الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 02:02

بارك الله في امرَأً عرف قدر نفسه/ بقلم: معين أبو عبيد

كل العرب
نُشر: 12/06/13 10:56,  حُتلن: 11:23

معين أبو عبيد:

الله لا يحبّ الكبرياء ولا يُقاس الجمال والكمال بالمظهر الخارجي ولا حلاوة الإنسان بلسانه

هناك من تعفن قلبه داخل أضلعه ومات ضميره الذي فقده أصلا منذ أن تسلم وظيفة شاغرة ويبدو أنّ هذه صنعته

النجاح لا يأتي من الفراغ والسعي من أجل المثالية يتطلّب جهدا مستمرا والدافع الأساسي للنجاح لا يختصر فقط بالطموح

عذرا، قد يكون هذا العنوان تقليديًّا جدًا، لكن ما بين السّطور والكلمات معانٍ عميقة، من واقعنا المرّ وهذه المسرحية، والمشهد المملّ. أبسط ما يجب أن يفهمه الإنسان، أن يعرف قدر نفسه. عندما يعرف قدره بين النّاس والمجتمع فإنّ تلك المعرفة تجعله لا يتكبّر ولا يحتقر غيره، ويجد الرّاحة لنفسه. فالله لا يحبّ الكبرياء ولا يُقاس الجمال والكمال بالمظهر الخارجي، ولا حلاوة الإنسان بلسانه، ولا القلوب بنبضها. فهناك من تعفن قلبه داخل أضلعه، ومات ضميره الذي فقده أصلا منذ أن تسلم وظيفة شاغرة، ويبدو أنّ هذه صنعته.

المظاهر الخدّاعة الكاذبة
عبر هذه الكلمات، تخاطب زاوية رماح هذه الفئة من الناس، التي تنتمي إلى زمن المظاهر الخدّاعة الكاذبة، التي لا تحترم تعهداتها، ولا تفي بأقوالها، فتسلك مسلك الغرور، وقد لبست اللا- مصداقية قناع الابتسامة والعفوية، لكن تحت هذا القناع سمٌّ قاتلٌ، وخيانة فظيعة استطاعت بمظهرها خداع الكثيرين الذين رسموها نموذجا، ومثالا يحتذى به، وصورة هادئة معبرة. فهو لا يأبه لتجاوزه كل الخطوط والحدود، وسخر بمشاعر الآخرين ناسيًا ومتناسيًا مصيره المحتوم، محطته الأخيرة آتية لا ريب فيها.

الحقد والكراهية
رماح، كغيرها من الكثيرين، لم ولن تستوعب سر هذا التصرف الذي عكر ويعكر الأجواء لتحل لغة الظلام، فتخلق الحقد والكراهية والانتقام ممّا يشير إلى مظاهر الضعف. نحذر هذه الفئة التي وضعت نصب عينيها أهدافا هي مجرد أمنيات ورغبات، لتصبح بضاعتها كاسدة. فكرِّس حياتك في دائرة الأماني والأهداف، لأن الأهداف بدون رغبة حقيقية قوية ، صادرة من الصميم لا شك أنّها أهداف هوائيّة، لا حياة لها، ولا أمل فيها. والنجاح لا يأتي من الفراغ، والسعي من أجل المثالية يتطلّب جهدا مستمرا، والدافع الأساسي للنجاح لا يختصر فقط بالطموح.

الإعتذار
وعليه أدعو هذه الفئة وقبل فوات الأوان أن تكون شجاعة وتطلب من الذين خُدعوا وظُلموا، وتمّت الإساءة إليهم بطريقة أو بأخرى، عمدا أو عن غير قصد، الاعتذار، ثم الاعتذار قبل أن يحدث الانهيار ويفوت القطار، مؤكدا أن الموت ليس سيّئًا، لكن أن تعيش منهزمًا هو بمثابة الموت كل يوم، فحذار أن تكون هذه آخرتك.وخير ما أُنهي به قول تعالى: "فلا تُزكُّوا أنفُسكم هُو أعلمُ بمن أتقى".

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.