محمد مصطفى شحادة يكتب: قطعة من روحي
تسمع صوتا دافئا طفوليا يندهها، تستنجد بأنفاسها ليتدفق منبع الحنين من ضفافها، فتتبعثر مشاعر الحب من طياتها .. تلتفت لترى صورته المعلقة على الحائط منذ أعوام، تراه يبتسم، فتتوقد مشاعر الأمومة وتتفجر، فتتسرب من بين جفونها دموع ساخنة تحمل معها وجع أم على ابنها الفقيد ...
بعد النظر الى لوحته التي يحيطها خيط أسود ووردة هشة، تصعق بلمسة يد منه فتلتفت.. لتراه يمسك يدها هو !! يحمل زهرة مقطوفة في عيد ميلادها، لا ربما ضريح روحها التي سكنت روحه أرسلته لذكرى يومها المنهوك، بحيث اغتصبت روحه وهتكت، لتتبخر فتتجمع تنهداتها في سحاب السماء فتهطل أمطار حارقة على أزهار دارها، يمسكها ويعانق روحها فتتألم وترفع يداها لتتلمس أرجاءه لكي لا تغيب عن مخيلتها، وتعانقه مرة أخرى ليختفي ويذهب ...
يحمل في يده كتابا ويرتدي القبعه السوداء ويذهب نحوها ليودعها، يقف أمامها ويصمت فتلتفت اليه وتصمت .. وفجأة .. ترفع يداها وتشده الى صدرها بقوة لتخترق مشاعرها كل الحواجز ولا تلتفت لأحد غيره، ودموعها التي استوطنت ملابسه وقبلاتها التي انرسمت في كل قطعه من جسده، ليرجع الى الوراء ويرفع يده، فتلتقط نفسها بعمق، فيدير ظهره لها ويحمل حقيبته ويذهب ... وبعدها يجوب بها الخيال ويقذفها الى دنيا أخرى، الى التشرد والتمزق والإنحناء والضياع، فيرسم الأمل صورتها في تلك اللحظة، صورة الأسود الذي يرتدونه، الذي يصرخ منهم والذي يشهج والذي يتألم، لنراها في الوسط جالسة ساكنة تنظر الى تابوته الزهري المورد، قتبتسم له ليحمله الناس ويذهب ...
موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع علي العنوان: alarab@alarab.net