محمود أحمدي نجاد:
لا يمكنكم أن تشهروا الأسلحة صوب الأمة الإيرانية ثم تتوقعوا منها إجراء مفاوضات معكم
فعلتم كل شيء لمنعنا من أن نصبح (بلدا) نوويا وفشلتم... إن أفضل حل هو التعاون والتفاهم
يبذل الأعداء اليوم أقصى ما في وسعهم لممارسة الضغط على الأمة الإيرانية لمنع تقدمها لكنهم لن ينجحوا
قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الأحد إن اقتراح الولايات المتحدة بدء حوار ثنائي مع إيران حول الملف النووي يمثل "تغييرا ضروريا في اللهجة، لكنه غير كاف"، منددا في الوقت نفسه بالعقوبات الأميركية على بلاده.
وأضاف الرئيس الإيراني -في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى 34 للثورة الإسلامية على حكم الشاه محمد رضا بهلوي- إن بلاده لن تتفاوض بشأن برنامجها النووي تحت ضغوط، لكنها مستعدة للتحاور مع معارضيها إذا توقفوا عن "إشهار الأسلحة".
إجراء مفاوضات
وقال أحمدي نجاد متحدثا أمام حشد في ساحة آزادي (الحرية) في العاصمة طهران "لا يمكنكم أن تشهروا الأسلحة صوب الأمة الإيرانية ثم تتوقعوا منها إجراء مفاوضات معكم". وتعد نبرة نجاد أكثر تصالحية من المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي الذي رفض في السابع من فبراير/شباط الحالي دعوة أميركية لإجراء مفاوضات مباشرة لبحث الخلافات بين البلدين. ويشار إلى أنه ليس من سلطة الرئيس السماح بإجراء مفاوضات بشأن البرنامج النووي، وهي من سلطة المرشد الأعلى. وتجمّع إيرانيون يحملون لافتات كتب عليها عبارات "تسقط الولايات المتحدة" و"صامدون حتى النهاية" في مظاهرات حاشدة نظمتها الحكومة في العاصمة طهران ومدن كبرى أخرى لإحياء ذكرى الثورة الإسلامية. ونقل التلفزيون الحكومي خطاب نجاد في بث مباشر، وتناول جزء منه سياسة إيران تجاه "الأعداء". ومضى نجاد يقول "يجب ألا تستغل المحادثات كوسيلة لفرض أراء جهة. (..) توقفوا عن توجيه السلاح نحونا وأنا شخصيا سأتفاوض معكم".
العقوبات
وانتقد أحمدي نجاد العقوبات الأميركية والأوروبية على بلاده، قائلا "يبذل الأعداء اليوم أقصى ما في وسعهم لممارسة الضغط على الأمة الإيرانية لمنع تقدمها، لكنهم لن ينجحوا". وفرضت أحدث العقوبات على إيران خلال الأسبوع الماضي، حيث اتخذت الولايات المتحدة إجراء يهدف إلى احتجاز إيرادات النفط من خلال اشتراط ربط هذه الأموال بحسابات في دول تشتري النفط الإيراني. وتابع الرئيس الإيراني: "فعلتم كل شيء لمنعنا من أن نصبح (بلدا) نوويا وفشلتم... إن أفضل حل هو التعاون والتفاهم"، داعيا إلى حوار في إطار الاحترام والعدالة وليس تحت الضغط. وحث الإيرانيين على البقاء "موحدين وراء المرشد الأعلى" الذي يملك الكلمة الفصل خصوصا في الأنشطة النووية والدبلوماسية، مؤكدا أن "الأمة الإيرانية لن تتخلى عن أي من حقوقها المشروعة" في ما يتعلق بالطاقة النووية.
حوار تحت التهديد
وكان جو بايدن نائب الرئيس الأميركي، قدم الأسبوع الماضي "عرضا جديا" للحوار المباشر والثنائي مع الإيرانيين، في إطار المفاوضات بين طهران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) حول الملف النووي. لكن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي رفض الخميس أي حوار تحت التهديد. وتشتبه الدول الغربية وإسرائيل في أن إيران تريد امتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي مدني، وهو ما تنفيه طهران بشكل قاطع. وبعد أشهر من التوقف، ستستأنف مجموعة 5+1 وإيران محادثاتهما في 26 فبراير/شباط في كازاخستان.