أَعْظمُ شَوْقٍ يَنْتابُ الإنسانَ المُعاصرَ هو الضَّحكُ .. نعم ، الضحك .. فَحِيالَ الأحزان الكثيفة ، والهُمومِ الضَّاغطةِ ، يَكْتشفُ الإنسانُ أنه قليلاً ما يضحكُ؛ لأنه نادراً ما يفرحُ؛ فأسْبابُ الفرح قَلَّتْ في حاضرِه، وانْدثرت في واقعه اليومي ...
ولكن ما الذي جعل الإنسان المعاصر يتوقُ إلى لحظات من الضحك ؟!
إنها أسباب كثيرةٌ ، ولعلَّ أقواها جميعاً : الشعورُ بالخوف الكبير ؛ الخوف من حوادث الأيام ، والخوف من المستقبل الغامض .!!
وانتشار الظلم ، وهو ليس ظلماً خفيفاً ، يدوم قليلا ويختفي ، ولكنه ظلمٌ ثقيلُ الوَطأة ، ومُتَّصلٌ في الزمن ، يقهر المظلومين ، ويُعذِّب الضحايا الأبرياء ، له قوة متعددة ، تتجلى في السلاح غير القانوني ، والمال ، والسلطة ، والنفوذ ... وتَفشِّي الأمراض المُسْتعصية ، التي تَقْضي على صحة أكثر الناس ، وتفتك بهم فتكاً سريعاً ، ولا يجدون لها علاجاً ميْسوراً ، إما لكونها غامضة ، لم يَصِلْ الطب إلى مصدرها وأسبابها الحقيقية بَعْدُ ، وإما لأنها باهظة التكاليف ، فلا تتيسر وسائل علاجها ، وأدويتها ، وعملياتها للجميع ... وطغيان المادة ؛ فهي تَمْلك من أدوات الإغراء ، وأساليب الغواية ، ما تَضْعُفُ أمامها كثيرٌ من النفوس ، وتضْطَرِبُ كثيرٌ من القلوب ، ويَرْكع تحت أقدامها رجالٌ ونساءٌ ، ما لهم سيطرة على عواطفهم وأحلامهم ... وطبيعة العمل والوظائف المختلفة ، فكثير من الناس يعملون أعمالاً غير مقتنعين بها ، غير راضين عنها ، وعن نتائجها . والملاحظ أن أغلبهم لا يتواجدون في أماكنهم المناسبة ، ويصنعون أموراً لا يحسنون صناعتها ؛ لأنها غير نابعة من قلوبهم وضمائرهم ، وإذا سألتهم : ما الذي يَضْطَرُّكم إلى هذا العناء والمَقْتِ ؟ أجابوك : لم نجد أحسن مما هو كائن !!
ثم الفشل في الحب ؛ لأن العواطف باتت مُغَلَّفةً بأوْراقِ الزيف ، وعبارات الكذب ، وعلامات النفاق . وسَيْطرت عليها الأهْواءُ المُتقلبة ، والمصالحُ المتضاربة ، والأنانيَّةُ المُتغلِّبةُ ؛ فانعدمت الثقة ، والاطمئنان ، وحَلَّت الدُّموعُ والحسراتُ مَحلَّ الغِبْطةِ والمَسرَّاتِ . فمِنْ أيِّ نَبْعٍ يتفجَّرُ الضحك ؟! يبقى الامل والايمان بأنك قادر على تغيير الظروف ، كن متفائلا ولا تستسلم ابداً مهما حاربتك الظروف وتحولت الناس الى وحوش !
وهذه هي بطاقة ايماني :
أؤمن كثيرا بأن الأقدار دومـاً بجانبنا ..
وبأن الله يحبنا ..
وبأن كٌل دمعـة نذرفها حٌزنا على ما آلت اليه احوالنا .. تختزُن هناك .. في السماء .. في أرصدة الفرح ..
وسيأتي ذلك اليوم الذي نؤتى فيه كٌل ذلك الفرح المدخر ..
فقط .. لأن الله يحبنا ....ستتبخر الآلام والأحزان ..وستشرق شمس الفرح والسعادة
نعم يا رب .....عليك توكلنا وبك وثقنا ولن نثق بغيرك .......
آمالنا بين يديك ..وهذا حالنا لا يخفى عليك .....توكلنا عليك في كل أحوالنا فرسمت لنا أقدارنا ..وما زلنا متوكلين ..مستبشرين بفرحة من عندك وبمطر يغسل قلوبنا
موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع علي العنوان: alarab@alarab.net