نبيل عودة في مقاله:
من يقف وراء هذه التفجيرات؟ خاصة وأن التفجير في سوريا كان في مخازن لصواريخ متطورة هي صواريخ بر - يحر تعرف باسم "ياخوت" قادرة على إصابة اهداف بحرية على بعد 300 كيلو متر وهو أمر يقلق اسرائيل
سكان المنطقة التي وقعت فيها الإنفجارات في القاعدة العسكرية السورية في اللاذقية يقدرون أن الإنفجارات حدثت نتيجة هجوم صاروخي من الجو دون أن يعلن أحد من النظام السوري حتى اليوم أي تفاصيل عن الأسباب التي قادت الى تقجير مخازن صواريخ "الياخوت"
حزب الله وجه أصابع الإتهام للمعارضة السورية ذلك أخف وطأة من الإعتراف بعجز النظام عن حماية قدراته الإستراتيجي حماية أجواءه وصد الهجمات على مصادر قوته
النظام السوري يعرف كيف يدمر المدن والقرى على رؤوس أبناء الشعب السوري هذا لا يحتاج الى "قوة مجهولة" لتنفيذها
لم يعط النظام السوري أي تفسير حول الإنفجارات التي وقعت في منطقة السفيرة بالقرب من اللاذقية. إكتفى التلفزيون السوري بالإشارة الى سلسلة من الإنفجارات في الموقع. نشرة أخبار جوية لا غير. مخازن لسلاح حديث، له قيمة إستراتيجية كبرى، قامت حوله ضجة إعلامية من اسرائيل ومحاولات لثني الروس عن تزويد سوريا به، ينفجر بدون أسباب والتلفزيون السوري الرسمي يكتفي بإشارة تافهه الى وقوع سلسلة إنفجارات، كانه يستعرض درجات الحرارة والتغيرات المتوقعة في المناخ خلال الأسبوع. وقعت تفجيرات في الضاحية الجنوبية في لبنان وهي ضاحية حزب الله. هل يمكن الربط بين الحادثين؟ هل يمكن عدم الربط بين الحادثين؟ ألا يلاحظ القارئ انه لم يعلن أي طرف مسؤوليته عن الحادثين؟ تفجير ما يعرف بالفرن الذري السوري في دير الزور، ومقتل القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية في قلب دمشق، هي ايضا حوادث لا مسؤول عنها. . وقائمة الضربات من "مصادر مجهولة" التي نزلت على رأس النظام السوري هي قائمة طويلة!!
من يقف وراء هذه التفجيرات؟ خاصة وأن التفجير في سوريا كان في مخازن لصواريخ متطورة هي صواريخ بر - يحر تعرف باسم "ياخوت" قادرة على إصابة اهداف بحرية على بعد 300 كيلو متر ، وهو أمر يقلق اسرائيل، إذ أن هذه الصواريخ تحمل رؤوسا متفجرة بوزن 250 كيلو غرام. وهي ليست المرة الأولى التي تدمر فيها مخازن أسلحة او قوافل اسلحة تقلق اسرائيل. بالطبع لا اتهم اسرائيل، بل "مصادر مجهولة"!! هذه الصواريخ الروسية، حسب المعلومات، زودت روسيا بها منذ سنة ونصف النظام السوري ببطاريتان عدد صواريخها 72 صاروخا، ومن المخطط أن تحصل سوريا على أجهزة رادار خاصة تزيد دقة هذه الصواريخ.
حظ النظام
الآن الرادار يستطيع أن ينتظر، من حسن حظ النظام أن الرادارات لم تكن في المخازن التي تفجرت من "قوى مجهولة"!! صحيفة نيويورك تايمز نشرت قبل شهرين على لسان مسؤولين في واشنطن، أن روسيا نقلت لسوريا إرسالية جديدة من هذه الصواريخ التي تعتبر دقيقة وقاتلة، وتهدد كل حركة النقل البحري لاسرائيل وتهدد بنى تحتية هامة مثل منصات إستخراج الغاز ومحطة توليد الطاقة في الخضيرة وأهدافا أخرى قريبة لشاطئ البحر. في بيان نشره المركز السوري لحقوق الانسان المتوجد في لندن، جاء أن سكان المنطقة التي وقعت فيها الإنفجارات في القاعدة العسكرية السورية في اللاذقية، يقدرون أن الإنفجارات حدثت نتيجة هجوم صاروخي من الجو دون أن يعلن أحد من النظام السوري حتى اليوم أي تفاصيل عن الأسباب التي قادت الى تقجير مخازن صواريخ "الياخوت" ... ويضيف السكان انهم شاهدوا طائرات تحلق في سماء المنطقة دون أن تعرف هوية تلك الطائرات. انه نظام مميز ومقاوم لا يرى، لا يسمع ولا ينطق توفيرا للجهد القومي ضد الشعب السوري!!
إطلاق صواريخ
ذكر ت مصادر حزب الله أن التفجيرات هي نتيجة إطلاق صواريخ من مسافة 20 ميلومتر من اللاذقية. ويميل النظام السوري حسب تصريحات عسكريه الى توجيه المسؤولية للمعارضة المسلحة التي تقاتل على أبواب اللاذقية الشمالية والشرقية.
والسؤال هل تملك المعارضة صواريخ بهذه الدقة وإمكانيات إطلاقها من مسافة 20 كيلو مترا؟
أشارت مصادر المعارضة أن الهجوم قد يكون جويا أو بصواريخ بعيدة المدى أُطلقت من سفن في البحر المتوسط واضافت المعارضة إن قوات أجنبية قد تكون إسرائيلية، دمرت تلك الصواريخ. المعارضة لن تستفيد من تدمير تلك المخازن الإستراتيجية ولا تملك قوة صاروخية أرضية او سلاح جوي او اسطول بحري لتدمير مخازن هامة من المفروض انها محمية تماما وجاهزة للرد على أي هجوم يستهدفها!!
لكننا نتحدث عن سوريا وتحديدا عن نظام الممانعة الذي أشبعنا تعقيبات عن الرد في الوقت المناسب، عندما ينور الملح في عاصمة الأمويين !! من قادر على تنفيذ مثل تلك العملية الحربية من الجو أو من البحر؟
توجيه أصابع الإتهام
حزب الله وجه أصابع الإتهام للمعارضة السورية. ذلك أخف وطأة من الإعتراف بعجز النظام عن حماية قدراته الإستراتيجي، حماية أجواءه وصد الهجمات على مصادر قوته. النظام السوري يعرف كيف يدمر المدن والقرى على رؤوس أبناء الشعب السوري. هذا لا يحتاج الى "قوة مجهولة" لتنفيذها!! حول الحادث قال وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعلون "أن اسرائيل لا تريد التدخل في الحرب الأهلية السورية وأن اسرائيل حددت خطوطا حمراء لمصالحها تحافظ عليها!!" أجل، هذه دولة تحافظ على أمنها بكل الوسائل المتاحة، وليس بالضرورة الإعلان والتفاخر بما تنجزه. هل إبقاء صواريخ "ياخوت" المتطورة في أيدي النظام السوري والتي تشكل تهديدا لحركة الملاحة الاسرائيلية والبنى التحتية في البحر المتوسط، تتوافق مع مصالح اسرائيل ؟ وهل هي اول مرة تحدث فيها هجمات "مجهولة"، تنسب الى كوكب من خارج مجموعتنا الشمسية، ضد مواقع واهداف سورية؟!
حقيقة الإنفجار
قبل توزيع مقالي قرات خبرا أوردته السي. أن. أن بان مسؤولين أمريكيين كشفوا حقيقة الإنفجار الضخم و"الغامض" الذي وقع قبل أسبوع في مدينة اللاذقية الساحلية شمال سوريا، التي تعتبر من بين أبرز معاقل الرئيس بشار الأسد، إذ ذكروا أن الانفجار جاء نتيجة غارة جوية إسرائيلية استهدفت مرابض لصواريخ متطورة مضادة للسفن. وأضاف المسؤولون أن الهدف كان مرابض لصواريخ متطورة روسية الصنع من نوع "ياخوت"، يعتقد الجانب الإسرائيلي أنها تشكل خطرا على قوته البحرية.
هذا هو نظام الممانعة بوجهه الحقيقي. فقط فساده المالي وقمعه للشعب السوري، إفقاره واذلاله هو الأمر الذي لا يشكل تهديدا للملاحة في البحر المتوسط، لذلك النظام يملك الحرية المطلقة في ممارسة سياساته ضد شعبه، نظام كل شيء مكشوف فيه ومتاح للمتربصين به، ليس منذ اسبوع فقط، بل قبل ثورة الشعب السوري على نظام الأسد ومنذ تربعت القبيلة على رأس السلطة.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net