ونوهت: "انه يجب على الأهالي تربية ابنائهم على القناعة، وقبل ان يخرجوا لشراء حاجياتهم المدرسية، عليهم ان يوجهوهم ما هي الامور المهمة التي يجب شراءها وما هي الامور التي يمكن الاستغناء عنها، وان يقنعوهم بان هناك الكثير من الادوات القرطاسية من العام الماضي يمكنهم استعمالها هذه السنة ان كانت صالحة".

مقالات متعلقة

.