الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 09:02

جرايسي ومصير جبهة الناصرة وخطة الأمان/ بقلم: يوسف شداد

بقلم: يوسف شدّاد
نُشر: 06/06/13 20:31,  حُتلن: 11:23

يوسف شداد - رئيس تحرير موقع العرب في مقاله:

على ما يبدو وبناءً على ما لدي من معلومات فإنه ليس سهلا على جبهة الناصرة خوض المعركة الانتخابية المقبلة بدون رامز جرايسي رئيس بلدية الناصرة

جرايسي لا يريد أن يترشح من جهة ولا يقبل على نفسه ترك حزبه في الساحة وحيدا متخبطا من جهة ثانية ومن جهة ثالثة يواجه تيارا بداخل الجبهة لا يريده مرشحا للرئاسة ليس اعتراضا عليه كرئيس للبلدية إنما لأن وجوده يضمن المقعد الثاني لعلي سلام القائم بأعمال رئيس البلدية

يدرك علي سلام الرجل الثاني في الجبهة ان عدم وجود رامز جرايسي في المكان الأول في القائمة يعني أنه خارج اللعبة نهائيًا
 
تيار قوي بداخل الجبهة يقوم بممارسة ضغوطات شديدة على القيادة الجبهوية النصراوية بالنزول بقائمة يقف على رأسها المهندس رامز جرايسي تبقي في مقعدها الثاني علي سلام للمحافظة على الوضع القائم تحسبًا لحدوث انشقاقات 

في حال تمسّك جرايسي بعدم ترشحه للرئاسة سيختلط الحابل بالنابل لما قد تشهده الساحة الجبهوية من ازدحام مرشحي الرئاسة و"فوضى الترشيحات"

لقد أظهرت الأحداث الأخيرة في الشهرين الأخيرين على مستوى جبهة الناصرة الدور المركزي الذي يلعبه رامز جرايسي بداخل الجبهة رغم ما قيل عنه من قبل المعارضة أنه أداة بأيدي أطراف بداخلها فقد تبين أن العكس صحيح وان جرايسي مازال الرجل القوي بداخل الجبهة

شخصيات في الجبهة تطرح على جرايسي خارطة "صمام الأمان"

هل يعقل ان تضع المعارضة برنامجها الحزبي والسياسي نسبة لهوية مرشح الرئاسة للحزب المنافس؟! هل هذه هي الطريقة التي تدير فيها المعارضة في الناصرة معركتها الإنتخابية؟! ولماذا لم يقم احد من المعارضة في الناصرة حتى يومنا بكشف برنامجه السياسي ومرشحه للرئاسة؟

على ما يبدو وبناءً على ما لدي من معلومات فإنه ليس سهلا على جبهة الناصرة خوض المعركة الانتخابية المقبلة بدون رامز جرايسي رئيس بلدية الناصرة. فالرجل لا يريد أن يترشح من جهة ولا يقبل على نفسه ترك حزبه في الساحة وحيدا متخبطا من جهة ثانية، ومن جهة ثالثة يواجه تيارا بداخل الجبهة لا يريده مرشحا للرئاسة ليس اعتراضا عليه كرئيس للبلدية إنما لأن وجوده يضمن المقعد الثاني لعلي سلام القائم بأعمال رئيس البلدية، كل ذلك على ضوء فشل الجبهة باعترافها الرسمي بأنها لم تحضّر مرشحا للرئاسة يكون كفيلا بإدخال الدماء الجديدة الى الحزب، لينعكس ذلك على الشارع النصراوي والقاعدة الجماهيرية للجبهة التي بدأت تشعر بما يسمى "ملل قيادي سياسي" لعدم وجود حافز بإمكانه نفض قائمة الجبهة وتغييرها وتدعيمها بوجوه شابة جديدة من مختلف الأوساط في الناصرة.

أما علي سلام الرجل الثاني في الجبهة فهو يدرك تمامًا ان عدم وجود رامز جرايسي في المكان الأول في القائمة يعني أنه خارج اللعبة نهائيًا، ولذلك بدأ تيار قوي بداخل الجبهة بممارسة ضغوطات شديدة على القيادة الجبهوية النصراوية بالنزول بقائمة يقف على رأسها المهندس رامز جرايسي، تبقي في مقعدها الثاني على علي سلام، للمحافظة على الوضع القائم، تحسبًا لحدوث انشقاقات بداخل الصف الجبهوي، والتي قد تبدأ في حال تمسّك جرايسي بعدم ترشحه للرئاسة وتستمر بما سيسببه ذلك من إختلاط الحابل بالنابل، لما قد تشهده الساحة الجبهوية من ازدحام مرشحي الرئاسة و"فوضى الترشيحات".

ضعف المعارضة
في قراءة للحراك الحزبي والإنتخابي اليوم في الناصرة عشية انتخابات السلطات المحلية 2013، أجد ان الجبهة هي صاحبة الحظوظ الكبرى لتحقيق الفوز في انتخابات الرئاسة والعضوية، ولأحزاب المعارضة برأيي دور كبير في ذلك، لكونها تجمّد نشاطها الإنتخابي فقط للتربص للجبهة بهدف واحد الا وهو معرفة مرشحها للرئاسة.
وبالتالي فإن المعارضة ومن خلال سياستها الخاطئة هذه، ترسم استراتيجيتها السياسية بناءً على مرشح الحزب المنافس وهذا هو الوهن السياسي الذي تستغله الجبهة بذكاء لتحقيق انتصاراتها السياسية وزيادة شعبيتها في الناصرة بقدر ما تستطيع. فهل يعقل ان يتم وضع برنامج حزبي وسياسي نسبة لهوية مرشح الرئاسة للحزب المنافس؟! وهل هذه هي الطريقة التي تدير فيها المعارضة في الناصرة معركتها الإنتخابية؟!. ولماذا لم يقم احد من المعارضة في الناصرة حتى يومنا بكشف برنامجه السياسي ومرشحه للرئاسة؟.

خطة 2013
بحسب المعلومات التي وصلتني فإن تيارًا يتشكل من شخصيات جماهيرية وتربوية وسياسية بداخل الجبهة، عرض على جرايسي ما أسماه بـ "خارطة صمام الأمان" والتي بناء عليها يترشح رامز جرايسي في المكان الأول ويكون علي سلام في المكان الثاني، بينما من المقعد الثالث حتى الـمقعد الـ 15 يتم انتخاب أشخاص لا تتعدى اعمارهم الـ 40 عامًا مع التشديد على اشغالهم لوظائف ومناصب عديدة في الناصرة كأطباء ومحامين ومقاولين وعمال ورجال تربية وتعليم وإعلاميين، لتحقق الجبهة انتصارها في الإنتخابات، ومن ثم يعلن فورًا عن مؤتمر لجبهة الناصرة يتم خلاله إقرار تشكيل لجنة خاصة تواكب الدورة الأخيرة لجرايسي وسلام، وتحضر مرشحًا للرئاسة للإنتخابات في عام 2018، وهي الخطة التي مازالت مطروحة على طاولة جرايسي وينتظر علي سلام وتياره بداخل الجبهة رده عليها...!!، لأن في ذلك كما قال مسؤولون ضمان بألا تخسر الجبهة دورها في الناصرة وشرائح من مجتمعها لتجاوز الأزمة الحالية.

الرجل الواحد
لقد أظهرت الأحداث الأخيرة في الشهرين الأخيرين على مستوى جبهة الناصرة الدور المركزي الذي يلعبه رامز جرايسي بداخل الجبهة، رغم ما قيل عنه من قبل المعارضة أنه أداة بأيدي أطراف بداخلها، فقد تبين أن العكس صحيح وان جرايسي مازال الرجل القوي والأول بداخل الجبهة، كما وتبين أن علي سلام القائم بأعمال الرئيس ما زال له وزنه السياسي واسألوا عن ذلك كل من رأى الوفود التي زارته مؤخرا لاقناعه بالبقاء في الجبهة لكي لا يحدث الانشقاق، ناهيك عن انه وبذكاء يطرح نفسه حتى يومنا ثانيا بعد جرايسي في اعتراف منه بأن جرايسي هو الرجل الأول. ولكن ما يقدم صورة متناقضة امام هذا المشهد هو تأكيد الجبهة الدائم على كونها أوسع قاعدة سياسية جماهيرية في المدينة، وفي الوقت ذاته معلقة سياسيًا بآمالها ومستقبلها على رجل واحد (!!!).

المعركة الأشرس!
لقد قال الناطق بلسان بلدية الناصرة د. سهيل دياب في إحدى تصريحاته التي أدلى بها قبل شهر، بأن الإنتخابات المقبلة ستكون الأشرس منذ تأسيس جبهة الناصرة وعلى ما يبدو فإن د. دياب الذي يعتبرونه كثيرون أحد كبار مهندسي مسيرة جبهة الناصرة كان مدركًا لما يقوله واراد من خلال تصريحه ايصال رسالة مبطنه لقيادة حزبه، وذلك يعود للخطأ التاريخي المتمثل بعدم تحضير مرشح للرئاسة يحظى بتأييد غالبية أعضاء المكتب السياسي للجبهة وكل التيارات التي بداخلها ومندوبي القطاعات والحارات، ولحسن حظ الجبهة فإن المعارضة في الناصرة ما زالت حتى يومنا ضعيفة وغير منظمة، وسيكون على ما يبدو من الصعب عليها تشكيل تيار سياسي منافس الا اذا طرأ تغيير جوهري كفيل بقلب الموازين.
 

مقالات متعلقة

.