يعاني الكثير من هذا الجيل من عدم الدعم أو التوجيه الملائم من قبل المدرسة أو من قبل مؤسسة معينة لطلاب الذين اقتربوا من إنهاء المدرسة الثانوية. الأسئلة الشائعة والمهمة التي تلاحق الطالب فكريا: ماذا سوف أتعلم ؟؟؟ هل مفضل أكثر أن أعمل أولا وبعد ذالك ابدأ بالتعليم الجامعي؟؟؟ لماذا أضيع من حياتي سنة كاملة ؟؟؟ ما هو الملائم لي ؟؟ ما هي الحياة من بعد المدرسة وما هي الدنيا خارج اطار القرية والبيت ؟؟؟ والكثير من الإهتمامات والهواجس والخوف احيانا بانطلاق الى عالم الذي سميته "عالم النجاح".
المراهق الذي لم يتجاوز عمره 18 سنة لا يعرف ما هو اليوم تأثير الدين على الإنسان، على تصرفاته، على قرارته المستقبلية، دعم الأهل يكفي لكن بنسبة قليلة لأن هنالك من الأهالي الذين حتى الأن ليس بمقدورهم توجيه أبنهم بشكل مختص أكثر كونهم لم يعيشوا بنفس الظروف وبنفس التطورات الذي تحدث من الناحية العلمية الجامعية، والحياة بشكل عام.
كتابتي لهذا المقال البسيط من تدقيقي النظر بأن هنالك الكثير من الشباب والفتايات الذين تاهوا وراء ما يريده المجتمع أو الأهل أو للأسف بعدم معرفة ما يريد العقل وما تريده النفس، الكثير من الأهالي هم من يقررون ما هو مصير ابنهم او ابنتهم التعليمي خاصا، وهذا خطأ بحق الإنسانية حسب رأيي لأن الحق وكل الحق للشخص نفسه بتقرير مصيره وما يحب. تعزيز الثقة بالنفس أمر أساسي جدا. وهنالك من يكونون مشوشين في قرارتهم المستقبلية بحيث يبدؤن بمنطلق أن هذا هو الموضوع الأساسي لهم ويكتشفون بعد سنة أنه ليس الطريق أو الهدف الملائم الذي يريدونه، وتعتبر بالنسبة للإنسان الهادف نوع من الفشل أو فشل في اختيار وضعف شخصية، منهم من يترك كليا الموضوع الذي بدأه فيه ويبدأ من جديد بتعلم مجال آخر كليا وهكذا يكون الطالب خسر سنة كاملة من حياته هدرا وسلك نفس الطريق مرة ثانية.
كلما نضج الإنسان كلما اقترب من نفسه ومن ذاته أكثر، لكنه لا يعلم بأن كل سنة تعتبر سنة ذهبية له لأن ليس بمقدرونا إرجاع الزمن الى الوراء، يجب عليهم معرفة بأن الإنسان يجب عليه بكل سنة أن يجني ثمار نجاح معينة، ليست فقط علمية بل بأي مجال كان. يجب على المدارس اليوم تخصيص محاضرات مكثفة أكثر بالنسبة لهذا الموضوع لأن نسبة الجيل الضائع في هذا الوقت تزداد أكثر، مهما كان دعم الأهل كبير يجب علينا معرفة أن المجتمع اليوم له تأثير شاسع على عقل الإنسان أو المراهق، يجب أن تكون محاضرات عن تقوية الشخصية، توجيه كامل ما بعد المدرسة، محاضرة للأهل بانفراد وزرع فيهم ما هي الحياة اليوم وما هي التكنولوجيا التي توثر على الجيل وعلى نمو إبداعه الفكري، فهي تزيد من سبات العقل وعدم نضوجه والمزيد، كل هذه المحاضرات يستفيد الطلاب منها وتستطيع إرشادهم الى الطريق الصحيح خالي من العثرات. وبكل العلم بأن النجاح لا ينطبق فقط على الحياز على لقب أول او ثاني، النجاح أيضا نجاح النفس تربويا وفعليا من أجله ومن أجل المجتمع.
موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع علي العنوان: alarab@alarab.net