الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 04:01

الاّفات الاجتماعية الخطيرة/ بقلم: عزّت فرح

كل العرب
نُشر: 29/10/12 07:29,  حُتلن: 12:30

عزّت فرح في مقاله:

النفاق هو هدم من الداخل وهو انحراف خلقي خطير

من بين كل ثلاث نساء في العالم تتعرّض واحدة على الاقل للضرب أو الاكراه

التصدّي لبعض الاّفات الاجتماعية يعتبر من النوافل الاجتماعية التي تكون متروكة للمتطوع الفردي أو العام

سياسة تهذيب النفوس والسلوك والاخلاق لا تقل أهميّة عن الحياة السياسية والاقتصادية المعيشية والحياة الرياضية

قضيّة الاّفات الاجتماعية من القضايا المحرقة، يجب أن تكون هذه القضية ضمن اطار قومي ووطني من الدرجة الاولى، لأنها لا تقل أهميّة عن التنمية الاقتصادية. إنّ سياسة تهذيب النفوس والسلوك والاخلاق لا تقل أهميّة عن الحياة السياسية والاقتصادية المعيشية والحياة الرياضية. لاشك أن نهضة الشعوب تقوم على أسس العقول الواعية غير الخاملة والمغيّبة.

كيف نعرّف الاّفات الاجتماعية؟ 
هي ظاهرة مرضيّة بإمكاننا أن نتلمّس اّثارها السلبيّة وبإمكاننا أن نتتبع ما تجنيه على الفرد والمجتمع من سلبيات. يتفق العالم تقريبا على الاّثار السلبية للاّفات الاجتماعية، ولكن يختلف الناس من قطر الى اّخر ومن حضارة الى سواها في علاج هذه القضيّة الشائكة، واختلاف الشعوب والامم لتصوّر العلاج يعود الى:
1- بسبب جدّيّة تناول هذه القضيّة وعدم الجدّية في التعامل مع هذه الظواهر المرضية للاّفات الاجتماعية.
2- عدم وجود سياسة ثقافية خلقية عامة، إن التصدّي لبعض الاّفات الاجتماعية يعتبر من النوافل الاجتماعية التي تكون متروكة للمتطوع الفردي أو العام.
3- إن البعض يؤمنون أن القليل من مرض الاّفات الاجتماعية لا يضر- ويجب أن يكون الحل الامثل: عدم التعويل على الكثرة والقلة من هذا المرض فعلينا أن نقول بأن الحل يجب أن يكون الاجتناب وعدم التقرّب من هذه الاّفات.. بعض هذه الامراض متاّصلة في النفوس.

العنف ضد المرأة
أود في هذا السياق أن اعرض لاخطر ظاهرتين من مظاهر الاّفات الاجتماعيّة:
العنف ضد المرأة، والنفاق الاجتماعي. تعتبر ظاهرة العنف ضد المرأّة من أخطر الاّفات... هذه الظاهرة اصبحت متزايدة ومنتشرة على نطاق واسع ،واصبحت مهدّدة للبيئة الاجتماعية للاسرة والمجتمع. من بين كل ثلاث نساء في العالم تتعرّض واحدة على الاقل للضرب أو الاكراه.

الاسباب لذلك
1- عامل بيولوجي، إن الرجل بطبيعة تكوينه يميل اكثر الى استعمال العنف، هذا الامر لا يمنع من قلة من النساء تميل الى العنف ضد اولادهن وحتى ضد ازواجهن ويعتبر العلماء أن هذا ناتج من زيادة هرمون التستوسترون، ولكن في المقابل اثبت العلم عدم وجود ارتباط بين مستوى الهرمون عند الرجل وسلوك العنف.
2- السبب النفسي: هذا العنف يكمن في اسباب كامنة في شخصيّة الفرد وليست خارجة عنه. إن مرور الطفل في حياته بتجارب قاسية تولّد لديه في المستقبل سلوكيات عدوانية، وهنا جدير بالمعلمين والمعلمات أن يلاحظوا عنف بعض الاطفال والشباب في المدرسة يلقي الضوء على تربية التلميذ في بيته وعلى غلاقة الوالد بالزوجة من ناحية ثانية .
3- وهناك أسباب ثقافية واجتماعيّة تشكّل اساسا للفهم السوسيولوجي

ما هو العلاج من هذه الظاهرة؟
الرجوع الى القانون الالهي حيث ينظر الدين الى المرأة كإنسانة لها ما للرجل وهي مساوية له في كل الاحكام. إن التوعية الاجتماعية في المجتمع العام والمجتمع الانثوي، حيث أن المرأة يجب أن تعرف حقوقها وكيف تدافع عن هذه الحقوق، ويجب على المرأة أن توصل صوت ظلمها الى الملاّ والى الجهات القانونية بكافة وسائل الاعلام، وعدم التسامح والتهاون ولا السكوت عن سلب حقوقها.
تلعب وسائل الاعلام بكل أشكالها دورا مهما في نشر ثقافة إحترام المرأة التي هي نصف المجتمع وأحيانا تزيد. في البرامج التلفزيونية يجب مضاعفة الجهود من أجل حذف المشاهد التي توحي احيانا ولو بشكل غير مباشر الى ظاهرة العنف ضد المرأة. تشجيع مؤسسات تقوم على تعليم الازواج الجدد كيفية العيش الصحيح ومراعاة حقوق كل من الزوجة والزوج المتبادلة. قال احد الخلفاء( إن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة) وأن الاستهتار بالنساء حمق . كما ورد في زواج الكنيسة يترك الرجل اباه وامه ليكوّن مع زوجته جسدا واحدا .

اما الظاهرة الثانية فهي النفاق..
يكثر في أيامنا النفاق وعادة يكون النفاق للاغنياء والمقتدرين، لاصحاب الشأن والمركز وهو يختلف عن الاصول واللياقة أو ما يسمى (الاتيكيت). والنفاق في اللغة العربية هو :إظهار الإنسان غير ما يبطن وهي كلمة مأخوذة من النفق ذي الفتحتين، الذي تحفره الحيوانات كالأرانب فإذا هاجمها عدو ليفترسها خرجت من الفتحة المقابلة، وسمي المنافق بهذا الإسم لأنه يظهر بوجهين يظهر أحيانا حسب الموقف الذي يواجهه واحيانا لسبب اّخر. إن النفاق يسلب الانسان كل صفات الخير ويحرمه من فعل الخير وينتزع منه كل القيم الراقية والسامية. النفاق هو هدم من الداخل وهو انحراف خلقي خطير.

النفاق لغة العصر
ارض النفاق كتاب رائع للكاتب المصري المبدع يوسف السباعي كتبه عام 1949 يحكي قصة عطّار بيبع الاخلاق، يذهب الراوي لياّخذ منه خلقا خلقا فيصطدم بالناس فيما يفعلون من خطايا واكاذيب ثم يلقي بكيس او (شوال) من الاخلاق في نهر النيل فيصيب الناس منه بأعاجيب. وما كتبه السباعي قبل 63 عاما ما يزال يصح الى يومنا هذا. لقد اصبح النفاق لغة العصر، ربما ما يحزن الانسان انه لا يكتشف المنا فقين الّا في وقت متاّخّر، قال رسول العرب( اّية المنافق ثلاث: اذا حدّث كذب، واذا وعد اخلف، واذا اّؤتمن خان). يقول السباعي في ما يقول في ارض النفاق: "يا اهل النفاق تلك هي ارضكم وذلك هو غرسكم، ما فعلت سوى انني طفت بها وعرضت على سبيل العبثيّة بعض ما بها فإن رأيتموه قبيحا فلا تلوموني بل لوموا انفسكم".

حب الشهوات والخوف عليها من الضياع
أرى كما يرى كثيرون أن أهم اسباب النفاق: حب الشهوات والخوف عليها من الضياع، حب الجاه والرياسة والزعامة والخوف من ضياعها، في أيامنا هذه بعضهم اعطه ميكرفونا يبعك وطنه. إن الطمع في الغنائم وفي حظوظ الدنيا وحبها هو كذلك سبب مهم لكثرة النفاق.  كما أن ازدواج الشخصية هو سبب مهم من اسباب وجود النفاق. على سبيل المثال لا الحصر، لقد بداّت مواكب المنافقين قبل أن يجلس الرئيس المصري الجديد محمد مرسي على كرسيّه. تسابق المنافقون في تقديم فروض الولاء والطاعة قبل أن نرى منه شيئا. يقول الكاتب عاطف عبد الحميد: " نعيب على حكّامنا والعيب فينا، وما للوطن عيب سوانا، نحن لا نريد أن نتغيّر". لن اطيل عليكم صور النفاق اكثر من أن تحصى وحريّ ينا أن نبتعد عن هذه المساوئ: العنف ضد المرأة والنفاق الاجتماعي بكل صوره..

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.