يوسف شداد – رئيس تحرير موقع العرب في مقاله:
* الناخب الاسرائيلي سيقرر بصوته مصير اسرائيل في السنوات الخمس المقبلة فإما سيصوت تأييدا لتوجيه ضربة عسكرية لايران وبالتالي سينتخب نتنياهو أو أنه سيرجح كفة العدالة الاجتماعية وخفض غلاء المعيشة ومحاربة تفشي البطالة وحينها سينتخب كتلة اليسار – المركز
* فكرة وحدة الأحزاب العربية ستبقى خيالية ومن يتوقع انجازها فإنه كمن يتوقع تساقط الثلج في آب ففي أحلك الظروف لم تتوحد القوى السياسية لا بعد يوم الأرض الخالد في عام 1976 ولا بعد هبة أكتوبر 2000 فكيف تتصورون توحدها الآن؟!
* هل وحدة الأحزاب العربية ستضمن كل اصوات الناخبين العرب لحصد عدد مقاعد تاريخي في الكنيست ؟
* لو كنت نائبا في الكنيست لكنت قلقا من نسبة تصويت المواطنين العرب والتي شهدت في السنوات العشر الاخيرة انخفاضا ملحوظا إذ كان المؤشر الاخير لتصويت المواطنين العرب المتمثل ب 53% في انتخابات 2009 بمثابة صفعة مؤلمة للأحزاب العربية والتي تستمد شرعيتها من المواطنين
* اليست الأحزاب العربية قلقة من مقاطعة 47% من المواطنين العرب من أصحاب حق الاقتراع لانتخابات الكنيست في 2009 ما دامت هذه النسبة في ارتفاع مستمر؟ الا تظهر هذه النسبة انعدام الثقة بين الناخب العربي والأحزاب العربية ؟ الا تبين هذه النسبة ان 47% من المواطنين العرب لا يعولون على الأحزاب العربية ونوابها الناشطين في الساحة ؟
* أتفهم موقف المواطن العربي المقاطع ولا ألومه عندما يقول ويتساءل إنه حتى لو صوتنا للأحزاب العربية وأرسلنا نوابنا الى الكنيست ، كيف سنؤثر أمام ميول الشارع الاسرائيلي لليمين الايديولوجي المتمسك بالمستوطنات؟ وكيف سنؤثر أمام الذي أدخل عملية السلام الى ثلاجة بحرارة 40 تحت الصفر، والذي رفع سعر الخبز والحليب والأجبان والكهرباء والوقود الى سقف اسعار بمستوى جنوني ؟ هل فعلا بإمكاننا التأثير على سياسة اسرائيل في احلال السلام العادل ومنعها من خوض الحرب ؟.
* قضايا كثيرة عالجتها الاحزاب العربية وقوانين عديدة أنجزتها وكانت في مصلحة المواطن العربي ولا يمكن لأحد عدم الاعتراف أو اخفاء ذلك ولكنها أغفلت أهم القضايا وهي قضية نسبة التصويت المنخفضة في انتخابات الكنيست بدليل أنها لم تفتح حوارا جماهيريا مع هذه الفئات لتوسيع قاعدتها الشعبية
* على ضوء الحالة السائدة والتي تدل على اقتناع نصف المواطنين العرب من أصحاب حق الاقتراع بأن التغيير شبه مستحيل في هذه الانتخابات ستبقى نسبة المقاطعين معرضة لازديا آخر
فعلها نتنياهو وقدم موعد الانتخابات في خطوة اعتبرها المحللون السياسيون والبرلمانيون في اسرائيل ضربة استباقية لأولمرت وليفني ، لمنعهما من استغلال الوقت والاستعداد لخوض انتخابات الكنيست والتي كانت مقررة لشهر اكتوبر 2013، ليتم اجراؤها في شهر يناير من العام الجديد أي بعد الاعلان عن تبكير موعد الانتخابات بثلاثة أشهر من الآن. لن أخوض في أفق الناخب الاسرائيلي الذي سيقرر بيديه مصير اسرائيل في السنوات الخمس المقبلة. فإما سيصوت في انتخابات الكنيست المقبلة تأييدا لتوجيه ضربة عسكرية لايران وبالتالي سينتخب نتنياهو، أو أنه سيرجح كفة العدالة الاجتماعية وخفض غلاء المعيشة ومحاربة تفشي البطالة وفتح أسواق العمل وحل أزمة السكن حينها سينتخب كتلة اليسار – المركز. ولكن، ماذا عن المواطنين العرب؟.
القوانين العنصرية
كثيرة هي الدعوات لتوحيد الأحزاب العربية ، وهي دعوات مباركة في ظل استمرار سياسة العزل والقوانين العنصرية والتضييق على المدن والبلدات العربية، وتضاعف قوة اليمين الاسرائيلي وزيادة الضربات الاقتصادية التي أول من يتلقاها ويتأثر منها هو مجتمعنا العربي. وهنا أطرح محورين اساسيين: الأول وهو المتعلق بقدرة النواب العرب على الترفع عن النظرة الضيقة وتغليب اجندتهم الشخصية على الأجندة الانتخابية والسياسية والميدانية، ومصالحهم المتشعبة منها المبررة ومنها غير المبررة، والالتزام بالمصلحة السياسية للمجتمع العربي وللرؤيا الشاملة لمستقبل العرب في البلاد على المستويين السياسي والاجتماعي. ومن هنا تفرز نقطة بحث غاية في الأهمية تتمثل بسؤال، هل وحدة الأحزاب العربية ستضمن كل اصوات الناخبين العرب لحصد عدد مقاعد تاريخي في الكنيست ؟.
فكرة الوحدة ستبقى خيالية
من وجهة نظري فإن فكرة الوحدة ستبقى خيالية ومن يتوقع انجازها فإنه كمن يتوقع تساقط الثلوج في آب ، فالمحاولات السابقة لرفع مثل هذا المشروع السياسي والانتخابي باءت بالفشل، وانتهت بتبادل التهم والانتقادات والتهجمات. هل من جديد؟ اطلاقا. ففي أحلك الظروف لم تتوحد القوى السياسية العربية. لا بعد يوم الأرض الخالد في عام 1976 ولا بعد هبة أكتوبر 2000 فكيف تتصورون توحدها الآن بالرغم من أن معظم أجندتها متشابهة؟!
نسبة تصويت العرب
أما المحور الثاني فيتعلق بنسبة تصويت العرب في انتخابات الكنيست وتأثرها بمجرى الحياة السياسية في اسرائيل، وبالدعوات في المجتمع العربي لمقاطعتها والتي تلقى الكثير من الآذان الصاغية، وهنا أقول إنني لو كنت نائبا في الكنيست لكنت قلقا من نسبة تصويت المواطنين العرب والتي شهدت في السنوات العشر الاخيرة انخفاضا ملحوظا ، إذ كان المؤشر الاخير لتصويت المواطنين العرب المتمثل بنسبة 53% في انتخابات 2009 بمثابة صفعة مؤلمة للأحزاب العربية، والتي تستمد شرعيتها من المواطنين. وهنا تطفو على السطح اسئلة عديدة من أبرزها: اليست الأحزاب العربية قلقة من مقاطعة 47% (مقاطعة ولامبالاة وانعدام موقف) من المواطنين العرب من أصحاب حق الاقتراع لانتخابات الكنيست في 2009 ما دامت هذه النسبة في ارتفاع مستمر؟. الا تشير هذه النسبة الى انعدام الثقة بين الناخب العربي والأحزاب العربية ؟ الا تظهر هذه النسبة ان 47% من المواطنين العرب لا يعولون على الأحزاب العربية ونوابها الناشطين في الساحة المحلية والقطرية بغض النظر عن السبب الذي أدى الى عدم توجههم الى صناديق الاقتراع في يوم الانتخابات؟ هل قام حزب عربي بدراسة شاملة وميدانية لمعالجة هذه المقاطعة أو تقليصها بنسبة جيدة ؟ ألم تسأل الاحزاب العربية ما هي الوجهة السياسية لهذه النسبة المقاطعة من المواطنين العرب في السنوات المقبلة ؟.
المشاركة الديمقراطية
لست من دعاة مقاطعة الانتخابات اطلاقا لأنني أؤمن بضرورة المشاركة الديمقراطية في الحياة السياسية ومحاولة التأثير من خلال ممارسة حقنا الديمقراطي بالانتخاب حتى لو كان العمل البرلماني متفاوتا والتأثير من خلاله متغيرا وقليلا. ما من شك أن الكثيرين ممن شكلوا النسبة المقاطعة لانتخابات الكنيست في عام 2009 لهم اعتباراتهم المختلفة على مستوى الموقف من النواب العرب والأحزاب العربية ودولة اسرائيل وعلى مستوى العقيدة الفكرية والسياسية ، ولذلك كان الاجدر بالأحزاب العربية دراستها بعمق وفتح قنوات حوار مباشر معهم والوصول اليهم ميدانيا في محاولة لمنع ارتفاع متوقع في نسبة مقاطعي التصويت في انتخابات 2013.
موقف المواطن العربي
من موضع آخر، وعلى ضوء استطلاعات الرأي والتي تتوقع فوز نتنياهو برئاسة الحكومة ، أتفهم موقف المواطن العربي المقاطع ولا ألومه عندما يتساءل ويقول إنه حتى لو صوتنا للأحزاب العربية وأرسلنا نوابنا الى الكنيست، كيف سنؤثر أمام ميول الشارع الاسرائيلي لليمين الايديولوجي المتمسك بالمستوطنات؟ وكيف سنؤثر أمام الذي أدخل عملية السلام الى ثلاجة بحرارة 40 تحت الصفر، والذي رفع سعر الخبز والحليب والأجبان والكهرباء والوقود الى سقف اسعار بمستوى جنوني ؟ كيف سنؤثر كأحزاب عربية أمام مد اليمين الذي لا يتوقف ؟ هل فعلا بإمكاننا التأثير على سياسة اسرائيل في احلال السلام العادل ومنعها من خوض الحرب ؟. كلها أسئلة شرعية تفرض نفسها بقوة على الاحزاب العربية ومردودها عشية انتخابات 2013، وبالتالي أنا أفهم من أصابه اليأس لكن ذلك لا يعني أن نغيب أنفسنا سياسيا.
التغيير شبه مستحيل في هذه الانتخابات
قضايا كثيرة عالجتها الاحزاب العربية وقوانين عديدة أنجزتها وكانت تنصب في مصلحة المواطن العربي ولا يمكن لأحد عدم الاعتراف أو اخفاء ذلك مهما كان الجدل حول أداء الأحزاب العربية ومستوى اداء نوابها بكل ما يتعلق بالعمل البرلماني، ولكنها أغفلت أهم القضايا وهي نسبة التصويت المنخفضة في انتخابات الكنيست، بدليل أنها لم تخض في حوار جماهيري مع هذه الفئات لتوسيع قاعدتها الشعبية ، وعلى ضوء الحالة السائدة والتي تدل على اقتناع نصف المواطنين العرب من أصحاب حق الاقتراع بأن التغيير شبه مستحيل في الانتخابات المقبلة، ستبقى نسبة المقاطعين مرشحة للازدياد برأيي. أما من يهمه المحافظة على حقوقه كمواطن وحقه بوجود ممثلين له في البرلمان فحتما سيدلي بصوته.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net