مؤسسة الاقصى:
قرية قالونيا واحدة من القرى التي تجرعت كأس النكبة والتهجير حيث تم مسح بيوتها عن بكرة أبيها على يد العصابات الصهيونية عام 48
الأهالي يعتبرونها بمثابة الرمز الحي الذي ما زال يربطهم فيها فيقومون بين الحين والآخر بزيارة موتاهم والتجوّل في أرجاء مقبرتهم التي غطّتها الأشجار الكثيفة لتخفي معالمها
للقرية المهجرة دور استراتيجي في مقارعة الانتداب البريطاني ومن ثم العصابات الصهيونية حيث كانت تعتبر مركزاً ومعقلاً هاماً للثوار الذين كان من أبرزهم الحاج أمين الحسيني
محاولات التهجير الممنهجة التي مارستها ولا تزال المؤسسة الإسرائيلية بحق القرى والبلدات العربية لن تمنع عزيمة أحفاد من هُجّروا ليقولوا من رحم المأساة يولد الأمل
وصل الى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صادر عن مؤسسة الأقصى جاء فيه:" كثيرة هي القرى والبلدات الفلسطينية التي دمرتها آلة الحرب، والعصابات الصهيونية عام 48، وسوّت بيوتها في الأرض وقسّمت أهلها بين قتيل ولاجئ، وكثيرة هي الآثار التي أبت أن تختفي لتظلّ شاهدة على ظلم المحتل وجبروته، وترسم معها أبشع الصور والمشاهد التي مارسها آنذاك بحق شعب كان آمنا في أرضه، مطمئن فيها، يأتيه رزقه رغداً من كل مكان ، حتى جاءت عصابات الاحتلال فأهلكت الحرث والنسل وسلبت منه الأمن والاطمئنان، ولم تقتصر مشاهد القتل والتدمير على قرية دون أخرى، بل طالت كل حجر و بيت من الشمال وحتى الجنوب، يوحي إلى إسلامية الأرض وفلسطينية الإنسان، فدّكه الاحتلال دكّا، وجعله أثراً بعد عين، تاركاً خلفه جرحاً ما زال ينزف، وقصصاً تتناقلها الأجيال ويسطّرها التاريخ بلون الدمّ".
قرية قالونيا الفلسطينية
وأضاف البيان:" تعتبر قرية قالونيا واحدة من القرى التي تجرعت كأس النكبة والتهجير، حيث تم مسح بيوتها عن بكرة أبيها على يد العصابات الصهيونية عام 48، وقتل أهلها وتهجير من نجا منهم على أمل ان يعود إليها بعد يوم او يومين، غير أن هذه الأيام قد طالت وتحولت إلى سنين، وكان عدد سكان قالونيا التي تبعد عن القدس مسافة 7 كيلومترات، يوم ان اقتحمتها العصابات الصهيونية أكثر من ألف نسمة، كما تقع القرية على طريق يافا- القدس، وتبعد بضع كيلومترات عن قرية أبو غوش وغيرها".
معالم دمرها الاحتلال
وتابع البيان:" تضم القرية معالم عديدة، من أبرزها مسجد الشيخ حمد الذي كان يعتلي قمة القرية، غير انه هدم في المرحلة الأولى لاحتلالها، وتضم أيضا مقام الشيخ حسين، حيث ما زال قائماً إلى اليوم وهو عبارة عن مغارة حوّلها المستوطنون إلى اسطبل لماشيتهم، بالإضافة إلى مدرسة بنيت عام 1920 كانت تضم طلاباً من القرية وخارجها، وكان التدريس فيها حتى الصف الرابع، وفي عام 1943 تم تطوير المدرسة بحيث أصبح التدريس فيها حتى الصف الخامس، ومن أهم المعالم التي ما زالت شاهدة على عروبة القرية، مقبرتها التي تضم رفات أصحابها، حيث يعتبرها الأهالي بمثابة الرمز الحي الذي ما زال يربطهم فيها، فيقومون بين الحين والآخر بزيارة موتاهم والتجوّل في أرجاء مقبرتهم التي غطّتها الأشجار الكثيفة لتخفي معالمها" كما جاء في البيان
إعمار وتواصل
ونوهت مؤسسة الأقصى في بيانها انها:" مؤخراً ولأول مرة منذ النكبة بحملة تنظيف لمقبرة القرية، وذلك بالتعاون مع أهلها، حيث تم رشّ أرضيتها بالمبيدات وتقليم الأشجار فيها وترميم قبورها والتنقيب عن أخرى تم طمسها من قبل آلة البطش الإسرائيلية، وعلى الرغم من سلب الاحتلال حق الحياة من الآباء والأجداد في قالونيا، غير أنه لم يفلح في سلب حلم حق العودة من داخل أبنائها الذين بدأوا يرسمون طريقاً للعودة إلى قريتهم وبيوتهم من جديد، وذلك من خلال الزيارات المتكررة التي بدأت منذ ثلاث سنوات، إلى مقبرة القرية للوقوف على أطلالها والتأكيد على حقهم فيها، ويقول فراس صبّاح محام من أهالي قرية قالونيا:" معالم العودة بدأت تتشكل من جديد، الزيارات للقرية ومقبرتها هي بمثابة الخطوة الأولى على طريق العودة المنشود الذي يحلم فيه كل من تبقوا من أفراد القرية وسيتحقق ذلك قريبا بإذن الله"، وخلص فراس بالقول وهو يمسح غبار النكبة عن قبر جدّ له:" رباطنا العميق بالقرية يعزز في داخلنا الأمل بالعودة إليها، خصوصاً وأننا قمنا بزَفّتيْن لعريسين من أبناء القرية فيها، وهذا يشير إلى ربط حياتنا اليومية فيها بحُلوها ومرّها، وكما قمنا اليوم بتنظيف المقبرة فإننا سنعود غداً لترميم كافة بيوتنا وسنجعل قريتنا تنبض بالحياة من جديد".
قالونيا والثوّار
واختتمت مؤسسة الاقصى حسب البيان:" للقرية المهجرة دور استراتيجي في مقارعة الانتداب البريطاني ومن ثم العصابات الصهيونية، حيث كانت تعتبر مركزاً ومعقلاً هاماً للثوار الذين كان من أبرزهم الحاج أمين الحسيني، حيث رأوا فيها المكان المناسب لمهاجمة القوافل الصهيونية القادمة من يافا إلى القدس، والمحمّلة بالإمدادات العسكرية، كما أن عدة معارك وقعت فيها وكان من أبرزها معركة وقعت في منطقة تدعى عين جميل، وتقع ما بين أبو غوش، وقالونيا، وفي تلك المعركة أصيبت جولدا مئير التي كانت مسؤولة الملف السياسي في الحركة الصهيونية آنذاك، ومع محاولات التهجير الممنهجة التي مارستها ولا تزال المؤسسة الإسرائيلية بحق القرى والبلدات العربية، ومع محاولات التهجير الممنهجة التي مارستها ولا تزال المؤسسة الإسرائيلية بحق القرى والبلدات العربية ، وتبرز عزيمة عالية لدى أحفاد من هُجّروا قسرا ولسان حالهم ليقولوا من رحم المأساة يولد الأمل" الى هنا نص البيان.