حجاج رحال في مقاله:
الأمور حساسة ومتوترة بين الجمهورين علما أن كل فريق يلعب في درجة مختلفة تخيلوا كيف كانت ستبدو الأمور لو لعب الفريقان في نفس الدرجة؟!.. الله يستر
إذا تصافح المسؤولون فإن ذلك لا يعني أن الخلافات انتهت بين المشجعين الموضوع لم ولن يحل بالمصافحة والعناق بل ببرامج مشتركة يشارك فيها ممثلون عن الجمهورين
المشكلة ليست لدى مسؤولي الفريقين فيمكن حل أي خلاف بينهما بصلحة صغيرة بل تكمن المشكلة لدى الكثير من مشجعي الفريقين والمشكلة الأكبر أن مسؤولي الفريقين لا يقدرون على السيطرة عليهم
لم يكن صعبا تقريب القلوب ووجهات النظر بين مسؤولي فريقي اتحاد أبناء سخنين ومكابي الاخاء الناصرة، وعقد صلحة بين أعضاء الفريقين بمشاركة ومباركة الشخصيتين القويتين والمؤثرتين على القرارات فيهما: مازن غنايم، رئيس بلدية سخنين، وعلي سلام القائم بأعمال رئيس بلدية الناصرة. تربط أعضاء الفريقين علاقات طيبة في السنوات الأخيرة، بدليل أن الصلحة جاءت لشتم نفر من جمهور سخنين لمؤنس دبور النصراوي، مهاجم مكابي تل أبيب. وبما أنه جراء ذلك حكم على السخنينيين إجراء مباراة عقابية خارج ملعبهم أمام هبوعيل حيفا، فلم يكن أفضل أن تجرى على استاد الناصرة – عيلوط، وتمت الصلحة قبل المباراة، بحضور محمد عبد القادر، جد مؤنس، وقد تعذر على دبور التواجد لإنشغاله في تدريبات فريقه.
خلال عقد الصلحة
المشكلة ليست لدى مسؤولي الفريقين، فيمكن حل أي خلاف بينهما بصلحة صغيرة، بل تكمن المشكلة لدى الكثير من مشجعي الفريقين، والمشكلة الأكبر أن مسؤولي الفريقين لا يقدرون على السيطرة عليهم، رغم محاولاتهم المتكررة. لحسن الحظ أن الاخاء وسخنين لا يلعبان في نفس الدرجة، فجميعنا لم ينس ما حصل حين التقيا في الدرجة العليا، في المرة الأخيرة. ما يدعو للقلق أنه حتى في مباريات الشبيبة والأشباتل التي تجمع فرق الطرفين نسمع شتائم وتوعدات، حتى أنه اذا التقى فريقا الشبيبة من الطرفين، فإن الأمر يتطلب وجود رجال شرطة وحراسة. بما أن المباراة بين سخنين وهبوعيل حيفا أجريت على استاد الناصرة – عيلوط، وبما أن العلاقات كانت وما زالت، وكما يبدو ستبقى، متوترة بين معسكري أبناء سخنين ومكابي الإخاء الناصرة، فإن عددا من مشجعي الإخاء دخلوا الى مدرجات هبوعيل حيفا وتبادلوا الشتائم مع السخنينيين.
حساسيات وتوترات مشحونة
وانقسم المتفرجون في الملعب الى ثلاثة أقسام: النصراويون يشتمون السخنينيين، السخنينيون يسبون النصراويين وجمهور هبوعيل حيفا نفسه انشغل بشتم مالك الفريق يوآف كاتس لكي يترك الفريق. وفي استراحة ما بين الشوطين تم إبعاد سبعة متفرجين من الملعب، أربعة من الناصرة وثلاثة من سخنين. وحاول رئيس بلدية سخنين مازن غنايم تهدئة الأجواء، دون نجاح كبير. وهكذا تبقى الصلحة بين إدارتي الفريقين النصراوي والسخنيني على الورق فقط، دون أن تتم بشكل فعلي بين مؤيدي الفريقين. إذا تصافح المسؤولون فإن ذلك لا يعني أن الخلافات انتهت بين المشجعين. الموضوع لم ولن يحل بالمصافحة والعناق، بل ببرامج مشتركة يشارك فيها ممثلون عن الجمهورين. هكذا هي الأمور حساسة ومتوترة بين الجمهورين، علما أن كل فريق يلعب في درجة مختلفة. تخيلوا كيف كانت ستبدو الأمور لو لعب الفريقان في نفس الدرجة؟!.. الله يستر.. انشغل العرب في تبادل المسبات والشتائم وتراشق التهم، وتفرج علينا العالم كله، ومن البديهي أنهم ينظرون الينا باستخفاف أكبر مما كان عليه في السابق. هكذا نحن العرب، نتمرجل على أشقائنا فقط. الصلح خير بين مسؤولي الإخاء وسخنين، لكنني لا أعتقد أن الحساسيات والتوترات المشحونة قد زالت بين مناصري الفريقين، والله من وراء القصد.