عزيزتي الأم:
من الممكن أن يؤدي تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين إلى التعرض للوفاة أو الإصابة بالأمراض المختلفة
لا يحتوي الكافيين على أية قيمة غذائية كما أنه يؤثر على كيمياء الدماغ ويعيق عملية النمو العصبي لدى الأطفال
خلال الـ30 عاما الفائتة، ارتفعت نسبة الأطفال و المراهقين الذين يتناولون المشروبات التي تحتوي على الكافيين بنسبة 70 في المئة، مما يعني أن ثلثي الأطفال يحصلون على الكافيين بشكل يومي من خلال شرب المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة وغيرها من المنتجات التي تباع للأطفال كالسكاكر و رقائق البطاطا و اللبان و بذور عباد الشمس.
فما هي الكمية التي يحصل عليها أطفالك من الكافيين؟
وجد استبيان أجراه الدكتور ويليام وارزاك و زملائه من جامعة نيبراسكا أن الاطفال الذين يبلغون من العمر 5 سنوات يحصلون على نسبة من الكافيين تكافئ النسبة التي تحتوي عليها زجاجة من المشروبات الغازية في حين يحصل الأطفال الذين يبلغون من العمر من 8 إلى 12 عام على 109 ميلليغرام من الكافيين يوميا أي ما يعادل 3 زجاجات من المشروبات الغازية!
ولعل واحد من الأسباب التي جعلت الآباء يتجاهلون خطورة حصول أطفالهم على الكافيين، هو الأسلوب الجذاب الذي تستخدمه وسائل الاعلام للتسويق للمنتجات التي تحتوي على الكافيين.
ورغم أن الدراسات أظهرت أن الكافيين يساعد الإنسان على فقدان الوزن ويحسن ذاكرته، وأن الشاي و القهوة يحتويان على نسبة عالية جدا من مضادات الأكسدة ويقيان الإنسان من الاصابة بالسرطان وأمراض القلب، إلا أن هذا ينطبق على البالغين فقط.
اليكم مجموعة من الحقائق التي يجب أن يعرفها الآباء عن الكافيين وآثاره على صحة الأطفال:
1- لا يحتوي الكافيين على أية قيمة غذائية كما أنه يؤثر على كيمياء الدماغ ويعيق عملية النمو العصبي لدى الأطفال، و بالتالي فإنه يؤدي إلى الإصابة بالكثير من المشاكل السلوكية.
2- يؤدي الكافيين إلى الإصابة بالإدمان، مما يعني أنك لو لاحظت أن طفلك شديد التعلق بالمشروبات التي تحتوي على الكافيين وغير قادر على التوقف عن تناولها، فإن ذلك يدل على أنه يمر بأعراض الانسحاب التي تستمر في هذه الحالة إلى حوالي 10 أيام وتشتمل على الإصابة بالصداع والنعاس والأرق والتهيج والكسل والإمساك والاكتئاب.
3- تحتوي منتجات الكافيين على نسبة عالية من السكر، وذلك لأن للكافيين مذاقا مرا، لذا فإنه من الضروري أن تتم إضافة السكر إليه ليصبح جيد المذاق بالنسبة للأطفال.
ومن الجدير بالذكر هنا، هو أن السكر يعد مصدرا للسعرات الحرارية الفارغة التي تؤدي إلى زيادة الوزن والإصابة بالسمنة المفرطة.
4- الكافيين لا يزود أجسام الأطفال بالطاقة بل إنه يقلل من شعورهم بالإعياء عن طريق إيقاظ الدماغ، الأمر الذي يحفز الأطفال على ارتكاب تصرفات خطيرة.
5- ليس هناك من توصية من قبل الخبراء بخصوص كمية الكافيين التي ينصح للأطفال بالحصول عليها، وذلك لأن الأطفال يجب أن يتوقفوا عن تناول المشروبات والأطعمة التي تحتوي على الكافيين بشكل كلي.
6- يؤدي الكافيين إلى الإصابة بالأرق ورغم من أن الأطفال يتناولون المشروبات التي تحتوي على الكافيين ظنا منهم أن هذه المشروبات تزودهم بالطاقة وتحسن أدائهم المدرسي، إلا أن الكافيين يجعل أدائهم المدرسي أسوأ لأنه يسبب لهم الإعياء.
كما أظهرت دراسة أن 90 في المئة من طلاب المدارس يحصلون على أقل من 8 ساعات من النوم ليليا، وذلك بسبب تناولهم للمشروبات التي تحتوي على الكافيين.
7- من الممكن أن يؤدي تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين إلى التعرض للوفاة أو الإصابة بالأمراض المختلفة.
ومن الجدير بالذكر هنا، هو أن عدد الأشخاص الذين اضطروا إلى الإقامة في المستشفى بسبب الحصول على نسبة عالية من الكافيين ارتفع بمعدل الضعف بين عامي 2007 و2011، كما سجلت منظمة الغذاء والدواء الفيدرالية 18 حالة وفاة بسبب تناول مشروبات الطاقة.
8- تستخدم حملات الدعاية لمنتجات الكافيين الكثير من الرسوم المتحركة للتسويق لهذه المنتجات، كما أنهم يصورون الأطفال الذين يتناولون منتجات الكافيين على أنهم أطفال ناجحون وأقوياء ونشيطون.
أما نسبة الكافيين الآمنة التي من الممكن للأطفال الحصول عليها، فمن المؤسف أنه ليس هناك من قوانين تنظم عملية استخدام الكافيين في الأطعمة والمشروبات، إلا أن الحصول على 100 ميلليغرام من الكافيين في اليوم لا يؤثر تأثيرا كبيرا على صحة الأطفال، إلا أن ذلك يعتمد على حجم ووزن طفلك في حين ينصح للبالغين بالحصول على 150 إلى 200 ميلليغرام من الكافيين فقط يوميا.