مرعي حيادري في مقاله:
احترام المناسبات الوطنية وأولها يوم الارض فهو شرف كبير وتاريخ خالد يبقى على رؤوس الشهداء معلقا
اذا كيف يمكننا إحياء مناسباتنا الوطنية تلك لأجيالنا وأطفالنا في مدارسنا إن كان المسؤولون فيها يرغبون في تمويه الحقائق
أصبحت المصادرة عنوانا لا يقاومه لا حزب ولا هيئة جماهيرية لا بل الصمت يستحوذ عليها مستسلمة دون المطالبة بأبسط الاشياء إلا وهي مناطق نفوذ
من منا لا يحنّ لجذور الأرض والتواصل معها؟ ومن منا لا يقاوم من أجل الحفاظ على حبات ترابها، ومن منا لم يتساءل عن عمق محبتنا وترابطنا لها، منها وإليها، ويبقى السؤال المحيّر لكل مواطن وإنسان آدمي وبشري، من هو المسؤول عن التفكك والتشرذم الحاصل لعمق التلاحم ألأزلي المفقود حواسا وملامسة لها، في زمن الغبن والإضطهاد والتمييز، في المسكن والعلم والتعليم، تغذية لقوتها ومصدرها وربط اوتارها علما وفكرا، في عقول شبابنا وأجيالنا التي ستخلف مسيرتنا التواصلية قدما نحو غد جديد يتفاءل فيه الأهل مستقبلا، حبا للأرض وغلاوة ترابها وما تمليه علينا من ذاكرة النسيان وفقدانها على مر سنوات خلت من اعمارنا، وهل ستبقى كلمة الارض عنوانا مألوفا لمتابعة المسيرة الأزلية في تمسكنا لحبات ترابها؟ أم أن جنون العظمة والتسابق مع الزمن سياسة ومناصبا في الجلوس على كراسي العرش قد اطفأت حنين الشوق وشموع المحبة الخالدة خلف ظهرانينا، وفقط لأجل تفضيل مصالحنا الآنية الشخصية والذاتية على مصالح الجموع عربيا ومحليا في تبنّي قيمة الأرض لنا ولها وما يتأتى علينا في الحفاظ على مسيرة الشهامة وعنوان الكرامة وتحمّل الأعباء المصيرية.
التشرذم الوطني
تعوّدنا دوما مناداة الجماهير تواصلا من خلال توزيع المناشير بكل أنواعها الحزبية والسياسية، لنظهر للغير من فتات وشرائح الجماهير العربية التميز والعلو وضوحا وشأنا، من هو الأكثر بروزا على الساحة الحزبية والسياسية، وأضحت تلك صرعة ليوم واحد تلاشت وخلت منه كل المظاهر الحقيقية والصريحة في المطالب بل أصبحت مناسبة عادية بسيطة جدا، نأتي لإبراز دورنا في الظهور وإسقاط الواجب وإلقاء الكلمات، وكل يذهب من حيث أتى، وتنشر لنا وسائل الإعلام تلك المشاهد المعتادة دون نتائج، نحصد او نقطف ثمارها، لا بل زادت من التشرذم الوطني لكافة شرائح وقطاعات الشعوب والجماهير العربية، وأصبحت المصادرة عنوانا، لا يقاومه لا حزب ولا هيئة جماهيرية، لا بل الصمت يستحوذ عليها، مستسلمة دون المطالبة بأبسط الاشياء ألا وهي مناطق نفوذ (جيتوات لا نعرف متى ستفتتح ابوبها)؟!! والشباب ينمو ويكبر، يتذكر شهداء يوم الأرض الخالد عام 1976 وحتى شباب اليوم مع الأسف، قسطا وافرا منهم ما زالوا يجهلون اسباب يوم الأرض، ولماذا حصل ذلك اليوم وماهية الأسباب، وكيف سقط الشهداء!
تمويه الحقائق
تلك مسؤولية لمن يدّعون انهم قيادات مثقفة ومتعلمة ومع الأسف يكادوا لا يتحدثون في مدارسنا عن هذه المناسبة الوطنية، إلا بأذن مصرح من الهيئات المسؤولة او من اسيادهم! أهؤلاء هم القيادات في مدارسنا العربية وبأصنافها؟ فأنا لا اريد التعميم على الجميع ولكني شاهد عليها من مواقع عدة وعديدة، فالمعلم ينتظر المدير، والمدير ينتظر المفتش، وهكذا دواليك .. اذا كيف يمكننا إحياء مناسباتنا الوطنية تلك لأجيالنا وأطفالنا في مدارسنا إن كان المسؤولون فيها يرغبون في تمويه الحقائق او تهمشيها كما هو الحال لقيادات حزبية وسياسية فأين العتب وعلى من ؟.. وكيف يمكننا إصلاحه ايها الاخوة والأخوات ان الوعي لتلك المناسبات واجب وطني قبل أن يكون أكاديميا .. ومن يعتقد أن التاريخ يمحى او يغير او ينسى فهو واهم .. وما دورنا في البيت والمؤسسة إلا أن نربي أولادنا على لغتنا العربية الأم أولا ومن ثم تاريخ وحضارة شعبنا العربي الفلسطيني، بالإضافة الى دراسة تواريخ وأحداث اخرى تهمنا بالمقابل مع حفظ وكرامة تاريخنا العربي الوطني.
التلاحم لتجميع حبّات التراب
ومن هنا اتوجه إليكم احبائي، بأن نتعالى فوق محسوبيتنا وأحزابنا العربية التي تنهج في الظهور والتميز ورفع راياتها المتنوعة ألوانا، وأن يكون ذلك اليوم يوم وطني تحترمه كافة الأطر العربية سياسيا وفكريا وهيئات شعبية ولجان متابعة، حتى لا تضيع البوصلة ونفقدها ونبدأ في البحث عنها من جديد، كما هو حاصل الآن ودائما في كل مكان وزمان . فاحترام المناسبات الوطنية وأولها يوم الارض هو شرف كبير وتاريخ خالد يبقى على رؤوس الشهداء معلقا، وحساب الضمير الانساني لنا ولكم هو الحساب البشري والإنساني، إن حاولنا طمس معالمها فالتاريخ لن يشفع لكل من يحاول التهميش، فالأرض جذورها عميقة لا نرغب في تقطيع اوصالها، ، فتعالوا نتلاحم لتجميع حبات ترابها رأفة بشهدائها .
احترام يوم الأرض واجب
وفي النهاية لتلك الكلمات الصادرة حبا وطمعا في وحدتكم عربًا، احترموا هذه المناسبة ولا تجعلوا منها حدثا عابرا حتى تبقى كرامتكم فوق كل الطغاة الراغبين في شرذمتها .. والى شهداء يوم الأرض لكم الرحمة، والله على ما أقول شهيد ..وإن كنت على خطأ فيصححوني.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net