أغلب الأُمّهات والآباء متشوقين جدّاً إلى رؤية الطفل يقف ثمّ يمشي لكن في الواقع ليس هذا ما ينبغي أن يقلقوا لأجله بل عليهم أن يراقبوا الطفل ويلاحظوا هل هو قادر على التقاط الأشياء

يستخدم الأطباء مصطلح "تأخُّر النمو" ويقصدون به عندما لا يبلغ طفل مرحلة من مراحل النمو، المتوقع أن يبلغها في سن معيّنة. وبكلمات أخرى، يُقصد به أن يصل الطفل إلى سن معيّنة ولا تظهر لديه علامات النمو البدني والذهني نفسها، الموجودة لدى باقي الأطفال ممن هم في مثل سنه.

 
صورة توضيحية

هذا التأخر يمكن أن يظهر في مجال واحد، وقد يظهر في أكثر من مجال من مجالات النمو، مثل مهارات الحركة والتحريك مثل: القدرة على الجلوس والقدرة على الإمساك بالأشياء وتحريكها، ومهارات التواصل واللغة بما فيها "الإستقبال" بمعنى قدرة الطفل على فهم ما يقال له و"التعبير" أي قدرة الطفل على الكلام ومهارات الإعتماد على النفس في الإحتياجات الشخصية مثل: إستعمال المرحاض وقدرة الطفل على إرتداء ملابسه بنفسه والمهارات الإجتماعية، قدرة الطفل على التواصل بالنظر في عين مُخاطِبه وأيضاً مدى قدرته على اللعب مع الأطفال الآخرين. ويجب أن ننظر بعين الإعتبار إلى أنّ الأطفال يتفقون في وتيرة نموهم، لكن لكل واحد منهم أسلوبه الخاص في النمو.

إصدار الأصوات
ومثلاً: قد نجد أن طفلاً في الشهر السابع متقدم جدّاً في مجال الحركة، لأنّه يحب كثيراً أن يستكشف العالم من حوله بيديه، لكنه لا يُمضي الكثير من الوقت في محاولة إصدار الأصوات وتعلُّم الكلام. في حين يمكن أن نجد طفلاً آخر في العمر ذاته، يحب أن يصدر أصواتاً وينطق بكلمات قصيرة مثل "ما ما ما" طوال الوقت، لكنه لا يتحرك كثيراً. الشيء المهم الذي ينبغي الإنتباه إليه، هو: هل يبدي الطفل تقدماً في جميع مجالات النمو أم أن هناك تأخراً في مجال ما؟
نجد أغلب الأُمّهات والآباء متشوقين جدّاً إلى رؤية الطفل يقف ثمّ يمشي، وهم يتساءلون بشكل مبالغ فيه عن نموه الذهني والبدني، هل يسير بشكل مناسب وفي الوقت المناسب أم أنّه جاء مبكراً أم متأخراً. لكن في الواقع، ليس هذا ما ينبغي أن يقلقوا لأجله، بل عليهم أن يراقبوا الطفل ويلاحظوا هل هو قادر على التقاط الأشياء؟ هل هو قادر على تمرير الأشياء التي يلتقطها من يد إلى اليد الأخرى؟