يديعوت احرونوت:
ارتفاع عدد الإنذارات الاستخباراتية باحتمالات وقوع عمليات مسلحة وهبوط إصرار السلطة الفلسطينية على ملاحقة واعتقال نشطاء حماس في الضفة الغربية يؤكد أن إسرائيل ستواجه في المستقبل غير البعيد ميلاد بنية تحتية لحماس في الضفة
الشاباك:
الأسابيع القليلة الماضية شهدت هبوطاً ملحوظاً في أداء أجهزة الأمن الفلسطينية بالضفة الغربية ضد كوادر حماس وعلى ما يبدو تقلصت رغبة السلطة الفلسطينية في المساس بحماس
قالت دوائر سياسية في تل ابيب أن "نجاح الفلسطينيين في الحصول على مقعد دولة مراقب لدى الامم المتحدة، وما رافقه من جمود في العملية السياسية، وتزامن معه ايضاً عملية "عامود السحاب" العسكري في قطاع غزة، وتفاوض إسرائيل مع حماس في القاهرة، أعطت جميعها مؤشرات لاحتمالات اندلاع انتفاضة ثالثة ضد إسرائيل في الضفة الغربية". وفي تقرير مطول نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية حول تلك التحسبات، "قالت الدوائر الإسرائيلية أن ارتفاع عدد الإنذارات الاستخباراتية باحتمالات وقوع عمليات مسلحة، وهبوط إصرار السلطة الفلسطينية على ملاحقة واعتقال نشطاء حماس في الضفة الغربية، يؤكد أن إسرائيل ستواجه في المستقبل غير البعيد ميلاد بنية تحتية لحماس في الضفة، تنطلق من خلالها انتفاضة ثالثة تهدد امن إسرائيل".
وتشير معطيات جهاز الأمن العام الإسرائيلي الـ "شاباك" أن "الأسابيع القليلة الماضية شهدت هبوطاً ملحوظاً في أداء أجهزة الأمن الفلسطينية بالضفة الغربية ضد كوادر حماس، وعلى ما يبدو تقلصت رغبة السلطة الفلسطينية في المساس بحماس، وفي المقابل طرأ ارتفاع ملحوظ في عدد تحذيرات الأمن الإسرائيلي من اعتزام جهات معادية القيام بعمليات مسلحة ضد مدنيين أو جنود في الجيش الإسرائيلي". ووفقاً للمعطيات عينها، انطلقت بداية من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المنصرم من الضفة الغربية والقدس ما يقرب من 103 عملية استهدفت مدنيين إسرائيليين، ووضعت الدوائر الأمنية تلك العمليات على قائمة العمليات التي يستحيل إحباطها قبل وقوعها، على الرغم من ذلك قال مصدر عسكري إسرائيلي في حديث خاص لصحيفة يديعوت احرونوت: "نحن نصل في غضون ساعة لكل من يرشق السيارات على الطرق السريعة بالحجارة أو الزجاجات الحارقة، ولكن ذلك لا يعني وفقاً لتقديري أننا مقبلون على انتفاضة ثالثة، ولكي يكون الكلام أكثر وضوحاً، سنتمكن من اكتشاف حقيقة التقديرات بداية من شهر آذار (مارس) المقبل، إذ يتزامن مع هذا الشهر إحياء الفلسطينيين لذكرى النكبة والأسير والنكسة كما يسميها الفلسطينيين والعرب".
استراتيجية جز العشب
رغم التخوف الإسرائيلي من انتفاضة فلسطينية ثالثة، إلا أن تقارير تقدير الموقف الأمني والإستخباراتي تشير الى أن "الجيش وجهاز الأمن العام الإسرائيلي يسيطران بشكل تام على ما يجري في الضفة الغربية، انطلاقاً من استراتيجية "جز العشب" الأمنية، والتي تتركز في اعتقال نشطاء في الضفة الغربية كل ليلة، فخلال الشهور الأربعة الماضية فقط، اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي خمس خلايا مسلحة في قطاع رام الله"، بحسب تعبير الصحيفة العبرية، وقالت دوائر أمن إسرائيلية أن "تلك الخلايا كانت تخطط لإختطاف أحد جنود الجيش الإسرائيلي، إذ أن توقيت الشروع في عملية الإختطاف لم يكن مصادفة، وإنما تزامن مع اليوم السنوي لإطلاق سراح ما يربو على ألف سجين فلسطيني مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط". وخلال عمليات التعقب التي يجريها الجيش الإسرائيلي في رام الله تبين، بحسب دوائر أمنية إسرائيلية، أنه "على العكس من الماضي لم يعد يعتبر كوادر حماس بالمدينة خارجين على القانون، رغم أن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية كانت لا تسمح خلال الشهور القليلة الماضية لتلك الكوادر برفع علم حماس في أي منطقة بالضفة الغربية، إلا أن الوضع الراهن وفقاً لتقارير المراقبة الإسرائيلية، بات مسموحاً للحمساويين برفع أعلام حركتهم في شوارع الضفة الغربية".