محمد أبو زقيقة:
قرّرنا أن نلبّي نداء الواجب للمساهمة في مساعدة الطفلة الغزّية ليان برهوم المحتاجة لعطائنا أمسّ حاجة لإجراء عملية جراحية تنقذ حياتها وبكل فخرٍ أقول لمن وقف للإنسانية ومن أجل ليان أنتم مناراتٌ للمستقبل وعطاءٌ للوطن
نحن هنا اليوم من أجل قضية إنسانية من الدرجة الأولى ومسؤولية وطنية وأخلاقية نحن هنا تأكيدًا منّا على أهمية التحامنا نحن فلسطينيو الداخل بقضايا شعبنا وبناء جسور التواصل مع أبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزّة
وصل الى موقع العرب وصحيفة كل العرب، بيان صادر عن سامي العلي المساعد البرلماني للنائب جمال زحالقة: "نظم التجمع الوطني الديمقراطي – فرع باقة الغربية، مساء أمس الجمعة، 08.03.2013، أمسية ثقافية وفنية خيرية، للمساهمة في حملة التبرعات القطرية لعلاج الطفلة الغزية ليان برهوم، لقيت استجابة واسعة، وأسفرت عن جمع مبلغ أكبر من المتوقع بكثير. وقد شارك في الأمسية المئات من أبناء باقة الغربية والمنطقة، بحضور رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي البرلمانية، الدكتور جمال زحالقة، ورئيس بلدية باقة الغربية، المحامي مرسي أبو مخ، وعدد من أعضاء البلدية والشخصيات الباقية. وتولى عرافة الحفل الإعلامي مصطفى قبلاوي، الذي رحب بالحضور وأثنى على استجابتهم الكبيرة لفعل الخير والمبادرة لإنقاذ حياة الطفلة ليان برهوم، التي تخضع للعلاج حاليا في مستشفى "رمبام"، وتحتاج لعملية زراعة كبد تكلف مئات آلاف الشواقل، وقد رفضت الحكومة الإسرائيلية تغطية تكاليف علاجها بحجة أنها لا تتمتع بالمواطنة الإسرائيلية كونها من غزة" كما جاء في البيان.
ثم قدم محمد أبو زقيقة كلمة باسم فرع التجمع في باقة الغربية، قال فيها: "نحن هنا اليوم من أجل قضية إنسانية من الدرجة الأولى، ومسؤولية وطنية وأخلاقية. نحن هنا تأكيدًا منّا على أهمية التحامنا نحن فلسطينيو الداخل بقضايا شعبنا، وبناء جسور التواصل مع أبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزّة، لذا قرّرنا أن نلبّي نداء الواجب للمساهمة في مساعدة الطفلة الغزّية ليان برهوم، المحتاجة لعطائنا أمسّ حاجة، لإجراء عملية جراحية تنقذ حياتها. ونعتز بكل من حضر اليوم، وبكل فخرٍ أقول لمن وقف للإنسانية ومن أجل ليان حقًّا، أنتم مناراتٌ للمستقبل وعطاءٌ للوطن. إن انتصار قضية إنسانية كهذه بجهودكم هي حياة أخرى نهديها لأجيالٍ قادمة.. نهديها لليان." بعد ذلك وقف الجمهور لينشدوا النشيد القومي العربي "موطني"، بصوت الفنان سلام أبو آمنة وبمرافقة فرقتها. وبدوره، هنأ الدكتور جمال زحالقة نساء باقة الغربية وفلسطين والعالم بيوم المرأة العالمي، الذي يوافق الثامن من آذار، وأثنى على أن غالبية الجمهور من النساء، وأكد على" نبل وسمو العمل الذي تقوم به حملة "عشان ليان" عمومًا، وفرع التجمع الوطني بباقة الغربية خصوصًا، لتبنيه واحتضانه وتنظيمه للأمسية الخيرية، التي تؤكد على لحمة أبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجدهم، واستجابة ضمير الناس للقضايا الإنسانية. ونوه زحالقة إلى أن للتجمع في باقة الغربية تاريخ طويل جدًّا في العمل الخيري، من حملات تبرع لعلاج أشخاص عينيين كانوا بحاجة إلى المساندة والدعم، وحملات إغاثة لأبناء الشعب الفلسطيني في مناسبات عدة، وتقديم منح للطلاب الجامعيين. وشكر زحالقة كل من قام على إنجاح الأمسية، من متطوعين، ومبدعين، وأصحاب القاعة، ومتبرعين".
فقرات غنائية وكوميدية ناقدة
وتابع البيان:" قدمت الفنانة سلام أبو آمنة، بمرافقة العازفين لؤي نداف (دف)، وتشارلي صافية (كمان)، فقرات غنائية خلال الأمسية، لقيت مشاركة وتفاعلا كبيرا من الجمهور، ما بين تصفيق وغناء ووقوف. وأنشدت أبو آمنة باقة من الأغاني الوطنية والقومية الملتزمة، بعضها خاص بها ومن ألحانها، وكان من بينها "شدوا الهمة"، و"منتصب القامة أمشي"، و"فلسطيني وأرضي عربية"، و"شو ما صار صير"، وغيرها. وبعد ذلك دعا عريف الحفل الشاعر علي نصوح مواسي لتقديم فقرة شعرية، وقد عبر مواسي عن فخره في أن يقف في حضرة رفاقه، وأبناء بلده، وإلى جانب فنانين مبدعين استجابة لنداء إنساني نبيل، ومحاولة متواضعة للتخفيف من معاناة طفلة تستحق الحياة. وقد ألقى مواسي بداية قصيدة بعنوان "عراق"، أهداها لأطفاله، مشيراً إلى أنه في مثل هذا الشهر (آذار) قبل عشر سنوات تمامًا، كانت جحافل الغزو الأنجلو – أمريكي تستعد لغزو العراق. ثم أتبعها بقصيدة عنونها بـ "رسولة"، أهداها بمناسبة يوم المرأة العالمي لأمه، وللمرأة الفلسطينية، أم الأسرى والشهداء، ولنساء العروبة في ميادين الثورات العربية. واختتم مواسي قراءاته الشعرية بقصيدة "أدوار"، والتي أهداها لكل طفل فلسطيني، وخاصة أطفال الحجارة، وللطفلة ليان، ولأطفال غزة المقاومة. وتتناول القصيدة صورًا للحجر وأدواره في حياة الطفل الفلسطيني، من اللهو واللعب وحتى المقاومة. ومن بين فقرات الأمسية، كان عرض كوميدي للفنان عدي خليفة، الذي تناول بنقد ساخر ظواهر اجتماعية وسياسية عديدة، محليا، وفلسطينيا، وعربيا، راسما الضحكات على وجوه الجمهور. ومن بين القضايا التي تناولها الظواهر الطائفية في المجتمع الفلسطيني، وسيطرة وسائل الإعلام الاجتماعي مثل "الفايسبوك" وأجهزة الاتصال الحديثة على حياة الناس اليومية، وتعامل أجهزة الدولة الإسرائيلية مع الفلسطينيين، والذائقة الفنية والغنائية التي تسود في أيامنا. وفي ختام الأمسية، شكر عريف الحفل، الإعلامي مصطفى قبلاوي، الجمهور على حضوره ومساهمته في إنقاذ الطفلة ليان، وحيا المبدعين المشاركين في الأمسية، وأثنى على الدور الكبير والمهم الذي قام به أعضاء التجمع الوطني الديمقراطي في باقة الغربية لاحتضان الأمسية وتنظيمها" كما جاء في البيان.
ليان برهوم معاناة تبحث عن نهاية
واختتم البيان:" يذكر أن الطفلة ليان برهوم (سنة وعشرة شهور) وصلت من غزة إلى قسم غسيل الكلى في مستشفى "رمبام" قبل حوالي عشرة شهور لتلقي العلاج، وقد اكتشف الأطباء أنها تعاني من نقص في إنزيم "أوكسالات" بالكبد، وهو إنزيم يؤدي نقصه إلى ترسب الحصى في الكلى، ما يستوجب غسيلًا لها بشكل دوري، ويؤدي الازدياد في نقصه إلى تلف في العيون بعد الكلى أيضًا. وتحتاج ليان إلى عملية زرع كلى، ويكلف علاجها قرابة النصف مليون دولار، ولا توفر لها وزارة الصحة الإسرائيلية العلاج لأنها لا تحمل الجنسية الإسرائيلية، كما رفضت السلطة الوطنية الفلسطينية التكفل بالعلاج بسبب تكاليفه المرتفعة. وقد أطلقت مجموعة من المبادرين والفنانين حملة قطرية في الداخل الفلسطيني، لجمع تبرعات من أجلها مساهمة في علاجها" الى هنا نص البيان.