افتتح المؤتمر بكلمة لرئيس الجامعة العربية الأمريكية الأستاذ الدكتور محمود أبو مويس والذي رحب بالحضور بإسم مجلسي إدارتها وأمنائها وتمنى للمؤتمر النجاح وتحقيق كامل أهدافه
تقدم الأستاذ الدكتور أبو مويس بالشكر والتقدير لكل المشاركين والقائمين على مشروع تطوير تعليم الرياضيات على ما قاموا به من جهد كبير من خلال تطوير برامج التعليم
افتتح في الجامعة العربية الأمريكية وتحت رعاية رئيسها الأستاذ الدكتور محمود ابو مويس مؤتمر علميا متخصصا حول تطوير تعليم الرياضيات، بهدف مناقشة مخرجات وتوصيات مشروع "تطوير تعليم الرياضيات" الذي تنفذه الجامعة بالشراكة مع جامعتي القدس ابو ديس والإسلامية في غزة من خلال صندوق تطوير الجودة في وزارة التعليم العالي الفلسطينية والممول من البنك الدولي.
وحضر فعاليات المؤتمر رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمود ابو مويس، والرئيس المؤسس للجامعة الأستاذ الدكتور وليد ديب، وممثل الجامعة الإسلامية في غزة الأستاذ الدكتور عليان الحولي عبر تقنية الفيديو كونفرنس، وممثل جامعة القدس ابو ديس الدكتور إبراهيم عرمان،ومدير صندوق تطوير الجودة في وزارة التعليم العالي الأستاذ خيري عبيد، ونواب رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور حسن حنايشة، والدكتور مفيد قسوم، والدكتور نظام ذياب، ومساعد رئيس الجامعة الأستاذ فالح ابو عرة، ومدير العلاقات العامة فتحي اعمور، ومجموعة من المستشارين في المشروع من معهد التربية بلندن، وعدد من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الفلسطينية، وممثلي المؤسسات العلمية ومشرفي ودرسي الرياضيات في فلسطين.
وانطلقت فعاليات المؤتمر الذي أدارت عرافته مديرة وحدة المشاريع في الجامعة العربية الأمريكية الدكتورة رولا جاد الله، بآيات عطرة من الذكر الحكيم وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، وعزف السلام الوطني الفلسطيني.
جهود مشتركة
وقالت الدكتور جاد الله:"ان هذا المؤتمر جاء حصيلة سنتان من الجهود المشتركة ما بين الجامعات الشريكة في مشرع تطوير تعليم الرياضيات في فلسطين، مشيرة الى أن المشروع قام بالعديد من الأنشطة كان أبرزها القيام بدراسة مسحية لتحديد احتياجات أعضاء الهيئة التدريسية بكليات التربية في الجامعات الفلسطينية وإجراء تقويم لبرامج أساليب تدريس الرياضيات، وتصميم خطة دراسية جاري العمل على إقرارها للبدء بتدريسها، وإصدار دليل للتربية العملية في ضوء المستحدثات والتطورات التكنولوجية الحديثة".
تطوير مهنة التعليم في فلسطين
وافتتح المؤتمر بكلمة لرئيس الجامعة العربية الأمريكية الأستاذ الدكتور محمود أبو مويس، والذي رحب بالحضور بإسم مجلسي إدارتها وأمنائها، وتمنى للمؤتمر النجاح وتحقيق كامل أهدافه، وأن يكون مخرجا مثمرا في تطوير تعليم الرياضيات، وأن يلبي التوجه الاستراتيجي الوطني لتطوير مهنة التعليم في فلسطين. وأكد الأستاذ الدكتور ابو مويس ان من بين الأهداف الرئيسية والإستراتيجية للجامعة العربية الأمريكية والذي تسعى دوما لتحقيقها والعمل حثيثا لانجازها، هو تعزيز التعاون العلمي والتبادل المعرفي بين الكوادر الأكاديمية في جامعاتنا الفلسطينية، وتطوير العلاقة وخلق الشراكة بين مؤسسات التعليم العالي والمدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم.
تطوير المهارات
وتقدم الأستاذ الدكتور أبو مويس بالشكر والتقدير لكل المشاركين والقائمين على مشروع تطوير تعليم الرياضيات على ما قاموا به من جهد كبير من خلال تطوير برامج التعليم، وتدريب وتطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس، وإنشاء مراكز للوسائل التعليمية واستخدام التقنيات الحديثة خاصة تقنية التواصل المرئي واستخدام الوسائط المتعددة، ونوه أن الى ان ذلك يعتبر الطريق الصحيح لإرساء قواعد دولة المؤسسات. وفي كلمة جامعة القدس قال ممثلها الدكتور إبراهيم عرمان:"أن المشروع ساهم في تطوير تعليم الرياضيات بكليات التربية في الجامعات الفلسطينية وإنشاء المراكز التعليمية، وتزويد الجامعات بمختبرات حاسوب، كما أنه ساعد في تطوير مهارات أعضاء الهيئة التدريسية، وتصميم موقع الكتروني خاص بمشروع تطوير تعليم الرياضيات وإتاحة التعليم الالكتروني من خلال طرح مساحات الكترونية لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في عملية التدريس". وأكد عرمان على أن المشروع ساعد في تطوير الشراكة ما بين الجامعات الشريكة من خلال عقد العديد من الورش المتخصصة لأعضاء هيئاتها التدريسية، وتنظيم الزيارات العلمية المتبادلة ما بين الجامعات الشريكة وجامعة لندن.
مشكلة حقيقية
وفي كلمة الجامعة الإسلامية في غزة التي بثت عبر تقنية الفيديو كونفرنس أكد ممثلها الأستاذ الدكتور عليان الحولي أن هناك مشكلة حقيقية في تعليم الرياضيات في فلسطين ويجب تظافر كافة الجهود من اجل المساهمة في وضع الحلول المناسبة لها وتطبيقها على ارض الواقع، مشيرا الى ان هذا المؤتمر يستحق لان يكون بداية للانطلاق الجاد وتوجيه الرسائل لصناع القرار لوضع الخطط المناسبة، وتحدث عن تدني نتائج طلبة فلسطين في الاختبارات الدولية، كما بين عزوف الطلبة في فلسطين عن الالتحاق في الأقسام العلمية نتيجة ضعفهم في مادة الرياضيات، حيث أشار الى انه في العام 2000 التحق ما نسبته 37% من الطلبة بالتخصصات العلمية أما في العام الحالي فقد بلغت النسبة اقل من 20%.
تحسين نوعية التعليم
وفي مداخلته قدم مدير صندوق تطوير الجودة الأستاذ خيري عبيد ملخصا عن انجازات الصندوق التابع لوزارة التعليم العالي خلال السنوات السبع الماضية ومهامه الحالية، وأوضح بأن الصندوق الممول في البنك الدولي والاتحاد الأوربي يهدف لتحسين نوعية التعليم في الجامعات الفلسطينية ومرتبط ارتباطا وثيقا بعملية الاعتماد الوطني والتقييم الذاتي في مؤسسات التعليم العالي، وأضاف أن أهم انجازات الصندوق تضمنت انجاز 45 مشروع في الجامعات الفلسطينية غطت 50% من الكليات بميزانية بلغت 10 مليون و 300 ألف دولار، وشملت عدة حقول منها التعليم والصحة وتكنولوجيا المعلومات والهندسة وإدارة الإعمال، ونوه عبيد في نهاية حديثه أنه تم رصد 5 مليون دولار إضافية بهدف رفع مستوى التعليم، مشيرا الى انه تم البدء ببرنامج تطوير وتأهيل الطلبة المعلمين.
عدم وضوح الرؤية
وتلا الافتتاح محاضرة ألقاها الأستاذ الدكتور وليد ديب، أكد فيها عدم وضوح الرؤية إذا ما كانت الرياضيات التي تعلم في فلسطين بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام يمكن الاستفادة منها في الحياة العملية، وانتقد أساليب تدريسها المتبعة لأنها تعمل على استنزاف إبداعات الطلبة، وأضاف ان المشكلة ليست في مادة الرياضيات وإنما بطريقة تعليمها وأساليب تدريسها المتبعة مشيرا الى انه في العام 2007 خضعت مجموعة من الطلبة في 48 دولة في العالم لامتحان TIMSS وهو إحدى الاختبارات الدولية، وكانت النتائج خطيرة ومخيبة وتبرهن بالدليل القاطع ان تعليم الرياضيات في فلسطين والوطن العربي يسير بالاتجاه الخاطئ، مؤكدا ان نتائج الاختبار أظهرت ان دولة سنغافورة جاءت بالمركز الاول في الترتيب حيث أجاب 95% من طلبتها على أسئلة الاختبار، وان نسبة متوسط الدول العربية في الإجابة على الأسئلة المطروحة بلغت 19%، وان أول دولة عربية وهي لبنان جاءت في الترتيب 28 من بين 48 دولة، أما فلسطين فجاءت بالمركز 42، وقطر بالمركز الأخير. وتحدث حول النموذج السنغافوري في الوصول الى المرتبة الأولى عالميا في الرياضيات وعزى ذلك الى رئيس وزرائها في العام 1997 من خلال طرحه لمبادة "مدرسة تفكر وطن يتعلم" من خلال العمل الجاد والحقيقي في تغيير أساليب التربية والتعليم من الحفظ والتلقين الى تعزيز مهارات التفكير.
التفكير والإبداع
واستعرض أيضا آليات وطرق تدريس الرياضيات في أمريكا وأوروبا والدول الأسيوية المتقدمة، مشيرا الى انه عند الالتحاق بالجامعات الأمريكية وفي أي تخصص لاستكمال الدرجات الدراسية العليا فان اهم ما يحدد قبول الطالب هو خضوعه واجتيازه لامتحان GREوانه يتضمن مجموعة من الأسئلة في الرياضيات. وأشار الى أن التقرير الأخير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أكد ان المناهج العربية بشكل عام تعزز من الخضوع والإذعان على المستوى التعليمي كخضوع الطالب للمعلم مثلا، وبين التقرير ضرورة نقل التعليم في العالم العربي من الحفظ والتلقين الى التفكير والإبداع. كما طرح الأستاذ الدكتور وليد ديب مجموعة من النقاط التي يمكن من خلال إحداث التفكير الناقد منها تشجيع الطلبة من اجل استكشاف معادلات مختلفة لحل الأسئلة والبحث عن حلول أخرى والمقارنة بينها من اجل تنمية مهارات التفكير العلمي والإبداعي لديهم، وإعطاء الطلبة الحرية لنقد طريقة حل المعلم، واستخدام الرسوم في عملية الحل، وأشار الى انه يجب ان يفهم الطالب بأنه لا توجد مسلمات بالعلم وذلك من اجل إطلاق العنان لتفكيره وقيامه بالحث والتجربة.
معالجة المشاكل الحياتية
أما في المحاضرة التي قدمها الأستاذ الدكتور حسن حنايشة أكد فيها على ان الرياضيات ليست مجرد نظريات علمية يتم تدريسها وإنما علم يستخدم في معالجة العديد من المشاكل الحياتية وحل القضايا العالقة، مشيرا الى انه في الدول المتقدم يتم استخدام الرياضيات في القضاء وكشف الجرائم والطب والفضاء، مؤكدا ان بحوث DNAتعتمد في معظمها على الاحتمالات والرياضيات، وشدد على دور المدرس في ترغيب الطلبة بهذا العلم من خلال أساليب إبداعية تفكيرية ترسخ الرياضيات كمنهج حياة.
مناقشة مجموعة من الأوراق البحثية
وتخلل المؤتمر الذي سيستمر على مدار يومين مناقشة مجموعة من الأوراق البحثية حول مستوى توافر كفايات استخدام الحاسوب لدى معلمين مرحلة التعليم الأساسي بمدارس وكالة الغوث في قطاع غزة، وقفة مع الجزء الاول من كتاب الرياضيات للصف الثامن الأساسي، وأثر استخدام التكنولوجيا في عملية التدريس على الطلاب، أثر استخدام منتديات لجنة مبحث رياضيات نابلس والامتحانات الإلكترونية في تحصيل طلبة الصف الثامن الأساسي في بعض مدارس مديرية نابلس، واثر استخدام الحاسوب في تدريس وحدة الهندسة في مادة الرياضيات على تحصيل طالبات الصف الخامس الأساسي في مدرسة سمير عبد الهادي، واثر الدورات التدريبية على تطور معلمي الرياضيات مهنياً من وجهة نظر معلمي الرياضيات في محافظة طولكرم، واثر استخدام الوسائل التعليمية في وحدة العلاقات والاقترانات للصف التاسع الأساسي، وأثر استخدام إستراتيجيتي الاستقراء والاستنتاج في اكتساب مهارات الرسم الهندسي لدى طلاب كلية مجتمع تدريب غزة، واستخدام طريقة التعلم بالاكتشاف الموجه على تحصيل طالبات الصف السابع الأساسي في وحدة الهندسة.