رئيس الأمن العام:
مجموعات قامت منذ مساء الأربعاء بأعمال تخريب وقطع الشوارع وإقفال الطرق الرئيسية وارتكاب أعمال عنف واعتداء على الممتلكات العامة والخاصة
قوى الأمن تعرضت لهجوم بالقنابل اليدوية والأسياخ الحديد والحجارة من نحو 300 محتج في الديه واضطرت قوات الأمن الى التعامل معهم
في الذكرى الثانية لحركة الاحتجاجات في البحرين، وعلى خلفية توتر شديد تشهده البلاد، قتل شاب بالرصاص في تظاهرات مناهضة للحكومة، وسط دعوات إلى إضراب عام، الأمر الذي يبرز هشاشة الحوار الوطني الذي عقدت الأربعاء جلسته الثانية. وسقط حسين الجزيري (16 سنة) في مواجهات مع الشرطة في قرية الديه الشيعية، استناداً الى المعارضة ووزارة الداخلية.
وأوردت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيعية في صفحتها بموقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي نبأ "استشهاد الطفل حسين الجزيري اثر إصابته بطلقات الشوزن (رصاص انشطاري) في منطقة الديه". وأكد الأمر "ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير" في موقع "فايسبوك". كذلك قال رئيس الأمن العام اللواء طارق حسن الحسن في بيان إن "مجموعات قامت منذ مساء الأربعاء بأعمال تخريب وقطع الشوارع وإقفال الطرق الرئيسية وارتكاب أعمال عنف واعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وذلك في مناطق متفرقة". وأضاف أن رجال الأمن تعاملوا مع هذه الاعمال، مما أدى إلى "اصابة عدد من رجال الأمن إصابة بعضهم جسيمة". وأوضح أن قوى الأمن تعرضت لهجوم بالقنابل اليدوية و"الأسياخ الحديد والحجارة" من نحو 300 محتج في الديه، و"اضطرت قوات الأمن الى التعامل معهم"، فقتل أحدهم، أي الجزيري.
مواجهات
وأقدم المئات على التظاهر وقطع الطرق في القرى الشيعية القريبة من المنامة منذ ساعات الصباح الأولى، واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وسلاح الخرطوش لتفريق المحتجين.
واستمرت المواجهات الى ما بعد الظهر، وتوقفت قليلاً لتبدأ من جديد. وندد المحتجون بمقتل الجزيري ورفعوا صوره مرددين: "هيهات ننسى الشهداء". وهو سيشيع السبت. وكان "ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير" دعا الى اضراب عام وعصيان مدني، والى التظاهر والتوجه الى مكان "دوار اللؤلؤة" الذي أزيل بعدما شكل معقل الاحتجاجات عام 2011. وحضت جمعية الوفاق على وقف التعاملات الاقتصادية وعدم التعامل مع الحكومة امس، على ان تنظم تظاهرة كبيرة بعد ظهر اليوم الجمعة.
هتافات مناهضة للحكم
وفي بلدة السنابس، الأقرب الى موقع الدوار، نزل العشرات الى الشوارع وهم يرددون هتافات مناهضة للحكم، وقطعوا الطرق ففرقتهم الشرطة ومنعتهم من التوجه الى منطقة الدوار. واستخدم محتجون قنابل يدوية الصنع وأصيب عشرات بكريات الخرطوش أو ما يعرف بـ"الشوزن".
وتحدثت الجمعية عن تعرض 50 منطقة لـ"القمع". وفي قرى باربار والبلاد القديم وسترة، نزل المتظاهرون الى الشارع تحت شعار "الشعب يريد اسقاط النظام" و"يسقط حمد"، في اشارة الى الملك حمد بن عيسى آل خليفة. واقفل آخرون الطرق بمستوعبات النفايات المحترقة والإطارات المشتعلة وجذوع الأشجار. وأحرقت سيارات في عدد من القرى. وفي المنامة وضواحيها القريبة والمحرق في الشمال، بدت الحياة طبيعية. وفتحت المحال التجارية في مجمع "سيتي سنتر" الأكبر في البلاد أبوابها طبيعياً، وكذلك عملت الشركات الموجودة في مرفأ البحرين المالي.
ذكرى 14 شباط
ويذكر أن ذكرى 14 شباط في البحرين تعود في الأساس إلى إقرار "ميثاق العمل الوطني" الذي وضعه الملك عام 2001 والذي أعاد الحياة البرلمانية والاستقرار السياسي بعد فترة من الاضطرابات. وتنوي الجمعيات السياسية الموالية للنظام تنظيم تجمع كبير في 21 شباط، في استعادة لتجمع انطلق من مسجد "الفاتح" في التاريخ نفسه من عام 2011، حين تجمع جمهور عريض من السُنة دعماً لاسرة آل خليفة التي تحكم البحرين منذ 250 سنة.