الصحفي أحمد عزايزة في مقاله:
غزة اليوم بين يدي الله تستنجد رحمته أن يخفف معاناتهم وأن يتغمد شهدائها في جناته وان يسرّع فرجه فالله لا ينسى عباده الصابرين الصالحين
لا بد لنتانياهو البحث عن كرة رابح ينجيه من حبل المشنقة ويعيد ثقة الشعب اليه فإختار أن يعود الى النظرية القديمة المشهورة في الانتخابات "دم عربي يسيل اصواتا انتخابية يمينية بالجملة"
سرعان ما تبددت الآمال وانكسرت الاحلام وعاد الظلام يخيّم على الشوارع في غزة بعد قطع التيار الكهربائي مع اول ضربة عسكرية والازقة غرقت بدم الابرياء الذين لا ذنب لهم
في ظل اقتراب الانتخابات الاسرائيلية وبلورة التحالفات بين الاحزاب اليمينية، وعلى الرغم من التحالف العجيب بين الليكود بيتنا بين بيبي وليبرمان، وتوقع حصولهم على الصدارة من خلال الاستطلاعات، ما زال رئيس الحكومة الاسرائيلية الحالية بنيامين نتنياهو يخشى المفاجآات التي تحضرها الاحزاب اليسارية والتحالفات الخفية التي يحيكونها في الخفاء، خصوصا وانه يعلم جيدا أن الشعب الاسرائيلي لم يكن راضيا عن اداء حكومته طوال فترة الحكم الماضية، التي تميزت بإرتفاع الاسعار وضرب المستوى المعيشي للمواطن الاسرائيلي مرفقة بركود عسكري، اضافة الى كل هذه المعطيات يخيم على الشارع الاسرائيلي من البيت الابيض والرئيس المتجدد باراك اوباما بعد فوزه قبل ايام في الانتخابات الرئاسية خصوصا بعد تصريحات نتنياهو الداعمة لرومني المنافس الانتخابي لاوباما.
المطالبة باقتناص رؤوس زعماء حماس
وعلى اثر هذه المعطيات كان لا بد لنتنياهو البحث عن كرة رابح ينجيه من حبل المشنقة ويعيد ثقة الشعب اليه، فاختار أن يعود الى النظرية القديمة المشهورة في الانتخابات الاسرائيلية "دم عربي يسيل اصواتا انتخابية يمينية بالجملة"، وفي ظل استمرار الخلاف الفلسطيني المستمر وتصريحات محمود عباس المتخاذلة بشأن حق العودة وحقوق الشعب الفلسطيني خلال مقابلته على شاشة التلفاز الاسرائيلي واحتدام الخلاف بين عباس وحماس وبين حماس وسوريا "الاسد" وانشغال حكومة الاخوان في مصر بخلافاتها الداخلية وتنظيم بيتها، وجد نتنياهو الطريق معبدا من جديد لشن حرب جديدة على غزة وضربها من جديد من خلال ذريعة قذائف الصواريخ تطلق من قبل المقاومة الفلسطينية بإتجاه الجنوب الاسرائيلي (مع العلم ان اسرائيل عندما تقرر الضرب لا تحتاج ذريعة لتضرب) ومن هنا ارسل نتنياهو الامر لقواته البرية بأخذ كامل الاستعدادات على الحدود الجنوبية واصدر الامر لسلاح الجو ببدء عملية الضرب، لتقنص أولا بيتا للعزاء، وليتحول البيت الى خمسة بيوت عزاء، والحصيلة تصل الى خمسة شهداء وثلاثين جريحا، وما لبث بزوغ شمس الصباح حتى بدأنا نسمع تصريحات الوزراء مطالبة باقتناص رؤوس زعماء حماس وكتائب القسام، وهي تصريحات تحضيرية منذرة بتحضير العملية العسكرية البرية الشاملة في غزة.
فك الخناق عن غزة
كانت هنالك اجواء من التفاؤل الحذرة بعد زيارة امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة وزوجته الى قطاع غزة، ومن قبلها كان التفاؤل مع سقوط نظام حكم مبارك في مصر واعلان قوافل كسر الحصار عن نيتها التحرك من جديد نحو شواطئ غزة، لكن سرعان ما تبددت الآمال وانكسرت الاحلام وعاد الظلام يخيّم على الشوارع في غزة بعد قطع التيار الكهربائي مع اول ضربة عسكرية، والازقة غرقت بدم الابرياء الذين لا ذنب لهم ولا طموح سوى أن يروا لحظة تفاؤل وأمل وفرحة بإنكسار الحصار وفك الخناق عن غزة الجريحة المنهكة.
تجديد الهجمات
المجازر تسقط الأرواح من جديد، والعالم ينظر دون حراك، كيف لا اذا كان الاخوة في الداخل الفلسطيني قد وسعوا الخلاف وتخلوا عن بعضه من اجل مصالح شخصية، فلماذا سيهتم العالم بقضيتهم؟ اسرائيل اختارت يوم ذكرى استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات لتجديد الهجمات وكأنها تنذر برسالة للفلسطينين: يوم ذبحنا رئيسكم عدنا اليكم لنسطر لكم لقاءا معه في غياهب الموت.. اخواني بعيدا عن السياسة وصراعاتها، غزة اليوم بين يدي الله، تستنجد رحمته، فصلوا لله وادعوه ان يخفف معاناتهم وأن يتغمد شهدائها في جناته وان يسرّع فرجه، فالله لا ينسى عباده الصابرين الصالحين.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير علي العنوان: alarab@alarab.net