المشروع يهدف لتثقيف مجموعات شبابية حول النكبة الفلسطينية واللجوء والحياة في فلسطين قبل التهجير وتدريبها على تسجيل وتوثيق الرواية الشفوية والعمل على إنجاز مشروع ختامي لكل مجموعة يتعلق برسم رؤيا العودة العودة والتخطيط لها
أطلق عدد من مؤسسات المجتمع المدني في الداخل الفلسطيني، نهاية الأسبوع الماضي، مشروعا مشتركا لرسم رؤيا عودة المهجرين الفلسطينيين والتخطيط لها، وذلك تحت عنوان "عُدنا". وتشارك في المشروع كل من "المؤسسة العربية لحقوق الإنسان"، و"جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين"، و"جمعية الشباب العرب – بلدنا"، وجمعية "ذاكرات"، وهو يهدف للعمل مع مجموعات شبابية وتثقيفها حول النكبة الفلسطينية واللجوء، والحياة في فلسطين قبل التهجير، بالإضافة إلى تدريبها على تسجيل وتوثيق الرواية الشفوية، والعمل على إنجاز مشروع ختامي لكل مجموعة يتعلق برسم رؤيا العودة العودة والتخطيط لها، يتم عرضه في عدد من المحافل والمناسبات محليا وقطريا.
وقع الاختيار أساسًا على خمس قرى فلسطينية مهجرة، وهي إقرث، واللجون، وصفورية، ومعلول، وميعار، لتشكيل المجموعات من أبنائها المهجرين، والعمل على تخيل العودة إليها، والتخطيط لهذه العودة، بمرافقة مختصين ومهنيين. وقد انطلق المشروع بلقاء تدريبي عقد في الناصرة على مدار يومين، أشرف عليه كل من عمر إغبارية ورنين جريس من جمعية "ذاكرات"، وحضره المركزون/ات المشرفون على المشروع في المؤسسات الشريكة المختلفة، بالإضافة إلى المرشدين/ات الذين سيعملون مع المجموعات. وقد شمل اللقاء جانبين، تثقيفيا وتنظيميا، وقد استعرضت في الجانب التثقيفي معطيات ومعلومات مكثفة حول فلسطين وطبيعة الحياة فيها قبل النكبة عام 1948، مع التركيز على الجانب الثقافي والعمراني فيها، وكذلك حول الشخصيات النسائية الفاعلة في المجتمع الفلسطيني قبل التهجير، وجرى التطرق كذلك إلى وضعية اللاجئين الفلسطينيين، تاريخيا وديموغرافيا، في مختلف أماكن تواجدهم في العالم.
أما في الجانب التنظيمي من اللقاء، فجرى استعراض المجهودات المركزية حول توثيق كل ما يتعلق بالنكبة واللجوء، وكيفية الاستفادة منها، والوقوف على نماذج لمشاريع أنجزت تتعلق برسم رؤيا العودة والتخطيط لها، من بينها التصورات التي قام بها الباحث سلمان أبو ستة حول عودة اللاجئين وآليات تنفيذها، والمخطط الهندسي الذي وضعه المعماري حنا فرح لقرية كفر برعم المهجرة، ورسم خرائط لقرى مهجرة كما كانت عليه عام 1948، وغير ذلك. وبحث المشاركون في اللقاء الإشكاليات التي قد تواجه المخططين لعودة سكان أي قرية أو مدينة، مثل مضاعفة أعداد السكان خلال سنوات اللجوء، وكيفية تقسيم الأملاك بين الناس، إذ أن بعض اللاجئين لم يكونوا من أصحاب الأملاك عند التهجير، وكيف ستكون طبيعة الحياة في القرى والمدن عند تخطيط العودة إليها، وماذا سيكون مصير اليهود الذي يسكنون فوق أراضي قرية معينة، أو العرب الذين يسكنون اليوم في بيوت لعرب مهجرين، وهل ستكون هناك أولويات للاجئين، من يعود منهم أولا حسب ظروف سكناهم الحالية، غير ذلك.
برنامج المشروع
واستعرض المشاركون/ات برنامج المشروع، ومحطاته الزمانية التي تمتد من شهر آذار وحتى حزيران، وبيان أهدافه، وآليات تجنيد الشباب في كل مجموعة ومجموعة، والمعيقات والتحديات التي قد تطرأ خلال تنفيذ المشروع، وسبل التغلب عليها. وشمل اللقاء تدريبا حول التوثيق الشفوي، وخطوات التحضير للقاءات مع الجيل الأول الذي عاصر النكبة، وكيفية تسجيل شهاداتهم، والأدوات التقنية اللازمة لذلك، والأسئلة التي يجب التركيز عليها.