صحيفة "ذي اندبندنت" في تقريرها :
كبار المسؤولون والمحللون الفلسطينيون قالوا أن الانتقال لم يكن ضرورياً وأن اقامة بلير في المنطقة يجب أن تختصر
ليس لدى الرباعية اي شيء يستحق الذكر يمكنها أن تعرضه كحصيلة لالتزامها بعملية السلام على مدى عقد من الزمن
الاسرائيليون والفلسطينيون ليسوا اقرب الى حل الصراع وفي الحالات القليلة التي تمت فيها مفاوضات سياسية كان دور الرباعية لا يزيد عن دور متفرج
بدلاً من القيام بمحاولة اخرى عبثية لـ"اعادة تنشيط" الرباعية يجب على الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا السماح للآلية الموجودة حالياً بالاختفاء بهدوء في الليل
محمد اشتية- مساعد للرئيس الفلسطيني محمود عباس:
الرباعية عديمة الجدوى وحاجتها المستمرة للتوصل الى تفاهم داخلي بين اعضائها المتصارعين جعلها غير فعالة
بيانات الرباعية لا تعني شيئاً في الواقع لانها تكون مليئة بما يسمونه الغموض البناء الذي لا يأخذنا في الواقع الى اي مكان
قال مسؤولون فلسطينيون أن "توني بلير يجب الا يعتبر الامر شخصياً، ولكنه يجب أن يجمع الاوراق من مكتبه في مقر ممثل الرباعية الدولية في القدس ويعود الى بلاده". ويقولون أن عمله، كالجسم الذي يمثله، "عديم الجدوى، عديم الجدوى، عديم الجدوى" وفقا لما أوردته صحيفة ذي اندبندنت في تقرير لها .
الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتوني بلير
وجاء في التقرير أيضا : " صار بلير ممثل الرباعية الدولية في الشرق الاوسط – التي تضم الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وروسيا- بعد اسابيع قليلة على مغادرته مقر رئاسة الحكومة البريطانية. وفي الاسبوع الماضي زار المنطقة لما قال أنه المرة الـ90 منذ تعيينه في حزيران (يونيو) 2007. وهو يمضي اسبوعاً كل شهر في القدس او يتجول في انحاء الكرة الارضية نيابة عن اللجنة الرباعية. ويمول مكتبه اعضاء اللجنة الرباعية وحراسته معارة من سكوتلاند يارد لكنه لا يتقاضى اي مرتب مباشر. وبعد اربع سنوات كان يستأجر خلالها 15 غرفة في فندق "اميركان كولوني" لموظفيه الدائمين، ضرب بلير جذوراً اكثر ديمومة في 2011 باستئجار الطابق العلوي في مبنى مكتب حديث في حي الشيخ جراح في القدس".
بلير عديم الجدوى
ولكن كبار المسؤولين والمحللين الفلسطينيين قالوا للـ"اندبندنت" أن الانتقال لم يكن ضرورياً – وأن اقامته في المنطقة يجب أن تختصر. وقال محمد اشتية، وهو مساعد للرئيس الفلسطيني محمود عباس الاسبوع الماضي: "الرباعية عديمة الجدوى، عديمة الجدوى، عديمة الجدوى". وأوحى بأن حاجتها المستمرة للتوصل الى تفاهم داخلي بين اعضائها المتصارعين جعلها غير فعالة. وقال اشتية الذي كان قد عقد للتو اجتماعاً مع بلير: "دائماً بيانات الرباعية لا تعني شيئاً في الواقع لانها تكون مليئة بما يسمونه الغموض البناء الذي لا يأخذنا في الواقع الى اي مكان". واضاف: "انك بحاجة الى وسيط يكون مستعداً للالتزام وان يقول للطرف الذي يدمر عملية السلام: انت المسؤول". والسيد اشتية ليس وحده في ذلك. ففي شباط (فبراير)، اعلن مركز سابان لسياسة الشرق الاوسط في معهد بروكنغز ذلك الجسم ميتاً في تقرير ذي عنوان صريح هو "رباعية الشرق الاوسط: تشريح بعد الوفاة".
اعادة تنشيط" الرباعية
وقال التقرير: "ليس لدى الرباعية اي شيء يستحق الذكر يمكنها أن تعرضه كحصيلة لالتزامها بعملية السلام على مدى عقد من الزمن. فالاسرائيليون والفلسطينيون ليسوا اقرب الى حل الصراع، وفي الحالات القليلة التي تمت فيها مفاوضات سياسية، كان دور الرباعية لا يزيد عن دور متفرج". ويضيف: "بعد أن قضت معظم السنوات الثلاث الماضية في حلة تشبه الشلل، وبعد ان اخفقت في ثني الفلسطينيين عن السعي الى عضوية الامم المتحدة والاعتراف بهم في 2011، بلغت الرباعية في نهاية الامر حدود فائدتها". واختتم التقرير بالقول: "أن الآلية الحالية اقدم عهداً مما ينبغي، ومعطلة، وفاقدة المصداقية اكثر مما يسمح باعادة تشكيلها. وبدلاً من القيام بمحاولة اخرى عبثية لـ"اعادة تنشيط" الرباعية، يجب على الولايات المتحدة، والاتحاد الاوروبي، والامم المتحدة وروسيا السماح للآلية الموجودة حالياً بالاختفاء بهدوء في الليل".
خيبة أمل
نادراً ما يسافر بلير الى غزة، متذرعاً بأسباب امنية. وتدعي الرباعية في موقعها على الانترنت عدداً من المنجزات في الضفة الغربية، بما فيها ازالة حواجز للجيش الاسرائيلي ومرافق احدث للتصدير. وقال مسؤولون فلسطينيون واسرائيليون للـ"اندبندنت" أنه يبدو أن الرباعية تدعي لنفسها ما انجزه آخرون بعملهم. قال غسان الخطيب، نائب رئيس جامعة بير زيت قرب رام الله وهو وزير سابق في حكومة السلطة الفلسطينية: "اعتقد عموماً أن الفلسطينيين خاب املهم باداء الرباعية. لا استطيع ان اتذكر اي شيء جدي نجحت الرباعية في مساعدتنا به". وقال الدكتور الخطيب: "في بعض الاحيان يتكلم توني بلير عن ازالة حواجز تفتيش، ولكني اعتقد ان اسرائيل كانت ستزيل تلك الحواجز سواء بواسطة الرباعية او من دونها". واضاف ان بيانات الرباعية عن مساعدة الاقتصاد الفلسطيني فارغة شأنها شأن انجازاتها السياسية، لكنه شدد على ان موقفه ليس شخصياً، وقال: "لا صلة لذلك بتوني بلير...اعتقد ان الرباعية هي التي فشلت في تحقيق انجاز". ولم يستجب مكتب بلير في القدس لطلب بتقديم تعقيب".