العاهل الأردني عبر عن خشيته من احتمال تقويض التعددية في الأردن عندما تفوز جماعة ما في الانتخابات وتذهب إلى حد التغول على المشهد السياسي
أكد الملك أن التعديلات التي طرأت على الدستور أخيراً "لن تكون الجرعة النهائية" من التعديلات المطلوبة في إشارة بدت واضحة إلى إمكان إجراء تعديلات جديدة قد تمس صلاحيات القصر
رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور :
الحكومة ستقدم استقالتها إلى العاهل الأردني في اليوم التالي لإجراء الانتخابات
الملك سيتخلى قريباً عن بعض صلاحياته على أرض الواقع، كتعيين رئيس الوزراء مع الحفاظ عليها في نصوص الدستور
يعيش الأردن حراكا سياسيا وشعبيا ملحوظا عشية الانتخابات النيابية، وعلى كل المستويات من أعلى هرم السلطة وحتى أسفل الشارع. وفي أحدث هذه التحركات أكد العاهل الأردني عبدالله الثاني خلال لقاء داخلي جمعه بعدد من الشخصيات السياسية البارزة، سعيه إلى بناء "ملكية جديدة" تعبر عن التغيرات التي يجب أن تطرأ على نظام الحكم في الأردن، حسب صحيفة الحياة اللندنية.
الملك عبدالله الثاني
وكان الملك أعلنها صريحة قبيل اللقاء بساعات قائلا "الملكية التي سيرثها ولدي لن تكون الملكية التي ورثتها عن أبي"، لافتاً إلى ضرورة الوصول إلى حكومات برلمانية تكرس مبدأ الفصل بين السلطات، وبرلمان يضم معارضة تقوم بدور حكومة الظل.
إجراء تعديلات جديدة
وخلال اللقاء الذي حضرته شخصيات عشائرية، أكد الملك أن التعديلات التي طرأت على الدستور أخيراً "لن تكون الجرعة النهائية" من التعديلات المطلوبة، في إشارة بدت واضحة إلى إمكان إجراء تعديلات جديدة قد تمس صلاحيات القصر، خصوصاً في آلية اختيار الحكومات. لكن العاهل الأردني الذي كان حذر قبل يومين من حلول دكتاتوريات دينية مكان الدكتاتوريات العلمانية في دول الربيع العربي، في إشارة صريحة إلى حكم "الإخوان المسلمين"، عبر خلال لقاءات مماثلة مع شخصيات بارزة وأخرى قريبة من النظام، عن خشيته من احتمال تقويض التعددية في الأردن عندما تفوز جماعة ما في الانتخابات وتذهب إلى حد التغول على المشهد السياسي، خصوصاً في ظل غياب أحزاب وكيانات أردنية قوية ومنظمة.
التخلي عن الصلاحيات
في المقابل، كشف رئيس الوزراء عبدالله النسور خلال لقاء جمعه بعدد من الكتاب الأردنيين بمقر رئاسة الوزراء الثلاثاء، أن الحكومة ستقدم استقالتها إلى العاهل الأردني، في اليوم التالي لإجراء الانتخابات. وفي لقاء آخر جمعه بعدد من الكتاب والصحافيين وأحيطت بعض تفاصيله بهامش من السرية، كشف النسور إن "الملك سيتخلى قريباً عن بعض صلاحياته على أرض الواقع، كتعيين رئيس الوزراء، مع الحفاظ عليها في نصوص الدستور". ووصف المقاطعين بالقول: "المقاطعين فئة قليلة يطالبون بتعديلات دستورية تمس صلاحيات الملك، وهو أمر غير منطقي لكون الحكمة تؤكد ضرورة الإبقاء على هذه الصلاحيات".
انقسام داخلي
وبموازاة ذلك، عبر النسور عن خشيته من الوصول إلى حال "انقسام داخلي" لدى المجتمع الأردني، لكنه اعتبر أن الأنظمة العربية التي آلت إلى السقوط خلال الفترة الأخيرة "تختلف تماماً عن النظام الأردني الذي يتمتع بإجماع شعبي عريض". ورأى المسؤول الأردني الرفيع أن خيار التوجه إلى إحداث "ثورة" في البلاد، سيؤدي إلى "الإطاحة بكل شيء والقفز إلى المجهول".
العاهل الأردني وزوجته الملكة رانيا العبدالله