عشرات الشباب حاولوا تفكيك جدار أقيم بكتل أسمنتية وضعتها قوات الأمن، في نهاية شارع القصر العيني، بهدف تفكيك الجدار وفتح الطريق أمام الراغبين في الوصول إلى الميدان
الدكتور أحمد عمر - المتحدث الرسمي لوزارة الصحة صرح عن ارتفاع عدد المصابين إلى 8 مصابين نتيجة الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، مؤكداً على عدم وقوع حالات وفاة
حذِّر مراقبون من أن الأوضاع القائمة تشي باحتمال انحراف المظاهرات عن سلميتها، معتبرين أن تلك الأوضاع باتت أسوأ مما كانت عليه حينما سقط قتلى ومصابون في مظاهرات شهدتها مختلف أنحاء البلاد
القيادي البارز بالجبهة جورج إسحق:
25 يناير المقبل يوم فارق في تاريخ مصر وكل المواطنين متحفزين لاستعادة ثورتهم والتأكيد على استمراريتها حتى تحقيق مطالبها المتضمنة
الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية:
تظاهرات ذكرى الثورة لن تكون مجرّد نزهة يعود بعدها المتظاهرون إلى منازلهم بل سيكون يوم التظاهر يوم غضب شعبي
تجددت الجمعة المواجهات بين متظاهرين مصريين وقوات الشرطة بشارع القصر العيني، وسط القاهرة، وذلك بالتزامن مع توافد معارضون على ميدان التحرير تلبية لدعوة قوى المعارضة لاحتجاجات حاشدة، في الذكرى الثانية لـ"ثورة 25 يناير" التي أطاحت نظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك. وكانت قوات الشرطة المصرية استخدمت قبل ساعات الغازات المسيلة للدموع لتفريق متظاهرين بالقرب من ميدان التحرير، ما أسفر عن إصابة العشرات.
الإحباط الشعبي
وحاول عشرات الشباب تفكيك جدار أقيم بكتل أسمنتية وضعتها قوات الأمن، في نهاية شارع القصر العيني، بهدف تفكيك الجدار وفتح الطريق أمام الراغبين في الوصول إلى الميدان الذي شهد بداية الأحداث قبل عامين. وتهدف الاحتجاجات إلى التعبير عن "الإحباط الشعبي المتزايد إزاء فشل (الرئيس محمد) مرسي وحلفائه في جماعة الإخوان المسلمين في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي وحل المشاكل المعيشية للمواطنين والتقاعس عن تطهير القضاء والشرطة"، حسب المعارضة. وارتفعت مطالب بعض القوى المعارضة إلى "إسقاط النظام"، وارتفع الهتاف ذاته الذي بدأت به الاحتجاجات قبل عامين "الشعب يريد إسقاط النظام". وأطلقت القوى المعارضة الدعوات في القاهرة وباقي المحافظات للخروج في مسيرات سلمية للتنديد بـ"حكم الإخوان المسلمين" و"سعيهم إلى أخونة الدولة" حسب آراء بعضهم. ولم تفلح الكلمة التي ألقاها مرسي الخميس بمناسبة ذكرى المولد النبوي في تهدئة المعارضة، حيث جدد من خلالها الدعوة إلى الحوار الوطني، مضيفا: "مازلنا نتصدى للثورة المضادة التي تحاول تقويض الدولة برعاية النظام السابق لتعيق كل شيء".
مخاوف وتحذيرات
وسط مخاوف وتحذيرات من العنف، تشهد أرجاء متفرقة من مصر اليوم الجمعة، فعاليات متعددة في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وأجبرته على ترك الحكم بعد نحو ثلاثة عقود من إدارة شؤون البلاد.في هذا السياق، دعت جبهة الانقاذ الوطني التي تتكوّن من 16 حزباً، المصريين للاحتشاد بمختلف الميادين في الذكرى الثانية للثورة تحت شعار "استمرار الثورة والتصدّي لأخونة الدولة" معتبرة أنه بعد عامين من الثورة المجيدة "تراكمت أخطاء النظام الإخواني وقصوره وعجزه ما أدّى إلى تدهور الاقتصاد ومضاعفة معاناة الملايين، وانفلات الأمن الداخلي والقومي، وتراجع الحرّيات العامّة والخاصّة، وهو ما يدفع البلاد إلى هوة الدولة الفاشلة". ويرى مراقبون أن ما يُمكن اعتباره سخطاً عاماً وغضباً شعبياً يأتي من جانب مواطنين لا يعنيهم في المقام الأول خطر أخونة الدولة بقدر ما يمثِّل سوء الأوضاع الاقتصادية وعدم تحسن أوضاعهم المعيشية مبعث همهم الأول.ودعت جبهة الإنقاذ الوطني، في بيان أصدرته، المصريين للاحتشاد بمختلف الميادين في الذكرى الثانية للثورة تحت شعار "استمرار الثورة والتصدي لأخونة الدولة "، معتبرة "أنه بعد عامين من الثورة المجيدة، تراكمت أخطاء النظام الإخواني وقصوره وعجزه ما أدى إلى تدهور الاقتصاد ومضاعفة معاناة الملايين من أبناء شعبنا، وانفلات الأمن الداخلي والقومي، وتراجع الحريات العامة والخاصة، وهو ما يدفع البلاد إلى هوة الدولة الفاشلة".
استعادة الثورة
وقال القيادي البارز بالجبهة، جورج إسحق، "إن 25 يناير المقبل يوم فارق في تاريخ مصر، وكل المواطنين متحفزين لاستعادة ثورتهم والتأكيد على استمراريتها حتى تحقيق مطالبها المتضمنة في شعار (عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية .. كرامة إنسانية)، وإسقاط الدستور غير التوافقي الذي قسَّم البلاد". ورفض إسحق الحديث المتكرِّر بأن المشاركين في إحياء مناسبة الثورة سيعمدون إلى العنف، مؤكداً أن المواطنين الذين شهد العالم لهم بسلمية ثورتهم سيخرجون إلى الميادين للمطالبة باستكمالها وتحقيق مطالبها.
وتساءل عن أسباب العنف الذي وقع خلال الفترة الماضية غامزاً من قناة الأحداث الدامية التي وقعت بمحيط قصر الرئاسة الشهر الفائت وراح ضحيته نحو 10 أشخاص ومن ارتكب ذلك العنف؟. ويرى مراقبون أن ما يمكن اعتباره سخطاً عاماً وغضباً شعبياً يأتي من جانب مواطنين لا يعنيهم في المقام الأول "خطر أخونة الدولة" بقدر ما يمثِّل سوء الأوضاع الاقتصادية وعدم تحسن أوضاعهم المعيشية مبعث همهم الأول.
بناء إنجازات
وفي هذا السياق بدت جماعة الإخوان المسلمين رافضة لفكرة إحياء ذكرى الثورة من خلال التظاهر، مفضلة "أن تكون الذكرى مناسبة لبناء إنجازات تضاف إلى الوطن والمواطن من خلال حملة تشمل غالبية المحافظات تهدف إلى معاونة الدولة لإعادة تهيئة المدارس وتجديدها، وتوفير جزء من مستلزمات المستشفيات، إلى جانب وتخفيف العبئ عن كاهل المواطن بصور مختلفة". وتساءل الأمين المساعد للجنة القاهرة في حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين خالد حنفي، في تصريح مقتضب للوكالة، عن جدوى التظاهر، مشيراً إلى "أن الحزب يحتفل بذكرى الثورة بشكل بنّاء يفيد الوطن والمواطن". وأكد حنفي "أن من ينبغي أن يُسألوا عن سبب التظاهر بذكرى الثورة هم الداعون للتظاهر وليس أحد غيرهم".
إسقاط النظام السابق
وقال الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلوان، من جهته، في تصريح للوكالة، "إن تظاهرات ذكرى الثورة لن تكون مجرّد نزهة يعود بعدها المتظاهرون إلى منازلهم بل سيكون يوم التظاهر يوم غضب شعبي"، محذِّراً من أن قطاعات عريضة من المواطنين تشعر بالغضب "بسبب تدهور الأوضاع والمعيشية وغلاء الأسعار وانخفاض القوة الشرائية للجنية المصري فضلاً عن عدم تحقق مطالبه بعد إسقاط النظام السابق في الحرية والكرامة الإنسانية". وقال البلتاجي "نحن لا نطالبك بحلول سحرية فورية لكل المشكلات، التي هي محصلة فساد وخراب دام أكثر من 30 سنة، ولكن بعد 6 أشهر من تسلمك الأمانة.. مؤكد أن الصورة الآن صارت واضحة جلية أمام عينيك ومن حقنا أن نعرف حقائق الأوضاع وكيف تُعد لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية؟.. ومن حقنا أن تعرض علينا مشروعات الوطن الكبرى المنتظرة، من حقنا أن تعرض علينا خطتك وبرنامجك الفعلي بعد أن اتضحت الحقائق بين يديك".
مشروع الدستور الجديد
ويُحذِّر مراقبون من أن الأوضاع القائمة تشي باحتمال انحراف المظاهرات عن سلميتها، معتبرين أن تلك الأوضاع باتت أسوأ مما كانت عليه حينما سقط قتلى ومصابون في مظاهرات شهدتها مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على طرح مشروع الدستور الجديد للاستفتاء بعد مظاهرات واعتصامات مماثلة بمناسبة مرور 100 يوم من بداية فترة حكم الرئيس مرسي ومحاسبته على عدم تنفيذ وعود قطعها على نفسه بحل 5 مشكلات الأمن، والمرور، ورغيف الخبز، والقمامة، والطاقة. من جهة اخرى حذَّرت الجماعة الإسلامية في مصر، من مغبة أية محاولة لإسقاط الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي بالقوة.
مواجهة الفوضويين والعلمانيين
وقالت الجماعة، في بيان، "لقد ارتضينا حُكم الصناديق وأصوات المصريين التي اختارت الدكتور مرسي رئيساً لمصر، فإذا سقط الرئيس المنتخب بغير الطريق الوحيد المتاح والشرعي في عام الانتخابات في 2016 فلن يكون هناك حاكماً لمصر من بعده سوى بقوة السلاح وسيعلو صوت العنف فوق كل صوت". وأضافت أنه في حال إسقاط الرئيس المنتخب "سيتنحى الإخوان بسلميتهم المعهودة عن المشهد العام ليتدخل التيار الإسلامي الثوري في مواجهة الفوضويين والعلمانيين مباشرة. ووقتها يكون سلاح الاستشهاد أقل ما يمكن أن نقدمه في مواجهة الفجور الشيوعي العلماني والناصري التخريبي الحاقد على الإسلاميين ومشروعهم الإسلامي". وتابعت الجماعة في بيانها، "فلا تضطرونا أيها العلمانيون الفاشيون والليبراليين الكاذبين لأن نفعل ذلك ونحن عليه قادرون وإن كنا له كارهون".
إلقاء الحجارة
هذا وقد تواصلت الاشتباكات بين قوات الأمن المصرية والمتظاهرين في شارع قصر العيني بوسط القاهرة وذلك بعد أن قاموا بإنزال عدة كتل خرسانية من حاجز مُقام في بداية الشارع، وردت قوات الأمن بإطلاق قنابل مسيلة للدموع. وأصيب العشرات باختناقات جراء الإطلاق الكثيف لقنابل الغاز في الميدان، وتم نقل بعضهم إلى المستشفى الميداني بكنيسة قصر الدوبارة خلف مسجد عمر مكرم. كما إندلعت النيران بالكابلات الرئيسية و لوحة الكهرباء الرئيسية التي تغذي مجمع التحرير و تجرى الأن محاولات للسيطرة على الموقف. يأتي ذلك في تطور يتزامن مع دعوة قيادات المعارضة للمشاركة في مسيرات بذكرى ثورة 25 يناير الثانية اليوم الجمعة. ونقلت تقارير صحافية أن العشرات من شباب "ألتراس أهلاوي" قاموا مساء الخميس بتحطيم 4 سيارات تابعة لقوات الأمن المركزي، التي تقوم بتأمين دار القضاء العالي بشارع 26 يوليو.
وقاموا بإلقاء الحجارة على أفراد القوة المتواجدة أمام مبنى دار القضاء لتأمينه، وتدخل عدد من الأهالي وأصحاب المحلات لإبعاد المعتدين عن السيارات ومنعهم من محاولة إشعال النيران بها.
وقوع إصابات جراء الاشتباكات
هذا وأعلن الدكتور أحمد عمر، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، عن ارتفاع عدد المصابين إلى 8 مصابين مساء الخميس نتيجة الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، مؤكداً على عدم وقوع حالات وفاة. ونقلت صحيفة "اليوم السابع" عن عمر قوله أن المصابين من بينهم 4 من قوات الشرطة و الباقون من المدنيين. وأشار إلى أنه تم نقل مصاب إلى مستشفى المنيل الجامعى، حيث إنه مازال يتلقى العلاج حتى تتحسن حالته، ونقل 7 آخرين إلى مستشفى المنيرة العام وخرجوا جميعا بعد تحسن حالتهم. وأعلن حزب "التجمع الوطني التقدمي الوحدوي" عن إقامة مستشفى ميداني بمقر الحزب الموجود بميدان طلعت حرب على بعد مئات الأمتار من ميدان التحرير مساء الخميس في ظل الاشتباكات الدائرة في الميدان. ودعا الحزب عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الأطباء والصيادلة الراغبين في التطوع إلى التوجه إلى مقر الحزب اليوم للتشاور حول الترتيبات اللازمة.
اقتحام ميناء بورسعيد
في الوقت ذاته، اقتحم المئات من أعضاء رابطة مشجعي النادي المصري "جرين إيجلز" الخميس باب السياحة بميناء بورسعيد المجاور لقاعدة تمثال ديليسبس بمدخل قناة السويس، وأطلقوا الشماريخ والألعاب النارية، وسط هتافات وأغان تطالب بما سموه "الحكم العادل في قضية مذبحة استاد بورسعيد". وبحسب ما ذكرت صحيفة "المصري اليوم"، استمرت المسيرة داخل الميناء، لمدة نصف ساعة، وانتشر المتجمهرون، بطول الرصيف السياحي، ثم خرجوا من الباب رقم 1 للميناء. ونقلت الصحيفة عن أحد قيادات الرابطة قوله: "هذه مجرد بروفة، ورسالة بأننا يمكننا اقتحام الميناء وتعطيل قناة السويس، المجرى الملاحي الأهم في العالم، وليس فقط مترو الأنفاق، وهدفنا واضح هو صدور حكم عادل في القضية"، في إشارة إلى احتجاجات "ألتراس أهلاوي" بالقاهرة. تأتي تلك الاحتجاجات في رد الفعل لما قام به أعضاء "ألتراس أهلاوي" الأربعاء، حيث حاصروا مقر البورصة بوسط القاهرة، وعطلوا حركة مترو الأنفاق، وأوقفوا حركة المرور بكوبري 6 أكتوبر، للمطالبة بالقصاص العادل لضحايا مجزرة بورسعيد.
اعلان الاستقلال
هذا ووجه "ألتراس المصري" و"سوبر جرين" و"مصراوي" و"إيجلز"، رسالة من أحفاد 56 إلى الأجداد والآباء والأمهات وأطفال وشباب وشيوخ وقساوسة بورسعيد، للتكاتف معاً من أجل إظهار الحقيقة الغائبة. وأكد "ألتراس" في بيانه "أنهم لن يقبلوا أن يكونوا كبش فداء مهما كان الثمن"، لافتين إلى أن أحفاد 56 لا يستهان بهم والعالم كله يشهد أنهم ضحوا من أجل مصر وشعبها وسنضحي من أجلهم حتى الموت وسنعلن الاستقلال عن مصر عقب الانتهاء من صلاة الجمعة".