معارضو مرسي:
الرئيس لم يف بوعوده الإقتصادية ولم يصبح رئيسا لكل المصريين كما تعهد
مؤيدو مرسي:
معارضيه لا يحترمون الديمقراطية التي منحت مصر أول رئيس منتخب في إنتخابات حرة
تقارير:
إطلاق أعيرة نارية قرب السجن العمومي في بورسعيد
تسعة أشخاص لقوا حتفهم في أعمال عنف أمس الجمعة معظمهم في مدينة السويس الساحلية حيث انتشرت بعض قوات الجيش أيضا
شاهد عيان:
بعض الرجال اقتحموا مركزا للشرطة في بورسعيد حيث أشعل محتجون النار في إطارات السيارات بالشوارع لتنبعث منها أعمدة من الدخان الأسود في الهواء
خرج الآلاف إلى الشوارع في القاهرة والاسكندرية وبعض المدن الأخرى أمس الجمعة احتجاجا على ما يصفونه باستبداد حكم مرسي
قال التلفزيون المصري السبت إن 25 شخصا لقوا حتفهم في اشتباكات شهدتها مدينة بورسعيد الساحلية عقب صدور قرار محكمة بإحالة أوراق 21 متهما في قضية أحداث استاد بور سعيد التي قتل فيها أكثر من 70 مشجعا العام الماضي إلى المفتي تمهيدا للحكم بإعدامهم وسط موجة إضطرابات دامية تشكل تحديا للحكام الإسلاميين الجدد في البلاد. وقال التلفزيون نقلا عن وزارة الصحة إن أكثر من 200 شخص أصيبوا في الاشتباكات.
وانتشرت ناقلات جند مدرعة للجيش والشرطة العسكرية في شوارع بور سعيد بعد اندلاع أعمال عنف في المدينة الساحلية اليوم. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية عن قيادي عسكري قوله إن الجيش أرسل قوات إلى هناك "للعمل على تحقيق الهدوء والاستقرار في مدينة بورسعيد وحماية المنشآت العامة."
31 قتيلا خلال يومين
وإرتفع عدد القتلى الذين وردت تقارير بسقوطهم على مدار يومين من العنف إلى 31 قتيلا. وأصيب المئات بجروح في اشتباكات أمطرت فيها قوات الشرطة المحتجين بقنابل الغاز المسيل للدموع بينما رشقها المتظاهرون بالحجارة والقنابل الحارقة. وتعرقل الانقسامات جهود مرسي المنتخب في يونيو حزيران الرامية الي إنعاش اقتصاد يمر بأزمة وكبح تهاوي الجنيه المصري. ويلقي الاستقطاب وغياب الأمن في مصر بظلالهما على الانتخابات البرلمانية المتوقع أن تبدأ في أبريل نيسان المقبل. ويقول معارضو مرسي إن الرئيس لم يف بوعوده الإقتصادية ولم يصبح رئيسا لكل المصريين كما تعهد. ويقول مؤيدوه إن معارضيه لا يحترمون الديمقراطية التي منحت مصر أول رئيس منتخب في إنتخابات حرة.
مصرع تسعة أشخاص
وذكرت تقارير أن تسعة أشخاص لقوا حتفهم في أعمال عنف أمس الجمعة معظمهم في مدينة السويس الساحلية حيث انتشرت بعض قوات الجيش أيضا. وإنخرط أقارب قتلى مباراة بورسعيد في البكاء والصياح في قاعة المحكمة التي عقدت جلساتها في أكاديمية الأمن بشرق القاهرة قبل النطق بالحكم ورددوا هتافات تقول "أم شهيد قالتها خلاص.. القصاص القصاص" و"الداخلية بلطجية" و"يا نجيب حقهم يا نموت زيهم".
فرحة عارمة
لكن فرحة عارمة عمت القاعة في بداية النطق بالحكم بعد أن تبين أن متهمين سيعاقبون بالإعدام. وخضع 73 شخصا للمحاكمة في القضية. وينتظر 52 آخرون الحكم في جلسة النطق بالحكم النهائي التي حددتها المحكمة في التاسع من مارس آذار. وصاح قريب لأحد ضحايا أحداث بورسعيد في المحكمة قائلا "الله أكبر". وبدأ بعض المشجعين أيضا في الهتاف والتهليل أمام مقر النادي الأهلي بالقاهرة. وكان مشجعون هددوا بأعمال عنف جديدة مالم تصدر احكام بالإعدام. غير أن بعض السكان في بورسعيد خرجوا إلى الشوارع في هياج وغضب بسبب إدانة عدد من أبناء مدينتهم. وأفادت تقارير بإطلاق أعيرة نارية قرب السجن العمومي في بورسعيد. وقالت مصادر أمنية إن هناك رجلي شرطة على الأقل بين قتلى بورسعيد الذين سقطوا اليوم. وذكر شاهد عيان أن بعض الرجال اقتحموا مركزا للشرطة في بورسعيد حيث أشعل محتجون النار في إطارات السيارات بالشوارع لتنبعث منها أعمدة من الدخان الأسود في الهواء. وخرج الآلاف إلى الشوارع في القاهرة والاسكندرية وبعض المدن الأخرى أمس الجمعة احتجاجا على ما يصفونه باستبداد حكم مرسي.
أعمال عنف وحرية
وقال محمد سليمان (22 عاما) في ميدان التحرير مهد انتفاضة عام 2011 التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك "نريد تغيير الرئيس والحكومة. تعبنا من هذا النظام. لم يتغير شيء". وفي مكان قريب كان شباب يرشقون الشرطة بالحجارة في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت. وقال أحمد سلامة (28 عاما) أحد المحتجين المعتصمين مع عشرات آخرين في التحرير "ستستمر الاحتجاجات حتى نحقق جميع مطالب الثورة - عيش (خبز) وحرية وعدالة اجتماعية". وفي بيان بخصوص أعمال العنف التي وقعت أمس الجمعة قال مرسي إن الدولة لن تتوانى عن ملاحقة المجرمين وتقديمهم للعدالة. ودعا المصريين إلى احترام مباديء الثورة بالتعبير عن الرأي بطرق سلمية. ومما زاد من هذه الاضطرابات قرار مرسي الإسراع بإقرار دستور يرفضه معارضوه. وقال مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن هذا العنف يعكس خيبة أمل الكثير من المصريين. وأضاف أن حالة الاستقطاب بين الإسلاميين وغيرهم ستستمر على الأرجح وسيكون لها تأثير سلبي على الساحة السياسية والوضع الأمني والاقتصادي في البلاد. وساعدت ثورة مصر التي استلهمت الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي في اشتعال المزيد من الانتفاضات في العالم العربي مثلما حدث في ليبيا وسوريا. لكن شعور الهدف المشترك الذي جمع المصريين وقت الثورة تبدد وسط الانقسام المتزايد حول رسم المستقبل السياسي للبلاد وتحقيق أهداف ثورتها مما أشعل معارك في الشوارع الشهر الماضي سقط فيها قتلى ومصابون.